بعد الزلزال المُدمر.. تركيا وسوريا على شفا «أزمة صحية»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتبت: إسراء ممدوح

 

مع مرور الأيام علي الزلزال المدمر الذي حلّ بتركيا وسوريا وسبب خراب هائل في البلدين تزايدت مخاوف انتشار الأمراض المعدية بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الصحية لشبكات المياه والصرف الصحي بمواقع الزلزال.

وبالطبع مع تلوث مياه الشرب، فقد تظهر الأوبئة والأمراض المعدية، منها الكوليرا والسالمونيلا والتهاب الكبد "A وE" و مرض البريميات المعدي، وغيرها من الأمراض التي تنتشر عن طريق الاتصال المباشر بالمياه الملوثة.

اقرأ أيضًا: الكوارث التركية: ارتفاع ضحايا الزلزال لـ 36187 قتيلًا 

وذلك بسبب تزاحم الناجين بالساحات العامة وإقامتهم بالخيام التي شيدوها بعد انهيار منازلهم التي لم يبقي لهم سواها يعيشون بها، في مخاوف انتشار الأمراض الوبائية مثل الكوليرا والملاريا بين المتضررين من الزلزال خاصةً كبار السن والأطفال، فضلًا عن انتشار البعوض والذباب والقوارض، التي تصبح بيئة خصبة وفعالة للعدوى والأمراض المعدية.

«الصحة العالمية قلقة من أزمة صحية»

فيما أعربت منظمة الصحة العالمية، عن قلقها من أزمة صحية كبيرة قد تتجاوز أضرارها خسائر الزلزال المدمر، وتفشي وباء الكوليرا خاصة في سوريا مما يُعرض حياة الناس للخطر، فضلًا عن وجود أعداد هائلة من الجثث التي ستتحلل تحت الركام كلما مر الوقت وانتشار العديد من الأمراض.

وكلما مرت الأيام تتزايد أعداد الضحايا وتقل فُرص وجود أشخاص أحياء تحت الركام، ولا تزال إلي الآن الكثير من الضحايا التي لم تُنتشل بعد تحت الأنقاض لتزيد من مخاطر انتشار الأمراض بتحلل تلك الجُثث وتظهر مخاوف توسع الأمراض والأوبئة.

وصرحت رئيسة غرفة الأطباء بتركيا في مدينة ديار بكر، قائلة "أقمنا مركز كوارث وطوارئ، ونواجه مشكلة كبيرة في توفير المأوى للناجين من تحت الأنقاض.

وأعلنت وزارة الصحة التركية، عن إنشاء مراكز تنسيق للصحة العامة في الولايات العشر التي تضررت، وذلك لحماية ضحايا الزلزال من مخاطر العدوى والأمراض الوبائية.

وذكر المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، جيمس إلدر: أنه "في تركيا، كان مجموع الأطفال الذين يعيشون في الولايات العشر التي ضربها الزلزالان 4.6 مليون طفل، وفي سوريا تأثر 2.5 مليون طفل.

وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن الاستجابة السريعة بالوقاية بمضادات الميكروبات، قد يؤدي لتوقف انتقال العدوى والأمراض.

وفي سياق متصل، من الطبيعي بعد حدوث الكوارث أن تتبعها أثار صحية خطرة، مثل: التهابات الجهاز التنفسي الحاد الذي من الممكن أن يُسجل وفيات كثيرة بين النازحين.

وصرح المدير الإقليمي لأوروبا في منظمة الصحة العالمية، هانز كلوج، خلال مؤتمر صحفي: بأننا "نشهد أسوأ كارثة طبيعية في المنطقة الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية منذ قرن، وما زلنا نتعرف على حجمها".

«الصحة التركية تُطمئن: تم أخذ التدابير منذ أول يوم للزلزال»

وفي يوم الثلاثاء الماضي، كشفت الصحة التركية، عن أنه تم إرسال 80516 لقاحًا ضد التيتانوس، و3 آلاف جرعة من لقاح التيتانوس وداء الكلب إلى المناطق المنكوبة.

كما أفاد نائب مدير عام الصحة التركية، بكهرمان مرعش، محمد أنيس جوكلار، بأنه "تم البدء في اتخاذ التدابير منذ اليوم الأول لوقوع الزلزال الأسبوع الماضي، وتم تطبيق نظام التعقيم الفائق بالكلور في خطوط المياه الرئيسية، ويتم أخذ عينات من المياه أولاً بأول لتحليلها.

وتابع المسئول التركي، أن "المعالجة بالكلور تتم بالأماكن التي يتم فيها نقل المياه عن طريق الصهاريج، ويتم توفير المياه بعد هذه المعالجة الفائقة بالكلور، كما يتم أخذ هذه العينات في الغالب ومراقبتها بشكل روتيني من جميع النقاط التي يتواجد بها المواطنون كالخيام والمستشفيات والمتنزهات.

وقال نائب مدير عام الصحة التركية، إن صرف الأدوية للأطفال المصابين بالتهاب الحلق أو الحمى تتم لهم بشكل مستمر ودوري، كما يوجد لدينا نظام إنذار مبكر، يسمي "مراقبة المتلازمات"، يمكِن من اكتشاف سريع للأعراض التي قد تشكل تهديدًا للصحة العامة للمواطنين، ونقوم بجمع بيانات عن الأطفال المصابين بالإسهال من جميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات وبالطبع تتم مراقبة ما إذا كانت هناك زيادة مقارنة باليوم السابق".