23 مليار جنيه تكلفة خطة التطوير ومضاعفة الطاقة الإنتاجية 4 مرات

عودة الروح لـ«الغزل والنسيج».. تشغيل «غزل 4» وأكبر مصنع بالعالم جاهز للماكينات

خطة التطوير تستهدف
خطة التطوير تستهدف

الاهتمام بصناعة الغزل والنسيج واستعادة عرش القطن المصرى لمكانته عالميا من أهم الملفات التى تعمل عليها الدولة وتضخ استثمارات كبيرة للنهوض بهذه الصناعة التى حظيت بسمعة عالمية فائقة.. جولات متعددة وخطط ودراسات واجتماعات ولقاءات على مدار السنوات الماضية للنهوض بقطاع الغزل والنسيج ووقف نزيف الخسائر فى أسرع وقت ممكن، والاستعانة بأحدث الماكينات العالمية فى مراحل الإنتاج المختلفة..

استثمارات ضخمة ضختها الدولة لإعادة الروح مرة أخرى لشركات الغزل والنسيج، والتى تقدر بنحو 23 مليار جنيه فى نحو 65 موقعا بجميع الشركات، تتمثل فى 8٫5 مليار جنيه للإنشاءات الجديدة، ورفع كفاءة إنشاءات قائمة، وذلك بمختلف أفرع الشركة القابضة على مستوى الجمهورية.

وبالإضافة إلى توريد ماكينات جديدة بقيمة 540 مليون يورو، وهو ما يمثل إجمالى التكلفة الاستثمارية للتطوير والاستفادة من الميزات التنافسية للقطن المصري، من خلال تطوير المحالج أيضا عبر مراحل الإنتاج المختلفة، بدءا من الغزل والنسيج، والصباغة، وانتهاء بالمنتجات النهائية المتمثلة فى الملابس والوبريات، وغيرها.

تمكنت وزارة قطاع الأعمال من تسوية مديونيات تاريخية على الشركات التابعة بإجمالى نحو 20٫7 مليار جنيه خلال الفترة الماضية، لصالح بنك الاستثمار القومى وقطاعى الكهرباء والغاز والتأمينات الاجتماعية ومصلحة الضرائب والشركة القابضة للتشييد والتعمير، وذلك من خلال مبادلة المديونيات بقطع أراض غير مستغلة، ولجأت الوزارة لميكنة نظم العمل وتدريب العاملين على الماكينات الحديثة قبل بدء عملية الإنتاج، كما تم دمج 31 شركة تابعة للشركة القابضة للغزل والنسيج ليصبح عددها 9 شركات، حتى إن الوزارة تسعى لتوفير عملة صعبة وتحقيق أرباح بالمليارات بعد بدء الإنتاج والتشغيل.

5 أضعاف

وتستهدف الدولة من تطوير صناعة الغزل والنسيج زيادة الطاقة الإنتاجية 4 أضعاف الطاقة الإنتاجية قبل التطوير ومن المقرر تصدير نحو 75% من الإنتاج الجديد إلى الأسواق الخارجية، حيث من المستهدف إنتاج ١٨٨ ألف طن غزل سنويا، وفى مصانع النسيج من المستهدف إنتاج 198 مليون متر سنويًا صعودًا من 50 مليون متر سنويًا الطاقة الإنتاجية الحالية، أما الطاقة الإنتاجية المستهدفة فى الملابس الجاهزة والمشغولات والوبريات تبلغ 50 مليون قطعة سنويًا فى مقابل 8 ملايين قطعة يتم إنتاجها حاليًا.

ونالت مدينة المحلة الكبرى قلعة الصناعة المصرية، والتى تميزت عبر مراحل مختلفة بصناعة الغزل والمنسوجات التى حظيت بسمعة عالمية فائقة، الاهتمام الأكبر من خلال أعمال التطوير الضخمة التى تتم داخل شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة، حيث يتم إنشاء 5 مصانع جديدة وإعادة تأهيل وتطوير 3 مصانع أخرى، وتدريب العاملين على الماكينات الحديثة داخل مركز التدريب والمعامل الخاصة بالغزل والنسيج.

تركيب الماكينات

ويتم حاليا تركيب ماكينات الغزل الحديثة الواردة من شركة ريتر السويسرية، الرائدة عالميا فى صناعة آلات الغزل والنسيج داخل مصنع «غزل 4» بالمحلة الكبرى، الجارى إعادة بنائه وتأهيله على مساحة 24٫6 ألف متر، حيث تتخصص هذه الماكينات فى غزل الكومباكت، ويضم المصنع عدد 71808 مردن غزل كومباكت بمتوسط نمرة 70 NE بإجمالى طاقة إنتاجية 5 آلاف طن سنويا ومن المتوقع تشغيل هذا المصنع قبل نهاية العام الجاري، وفيما يخص مصنع غزل «1» والذى يعد أكبر مصنع فى العالم، تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية الخاصة به وحاليا يتم تجهيزه استعدادا لتركيب الماكينات الحديثة فور وصولها، ومستهدف إنتاج الغزول بطاقة تقدر بنحو 30 طن غزل يوميًا، ويقام على مساحة 62.5 ألف متر بشركة غزل المحلة، حيث يستوعب 182 ألف مردن غزل.

وأكد المهندس محمود عصمت، وزير قطاع الأعمال العام، أن هناك أعمال تطوير ورفع كفاءة لمصانع قطاع الغزل والنسيج، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتأكيدًا على اهتمام الدولة بكافة أجهزتها بالعمل على دفع عجلة الإنتاج فى مختلف القطاعات، وخاصة قطاع الغزل والنسيج، تعظيما لما نمتلكه من مقومات. 

وأشار عصمت، إلى الجهود المبذولة من قبل الوزارة فى إطار مشروع تطوير وإعادة هيكلة الشركات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، موضحا أن تلك الجهود تستهدف مضاعفة الإنتاجية لجميع الأنشطة، وذلك من خلال العمل على مضاعفة إنتاج الغزل سنويا من 35 ألف طن إلى 188 ألف طن، وكذا مضاعفة إنتاج النسيج سنويا من 50 مليون متر إلى 198 مليون متر، وكذا زيادة حجم إنتاج الملابس سنويا من 8 ملايين قطعة إلى 50 مليون قطعة، هذا فضلا عن مضاعفة إنتاج الوبريات سنويا من ألف طن إلى 15 ألف طن.

تدريب العاملين

ولفت وزير قطاع الأعمال إلى أن مشروع التطوير بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، يشمل إنشاء 5 مصانع جديدة وإعادة تأهيل وتطوير 3 مصانع أخرى، وذلك من خلال إتاحة أكثر من ثلث الاستثمارات للإنشاءات بمشروع التطوير، ونحو نصف الاستثمارات لتوفير الماكينات والمعدات الجديدة، مؤكدًا فى هذا الصدد على المتابعة المستمرة لموقف مشروع التطوير بمختلف محاوره، ومنها الأعمال الإنشائية وتوريد الماكينات الحديثة من كبرى الشركات العالمية، وكذا برامج تدريب العاملين على تلك الماكينات الحديثة.

وشدد المهندس محمود عصمت، على حرص الدولة على النهوض بصناعة الغزل والنسيج، باعتبارها أحد دعائم الصناعات للاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أهمية العمل على تنمية صادرات هذا القطاع لمختلف الأسواق الإقليمية والعالمية، خاصة فى ظل ما تتمتع به المنتجات المصرية من تنافسية كبيرة فى الأسواق الخارجية. 

 وأوضح الوزير أن خطة الوزارة للنهوض بقطاع الصناعات النسيجية فى مصر تتضمن مختلف مراحل الإنتاج بدءًا من زراعة وتجارة القطن وتطوير المحالج، مرورًا بتحديث مصانع الغزل والنسيج والصباغة والتجهيز وصولا إلى المنتجات النهائية، لافتًا إلى الاهتمام الكبير بالتسويق وفتح أسواق جديدة، ومواكبة التطور العالمى فى هذا المجال.

وأوضح عصمت أن «مصنع غزل4»، يأتى ضمن المصانع الجارى تطويرها وإعادة تجهيزها بمختلف الماكينات والمعدات الحديثة، والمستهدف أن تصل طاقته الإنتاجية إلى 15 طنا يوميا من الغزول الرفيعة، وفيما يخص مصنع «غزل 1» يأتى ضمن المصانع الجديدة التى يتم إقامتها فى إطار مشروع تطوير الشركة، ويُعد هذا المصنع أكبر مصنع للغزل فى العالم، حيث يقام على مساحة 62 ألف م2، ومن المقرر أن يضم أحدث المعدات والماكينات فى هذا المجال بالاستعانة بخبرة كبرى الشركات العالمية، هذا إلى جانب قدرته على التعامل مع مختلف أنواع الأقطان، وخاصةً طويل التيلة وفائق الطول، بما يساهم فى استغلال ما تمتلكه مصر من ميزات تنافسية فى إنتاج القطن على مستوى العالم، مضيفًا أنه من المستهدف أن تصل طاقته الإنتاجية إلى 34 طن/يوم غزول رفيعة وسميكة.

ومن جانبه أكد الدكتور أحمد مصطفى، العضو المنتدب التنفيذى للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، أن التطوير ينطوى بالأساس على دراسة الجدوى، التى تقوم بها إحدى الشركات المتخصصة، وذلك بهدف زيادة الإنتاجية لجميع الأنشطة وتشمل الغزل، والنسيج، وملابس الصباغة، والتجهيز والوبريات، وغيرها، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن هناك عنصرا مهما آخر يتمثل فى تخصصية الإنتاج، كما اعتمدت خطة الدولة على دمج الشركات؛ وفى ضوء ذلك تم دمج عدد 31 شركة لتصبح 9 شركات، إضافة إلى تطوير البنية التحتية للمصانع، وإعادة هيكلة الموارد البشرية، من خلال الهيكلة الإدارية والتدريب.

منتج مصري

وأوضح مصطفى، أن قطاع الغزل والنسيج يشهد تطورا ملحوظا باستخدام التكنولوجيا الآلية بدلا من  العمل اليدوى وذلك لضمان الحصول على منتج عال الجودة منذ بداية التصنيع  حفاظا على القطن من التلوث للوصول إلى منتج مصرى يمثل فخر للصناعة المصرية من الملابس والمنسوجات، ولفت إلى أنه تم تحويل أحد مصانع القطاع إلى ١٤ ورشة إنتاجية وذلك بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى لتوفير فرص عمل للمستفيدين من  برنامج تكافل وكرامة للأسر الأكثر احتياجا والتى تعمل الحكومة على اعالتها وهو ما يضمن فرصة الشراكة مع القطاع الخاص وتعظيم أوجه الاستفادة بين جانبى الاقتصاد العام والخاص.

 وأشار مصطفى إلى أنه تم استحداث نشاط جديد وهو عصر الزيوت لتوسيع مجال الاستفادة من زهرة القطن المصري، ومن المنتظر أن تظهر بشائر التطوير نهاية العام الجاري، كما أنه تم اعتماد خاصية «الباركود» على المنتج والتى تحكى قصة صناع المنتج المتوفر بين يدى المستهلك فى جميع أنحاء العالم والتى تمثل خير دعاية له لتنال ثقته والتى تعد أهم عناصر العملية الصناعية والتسويقية.

خطة تطوير

وتابع مصطفى، أن خطة تطوير مصانع الغزل والنسيج والصباغة، والتى تشمل 65 مصنعا ومبنى خدميا بجميع الشركات التابعة، وتضم شركة مصر للغزل والنسيج وصباغى الببضا (الببضا).

حيث إنه جارٍ حاليا إنشاء مجمع مصانع الغزل والنسيج والصباغة بها، وكذا تنفيذ مجمع بشركة دمياط للغزل والنسيج، بالإضافة إلى تطوير مصنع غزل 2 القائم بشبين الكوم، التابع لشركة مصر شبين الكوم للغزل والنسيج، علاوة على استكمال أعمال إنشاء مصنع للنسيج ومصنع آخر للصباغة بشركة مصر حلوان للغزل والنسج.

كما أنه من المقرر خلال الفترة المقبلة البدء فى تطوير مصانع التريكو التفصيل والصباغة بشركة الدقهلية للغزل والنسيج، بجانب إنشاء مصنع غزل الطرف المفتوح الجديد وتطوير مصنع التريكو والصباغة بشركة الوجه القبلى للغزل والنسيج بالمنيا.

إنشاء مصانع

ومن جانبه أشار الدكتور أحمد شاكر، العضو المنتدب التنفيذي، القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة شركة مصر للغزل والنسيج، أن مشروع التطوير بشركة مصر للغزل والنسيج يستحوذ على جانب كبير من مشروعات الدولة حيث يتضمن إنشاء خمسة مصانع جديدة، وإعادة تأهيل ثلاثة مصانع أخرى.

وهي: إنشاء مصنع غزل1، وكذا إنشاء كل من مصنع للنسيج، وتحضيرات النسيج1 و2، إضافة إلى «الصباغة»، فضلا عن إنشاء محطة للكهرباء، بينما يتضمن المشروع تطوير ورفع كفاءة وإقامة توسعات فى كل من غزل 4، وغزل 6، و«التفصيل».

 وأوضح شاكر، أن مجمع مصانع التحضير والنسيج والصباغة، يقام على مساحة 104.2 ألف م2، ومن المستهدف أن تصل طاقته الإنتاجية إلى 136 ألف متر أقمشة ملايات و37 طن أقمشة وبريات.

وتابع شاكر، أن مركز التدريب يضم نماذج من الماكينات الحديثة الجارى توريدها من كبرى الشركات العالمية، يتم تأهيل وتدريب العاملين على استخدام تلك الماكينات الجديدة والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة فى قطاع الغزل والنسيج، من خلال مختلف المعامل الخاصة بالغزل والنسيج، وكذا معمل مراقبة الجودة، ومعمل التجهيز.