فواصل

‫ الاستثمار فى الاستقرار

أسامة عجاج
أسامة عجاج

كان الله في عون الدبلوماسية والأجهزة المعنية بالأمن القومي في مصر، علي هذا التحدي، والجهد المبذول طوال السنوات الأخيرة، فقد شاءت إرادة الله ان تعيش مصر، في ظل منطقة  تعاني من حالة عدم استقرار، وتوتر غير مسبوق خاصة في دول الجوار الجغرافي، فعندما تعاني من ساحات مشتعلة، فعليك مهمتان، الأولي الحفاظ علي بلدك من أي أضرار أو تبعات لذلك،  والشواهد تقول انها تمت بنجاح علي كافة الأطراف،  والثانية ، ان تقوم بدور فاعل كعامل تهدئة تحت شعار (الاستثمار في الاستقرار)،  وفي ظل ثوابت منها الحرص علي عدم التدخل في شئون الدول والالتزام بالوساطة بقبول كل الأطراف ،ولعل وقائع الأسبوع الماضي مثلت نموذجا ودليلا حيا علي هذا الجهد، في التعاطي بشكل فاعل ومباشر مع ملفات الجوار الثلاثة، فعلي الصعيد الليبي نجحت القاهرة من جديد  في احياء عمل اللجنة العسكرية خمسة زائد خمسة،  بمشاركة المبعوث الأممي عبدالله باثيلي، ، ولعل القاهرة هي الأكثر في الاهتمام بمسألة توحيد الجيش الليبي في الشرق والغرب، باعتباره عاملا في ارساء قواعد دولة موحدة، بعد ان وصل الأمر الي الاقتتال بينهما في ابريل ٢٠١٩  ، كما انه القادر علي المهمة التي يعول عليها الجميع وهي الانسحاب الكامل للمرتزقة والمقاتلين الأجانب، وعلي نفس المستوي وفي الملف الفلسطيني، استضافت القاهرة قادة الفصائل الفلسطينية في غزة، في محاولة لمنع تصاعد التوتر في الضفة والقطاع والقدس، نتيجة السياسات الإسرائيلية، التي قد تؤدي الي تفجر الأوضاع، وتنهي حالة الهدوء الحذر الذي تعيشه المنطقة، وعلي صعيد الازمة السودانية اقامت مصر ورشة عمل تحت عنوان (آفاق التحول الديمقراطي السوداني )بمشاركة ممثلي ٣٥ حزبا وحركة، ناقشت العديد من القضايا، ووصلت الي توافق حول الترتيبات الدستورية والسلام وقضايا شرق السودان، وبرنامج الفترة الانتقالية وغيرها، وبعد فقد نال الجهد المصري الإشادة من كافة الأطراف التي اجتمعت في القاهرة، ومن جهات دولية واقليمية، لها مصلحة في استقرار هذه المنطقة.