حديث وشجون

ليلة جلاء الحزن

إيمان راشد
إيمان راشد

أيام قليلة ويحتفل العالم الاسلامى بليلة الإسراء والمعراج.. ليله تتجلى فيها عظمة الخالق لرسوله بعد عام الأحزان.
تذكرت ذلك بعد أن ازدادت الأحزان فى قلبى على الأحباء، ففى خلال اربعة اشهر فقدت اثنين من اقرب الناس الى قلبى: شقيقى الغالى محمد، وهبة كريم قريبتى الحبيبة التى وافتها المنية وهى فى ريعان شبابها فكانت وفاتهما بمثابة صفعة الإفاقة لى فاكتشفت كم هى تافهة هذه الحياه تأخذ منا البسمة فى لحظة وتخطف الراحة والأمان ويسكن الحزن قلوبنا على احباب كانت ضحكاتهم تملأ سماء حياتنا فتصبح فى لحظة ملبدة بالغيوم وربما هى خير لنا لا نعلمه يجعلنا نتقرب الى الله ونتعظ ونطلب منه المغفرة والرحمة.


وأسأل نفسى وإياكم: هل ادخرنا ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون هناك من نام ليلا واستيقظ ليجد نفسه قد فقد أهله أو ماله أو أعز الناس فهل هيأنا أنفسنا لمثل هذا اليوم؟
لقد خلقنا الله لنعبده فهل أحسنّا عبادتنا؟ كلنا فى اختبار ومن توفاهم الله نجحوا فانتهت حياتهم ومن رحمته أن منحنا الفرصة لنحسن ونجوّد فى أعمالنا.. نحن فى شهر رجب أجر العمل الصالح مضاعف كذلك فالعقوبة مضاعفة.
فتعالوا نحمد الله على الستر والصحة وعلى عدم ابتلائنا بما ابتلى به غيرنا من آلام وفقد ودمار.. فاللهم اهدنا الى طريقك المستقيم وافتح علينا فى الطاعات وجنبنا المعاصى والفتن ما ظهر منها وما بطن وارزقنا العوض عن كل ما فقدناه وأقر أعيننا بما لدينا وقدر لنا الخير ثم ارضنا به وبكل ما كتبت لنا وحوّل أحوالنا الى أحسنها ولا تفجعنا فى أحبابنا ولا تحملنا ما لا طاقه لنا به ولتكن ليلة الاسراء والمعراج هى بداية السعادة وزوال الهم والحزن لنا كما كانت لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وكل عام وحضراتكم بخير.
دعاء : اللهم ارزقنى حسن الخاتمة ياكريم.. اللهم إنا نسألك زيادة فى الدين وبركة فى العمر وصحة فى الجسد وسعة فى الرزق وتوبة قبل الموت وشهادة عند الموت ومغفرة بعد الموت وعفوا عند الحساب وأمانا من العذاب ونصيبا من الجنة.. واللهم لاتحرمنا النظر لوجهك الكريم.