الإعدام لـ قاتل فرد الأمن.. والمؤبد لـ 2 آخرين.. و 5 سنوات سجنًا لسيدة

زغاريد فى محكمة بورسعيد بعد عودة حق «شهيد لقمة العيش»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب: أيمن عبدالهادي

..أصدرت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار أحمد مندور حكمها في واقعة مقتل شهيد لقمة العيش الشاب على الشهير بـ أبو ريان، وأثلج الحكم صدور الآلاف من أبناء محافظة بورسعيد الذين أحزنهم مقتل هذا الشاب المكافح، وفي السطور التالية نروي تفاصيل الواقعة المؤلمة وما دار داخل المحكمة، وحديث أسرة المجني عليه لـ «أخبار الحوادث».

رسالة رئيس المحكمة إلى القاتل وباقى المتهمين: «..وذلك جزاء الظالمين»

عاش الشاب علي حسن فرج الذي لم يتجاوز الـ 30 من عمره طوال حياته يعمل من أجل لقمة عيش من حلال، تزوج قبل عامين من وفاته، ورزقه الله بطفلين، وخلال رحلة بحثه عن رزق لهما عمل فرد أمن في أحد المجمعات السكنية الجديدة ببورسعيد. 

ولكن قبل عمله الأخير واستقراره فيه كان شهيد لقمة العيش خلال بحثه عن العمل تعرف على آخرين عمل معهم في التجارة وظنهم أصدقاءه ولكن حدثت خلافات مالية بينهم فترك لهم عملهم، وذهب للعمل فرد أمن للإنفاق علي زوجته وابنائه، ولكن ظل هناك خلافًا بينهم إلا أنه لم يكن يتخيل أنهم سوف يقتلونه انتقامًا منه. 

أحداث الواقعة
في يوم 7 يوليو من يوم 2021 أدى علي أبو ريان صلاة الصبح وتوكل على الله متجهًا لعمله بـ الكمباوند السكني، وفي طريقه فوجئ بأسلحة نارية وخرطوش تطلق عليه من كل اتجاه صوبه، فصرخ بصوت عالي: ليه كده يا كاظم هتقتل أخوك، حتى استقرت رصاصة في صدره وكانت آخر كلماته صرخة الألم، وسقط أرضًا ولقي مصرعه في الحال. 

وتكشف تحقيقات النيابة العامة وشهادة الشهود؛ أن الشيطان جمع 5 من المتهمين وهم: م أ م ك أ س ش ويبلغ من العمر 29 عاما، ويعمل فرد أمن ويقيم بمنطقه بلال بن رباح، وك ا ح ا ويبلغ من العمر 25 عاما ويعمل عاملا ويقيم بمساكن الأمل، وم ص م ر ا ويعمل سماك ويقيم بمنطقه الأمل، وا ا أ ع ويبلغ من العمر 33 عاما ويعمل عاملا، ون ن ا ر ط وتبلغ من العمر 24 عاما وتعمل ربة منزل وتقيم بمنطقة علي ابن أبي طالب، اتفقوا جميعا برابطة الشيطان على تجهيز أسلحة نارية وخرطوش لقتل شهيد لقمة العيش. 

تحقيقات النيابة
أكدت تحقيقات النيابة في الواقعة؛ أن المتهمين الـ 5 أحرزوا سلاحين ناريين بندقيتين آليتين، وسلاح ناري خرطوش، وتوجهوا إلى المكان الذي ايقنوا تواجد المجني عليه به، وأطلقوا عليه النار، وأصابوه إصابة أودت بحياته، وشرعوا كذلك في قتل 4 آخرين، وهم:  إ ا  ف ا، وم م م ا، وك ج ع ع ا، وم ج ع ع ا، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وذلك باستخدام الأسلحة الآلية النارية والخرطوش والذخائر التي كانت بحوزتهم في نفس الزمان والمكان.

تقرير الطب الشرعي
وكشف تقرير الطب الشرعي بشاعة الجريمة، بعدما تبين وجود جرح ناري فتح الدخول دائري باتساع نصف سنتيمترات مندفعة للداخل مصحوبة بفقد في مادة نسيج الجسم، وجرح ناري بالساق اليسرى بأبعاد نحو 3 سنتيمترات × 2 سنتيمترات، وجرحين ناريين آخرين بفتحة نصف سنتيمترات و2 سنتيمترات، وذلك في جسد الشاب الذي لقي مصرعه. 

الشهود
شهد إسلام العربي فتح الجمال، ويبلغ من العمر 28 عاما، ويعمل نجارًا، ويقيم بمنطقة عمر بن عبد العزيز؛ بأنه حال تواجده بالطريق العام حضر المتهمون وكانوا يحملون أسلحة نارية عبارة عن بندقيتين آليتين وبندقية خرطوش وذخيرة، وأطلق المتهم الأول كاظم أحمد سالم شكري ويبلغ من العمر 29 عاما أعيرة نارية صوب المجني عليه، علي علي حسن فرج، من السلاح الناري تسبب في إصابة أودت بحياته، فيما أطلق المتهم الثاني أعيرة نارية صوبه محدثا إصابة أخرى، قاصدين من ذلك قتله على إثر خلاف سابق بينهم. 

وشهد كريم جلال عويس عبد الظاهر، ومحمد جلال عويس عبد الظاهر، ومحمد محمود محمد الطيب، والسيد محمد السيد يوسف، بما لا يخرج عن شهادة الشاهد الأول، وبما يثبت صحة قصد المتهمين لقتل الشخص بالأسلحة النارية الآلية والخرطوش التي كانت بحوزتهم، على إثر خلاف سابق بينهم. 

وشهد في القضية اثنان من ضباط مديرية أمن بورسعيد، حيث قال العقيد محمد جابر السيد صبح؛ إن تحرياته السرية أسفرت عن وجود خلافات مالية بين المجني عليه علي حسن فرج والمتهم الأول، وعلى إثر ذلك عزم المتهمون من الأول إلى الرابع على ارتكاب الواقعة، وإعداد الأسلحة النارية والذخائر المضبوطة والتوجه لمكان تواجد المجني عليهم، وما أن ظفروا بهم حتى أطلقوا عدة أعيرة نارية تسببت في إزهاق روحه، وإصابة آخر، وأردف أن قصد المتهمين كان قتل المجني عليه، وأضاف؛ بقيام المتهمة الخامسة والسيدة الوحيدة في القضية بإخفاء الأسلحة النارية والذخائر، وأكد أنها كانت على علم باستخدامها في ارتكاب الواقعة.

الزوجة تتحدث
وتحدثت أم ريان زوجة علي شهيد لقمة العيش قائلة: علي كان أبويا وأخويا وصاحبي وكل حاجة قتلوه غدرًا، وأوضحت أنها تزوجت منه قبل عامين ونصف من الحادث الأليم وأنجبت منه طفلين أكبرهما 3 سنوات، وأشارت أن الحكم الصادر يجعلها تقول للطفلين؛ أنها لن تترك حق والدهم. 

وتروي أم ريان؛ أنها ذهبت إلى قبر زوجها المقتول غدرًا وجلست تحدثه لساعات روت له خلالها حديث القاضي بأن ذلك جزاء الظالمين، وأبلغته بحكم الإعدام والمشدد للمتهمين الآخرين، وقالت: كنت أحدثه وكأنه يسمعني وهي المرة الأولى التي أشعر فيها أنه سعيد في قبره. 

وأبدت أم علي سعادتها بحكم الإعدام للمجرم كاظم والذي قضت المحكمة بإعدامه، وكشفت أن نجلها الأكبر فقد عقله بعد وفاة أخيه الأصغر، وأوضحت أن الحكم برد نارهم، وعلقت: «ربنا يعينا على اللي جاي وأن يمد في أعمارنا كأسرة كي نساعد عياله ومراته لأن ملهمش أي سند في الدنيا بعد ما اتقتل أبوهم وهو لسه عريس مفرحش بمراته ولا بيهم». 

جلسة النطق بالحكم
فوجئ جميع الحاضرين في الجلسة وقبل دخول القاضي بالمتهم الرئيسي الشهير بـ كاظم يتحدث بعنجهية ويقول: لو حد صور الحكم من الصحافة أو المحامين أنا هكسر القفص وهخرج أموته أنا ميت ميت، ولو ربنا قدر في النقض أو الاستئناف وطلعت يوم واحد هموت اسرته كلها وهرجع للمشنقة تاني، وعلى الفور تدخل أمن المحكمة وتم السيطرة عليه قبل دخول القاضي. 

حينها بدأ المستشار أحمد مندور رئيس محكمة جنايات بورسعيد، وعضوية المستشارين أشرف محمد الجميل، وتامر أحمد رضا، وسكرتارية إسماعيل عوكل، جلسة النطق بالأحكام بآية قرآنية توجه بها إلى المتهم الأول في واقعة مقتل فرد آمن على يد 5 متهمين ببورسعيد، ووجه لهم رسالته قائلاً: وذلك جزاء الظالمين.

قضت محكمة جنايات بورسعيد، بإعدام المتهم الأول كاظم م. أ. م. ك» ويبلغ من العمر 29 عامًا ويعمل فرد أمن ويقيم بمنطقة بلال بن رباح.

وعاقبت المحكمة كل من «ك. ا. ح» ويبلغ من العمر 25 عامًا -عامل ويقيم بمساكن الأمل، و»م. ص. م» ويعمل سماك ويقيم بمنطقه الأمل، ا. ا. أ ويبلغ من العمر 33 عامًا- عامل، بالسجن المؤبد، ومعاقبة «ن. ن. ا»، وتبلغ من العمر 24 عاما وتعلم ربة منزل وتقيم بمنطقة علي ابن أبي طالب بالسجن 5 سنوات، في قضية مقتل الشاب علي علي حسن فرج، عمدًا مع سبق الإصرار.

وبهذا الحكم طوت محكمة جنايات بورسعيد صفحة حزينة من صفحات محافظة بورسعيد، وأثلجت بهذا الحكم قلوب الآلاف في واحدة من أهم القضايا التي شغلت الرأي العام، وظلت بين أروقة المحاكم لمدة عام و 5 أشهر.