صاحب أفضل ديوان بالعامية: البعض تجذبه أغاني الغيبوبة!

مدحت منير
مدحت منير

كتب : محمد سرساوى

استطاع الشاعر المتميز مدحت منير أن يتبوأ مكانة مرموقة على خريطة شعر العامية فى مصر عبر تجربة حاولت رصد الحياة اليومية للإنسان البسيط، واستكشاف طريقته فى العيش، وطبيعة رؤيته لمفردات العالم من حوله، وقد سعت قصائده إلى الإجابة عن عدد من الأسئلة التى تخص المواطن البسيط ومنها: ما هى أحلامه التى يأمل فى تحقيقها، ولذا لم نستغرب إعلان فوزه منذ أيام بجائزة أفضل ديوان شعر بالعامية «مبروك خسرت الانتظار» فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وقد تحدثنا مع صاحب «بالقميص الكاروهات» عن المشهد الشعرى فى مصر الآن فى السطور التالية:

 ما تقييمك لمشهد شعر العامية فى مصر الآن؟
ينقسم المشهد إلى مجموعة اتجاهات، أولها مبدعون طموحهم أن يكونوا شعراء منصة، يقفون على المسرح، تبث من خلفهم موسيقي، ويلقون قصائدهم بشكل تمثيلى، لكن جودة نصوصهم أغلبها متوسطة القيمة أو ضعيفة.

وسبب انتشارها لأنه يعجب عددا كبيرا من المستمعين، كذلك هؤلاء الشعراء يجنون عائدا ماديا كبيرا بهذه الطريقة، وأراها ظاهرة ستنتهى سريعا، والنوع الثانى شعراء يركزون على الشكل الفنى فى النص الشعرى لكن الذوق العام والإعلام يعيرهم اهتماما.


أنت من رواد قصيدة نثر العامية، ويبدو أن هناك ردة على هذه القصيدة، فكثير من شعرائها عادوا إلى الوزن، فما تعليقك؟
لا أحب أن أطلق عليها اسم «قصيدة نثر العامية»، فى رأيى العامية ارتبطت بميراث شفاهى ضخم منذ نشأتها، كثير من جماهيرها اعتادوا على أنها هذه العامية، تتأثر بالميراث الشفاهى.

وتعيد انتاجه من جديد، بأشكال مختلفة، كان رهاننا أن نحافظ على الوزن بدلا من كتابة قصيدة تهجر من التراث الشفاهى، على أن تترفع عن الأفكار التقليدية، أصبحنا نتعامل مع الشعر باللهجة العامية من زاوية شعر ذاتى لأنه يعبر عن انعكاس حياة الإنسان اليومية فى صورة قصيدة.

مما يعطى الفرصة للشاعر أن يكتب فى قالب تجريدى، حرية التأمل، ومساحة واسعة فى الفضاء الإبداعى، إنها قصيدة تنتمى إلى أفق إعادة النظر إلى الأشياء فى حياتنا.


جيلك.. جيل الثمانينيات قاد ثورة على نتاج جيلى الستينيات والسبعينيات، الآن هل تستطيع أن تقول أن جيلك والأجيال السابقة قدمت جديدا؟

 لا أريد القول إننا ثرنا على الشعراء الرواد، إنما نستطيع التأكيد بأن الجيل التالى تسلم راية الشعر منهم لاستكمال الطريق، أن جيل الستينيات، والجيل ما قبله، كانا يحمل قضايا وطنية واجتماعية قدموها بشكل رائع.

بينما حاول شعراء جيل السبعينيات التركيز على اللغة وجماليتها بجانب القضايا الإنسانية، وجيل الثمانينيات قدم القصيدة على أنها شعر فردى، فقد أولينا الاهتمام للقصائد الذاتية التى تؤثر على ذواتنا، وذوات الآخرين بدون مبالغات.


غاب شعر العامية عن ميدان الأغنية، فتوارى شعراؤها فى الظل، وغابت جماهيرهم، هذه المعضلة، ارتباط شاعر العامية بالجمهور بشكل آخر، لماذا اختفى؟
صار المطربون غير ملتفتين إلى شعراء العامية الذين لديهم رؤية عميقة عن الحياة، فهم يرغبون فى أغان تكون خفيفة، لأن كثيرا من الجمهور يميلون إلى أغان تنتمى إلى الغيبوبة أكثر من الوعى، لكن هناك فنانين نادرين جدا، يهتمون بقصائدنا.
 

اقرأ ايضاً | «عافية» الروائى الفائز فى معرض الكتاب: الجائزة استدعت أشباحي من جديد !

نقلا عن صحيفة الاخبار :

202302013