قصة وحكاية المنازل والمساجد الأثرية في شارع «دهليز الملك» برشيد

موضوعية
موضوعية

تقع مدينة رشيد على الضفة الغربية من فرع رشيد، يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الشرق فرع نهر النيل الذي يحمل اسم المدينة، ومن الغرب خليج أبوقير، ومن الجنوب تل أبومندور وكثبان رملية،  وتبعد 60 كيلو مترًا شرق مدينة الإسكندرية، و55 كيلو متراً شمال دمنهور.

وتحتوى المدينة على عدد كبير من الأثار الإسلامية سواء العمارة الدينية أو المدنية أو الحربية حيث بها ٢٢ منزل أثرى و١١ مسجد وزاوية وطاحونة وقلعة وسور وبوابة أبوالريش من العصر المملوكي العثماني، بالإضافة إلى إلى المساجد الأثرية بالضواحي مثل إدفينا وديبى والقصر الملكى بإدفينا والنصب التذكاري الخاص بحفر ترعة المحمودية التابعة لمنطقة أثار رشيد، حيث تعد مدينة رشيد فى المرتبة الثانية من حيث الأثار الإسلامية بعد القاهرة ويأتى فى المرتبة الثالثة مدينة فوة. 

وقد شهدت منازل رشيد العديد من الأحداث التاريخية بحكم أنها مدينة هامة وكانت حتى ١٨٩٥م إحدى المحافظات المصرية، حيث تحولت بعد هذا التاريخ إلى مركز،  حيث كان بمدينة رشيد ميناء تجاري يختلط في شوارعها التجار من كل الجنسيات وتملأ أسواقها السلع من كل البلاد وكان للمدينة محافظ يسكن إحدى بيوتها وبها حامية للدفاع عن المدينة وبها مسجد زغلول أشهر المساجد الذى شهد إنتصار أهالى مدينة رشيد على الحملة الإنجليزية ١٨٠٧

وتم أكتشاف حجر رشيد فى إحدى الأبراج الخاصة بقلعة قايتباي ببرج رشيد والتي تبعد عن رشيد حوالى ٦ كيلو متر هذا الحجر الذي أستطاع من خلاله العالم الفرنسي شامبليون فك رموز الكتابة المصرية القديمة والتعرف على علوم وحضارة مصر الفرعونية. 

اقرأ أيضا| سكرتير عام محافظة البحيرة يتفقد أعمال تطوير كورنيش رشيد | صور

وتحدث الأثري محمود الحشاش مدير عام و مفتش بهيئة الأثار برشيد لـ « بوابة أخبار اليوم»  عن المنازل الأثرية وشوارع وحارات مدينة رشيد والقصص التاريخية المرتبطة بها، ومنها منازل شارع دهليز الملك (شارع بورسعيد حالياً) الذي يعد أحد الشوارع الشهيرة بمدينة رشيد وهو شارع تجاري هام سمي بشارع دهليز الملك لأنه كان يسكنه علية القوم من أمراء المماليك وكبار التجار بالمدينة فى الفترة المملوكية العثمانية يسمى حالياً شارع بورسعيد يبدأ الشارع بمسجد العرابي وهو أحد المساجد الإسلامية المملوكية العثمانية التى ترجع بتاريخها إلى العصر المملوكي العثمانى من القرن العاشر الهجرى السادس عشر الميلادى يليه مجموعة من المنازل الأثرية منزل كوهية وهو نسبة إلى أحمد بك كوهية والكاهية كلمة تركية، وهو المسؤول عن تسيير الشؤون  العسكرية فى الدولة العثمانية يليه منزل بسيونى  ثم منزل رمضان وهو أكبر المنازل الأثرية برشيد هذا الشارع الذي ارتبطت به العديد من الحكايات والتى يقال أن أحد حكام رشيد فترة دخول الحملة الفرنسية وهو عثمان خوجه كريدلي كان مكروها من أهالي رشيد اشتهر بالعسف والجور وأطلق عليه أهالى رشيد عليه بأنه كالجزار الذي لا يحسن سلخ الشاه وقد أعدمه الفرنسيين وعلقوا رقبته على منزله ودفن فيما بعد بمسجد المحلي.

وأثناء الحملة الإنجليزية ١٨٠٧م سقط القائد ويكوب صريعاً على أعتاب أحد المنازل نتيجة مقاومة أهالي رشيد له يلي منزل رمضان منزل محارم هذا المنزل الذي يغشى الحجرة الشمالية له بالدور الأول علوي بلاطات القيشانى ذات التأثيرات شمال أفريقيا ربما تنتمي إلى معامل القلالين بتونس كما يرجعها بعض الباحثين والتي انتشرت لها فيما بعد بعض المعامل لصناعة الخزف في الاسكندرية ورشيد بواسطة المغاربة المقيمين بمصر يليه منزل الجمل ثم يواجه منزل محارم منزل أبوهم وينتهى الشارع بأحد المنازل الأثرية وهو من منزل علوان الذي ينتمي لمحمد بك علوان.

كما كان يطلق عليه شاهبندر التجار أو كبير التجار التقى فى هذا المنزل فى عام ١٨٨١م الزعيم أحمد عرابي الذي ولد فى عام ١٨٤١م بإحدى قرى محافظة الشرقية قرية هرية رزنة واراد أن يكسب مساندة أهالي رشيد ضد الانجليز والخديوي توفيق وكان دائماً ما ينادي بأن جيش مصر للمصريين والتقى بكبير التجار و أهالى رشيد والبر الشرقى فى هذا المنزل بحضور شيخ مسجد المحلى الشيخ أحمد الجارم والشيخ محمود الجارم مفتي رشيد ومحافظ رشيد صالح الشرمى بك وصلى عرابى بمسجد المحلى وتفقد تحصينات الطوابي من المدافع الارمسترونج التى حصل عليها الخديو اسماعيل من إحدى الصفقات من الجيش الانجليزى وهى مدافع تعبأ من الأمام وتزن من ٧- ١٢ طن .

وبالمناسبة لم يكن عرابى غريباً عن رشيد فلقد كان فى عام ١٨٦٩م قائدا لحماية رشيد وبالفعل تحمس له أهالى رشيد حتى أن الشيخ الجارم والشيخ أبو السعود قاموا بتدريب الاهالى على القتال فى قشلاق رشيد بحري المدينة.

ويمتد الشارع لسوق السمك القبلى  مسجد القابودان أو كما يطلق عليه أهالي رشيد حالياً مسجد القبطان وهو نسبة لأمير البحار فى الفترة العثمانية حيث كان المكان يشمل مسجد ووكالة وحمام  اندثرت وينتهى الشارع  بطابونة الجراية وهي مخصصة لصناعة الخبز ولخدمة الجيش فترة تولى عرابى نظارة الحربية اندثرت أيضاً .