قام مجلس الشيوخ البرازيلي، بوقف رئيسة البلاد ديلما روسيف، عن عملها وتقديمها للمحاكمة، بعد أن صوت ضدها عقب توجيه اتهامات بخرق قوانين الميزانية والتقصير.
تأتي تلك الإقالة لتظهر شخصية ظلت في الخفاء لفترة طويلة، هي شخصية نائب الرئيسة تامر ميشال، المحام والسياسي المخضرم ذو الأصول اللبنانية، والذي يستعد ليصبح رئيسا مؤقتا للبلاد في الوقت الذي ستخضع فيه روسيف للمحاكمة.
ميشال إلياس تامر لوليا، من مواليد عام 1940 بمدينة تيتيي المجاورة لساو باولو بالبرازيل لأبوين لبنانيين من قرية بتعبورة هاجرا إلى البرازيل منذ عام 1925، ليبدأ والده من الصفر حيث لم يكن يجيد لغات أجنبية ولا يملك شهادة عالية فقام بادخار مبلغ أشترى به مزرعة وكان يبيع فيها ما يزرعه ويحصده تحسنت أحواله شيئا فشيء حتى قام بشراء طاحونة بن وأرز ساعدته على المضي قدما وتحسين مستواه المادي.
درس تامر القانون في جامعة ساو باولو وحصل على الليسانس عام 1963، ثم نال الدكتوراه من الجامعة الكاثوليكية. اشتغل بالمحاماة والتدريس الجامعي ثم خاض معركة الحياة السياسية، وتولى مهام عديدة بالأحزاب ووظائف قضائية وتشريعية عديدة حتى وصل إلى رئاسة حزب "الحركة الديمقراطية البرازيلية"، وانتخب نائبا بمجلس النواب الذي ترأسه ثلاث مرات حتى تعيينه نائبا لرئيسة البلاد ديلما روسيف في 2011.
وعرف تامر، بدهائه السياسي، وقدرته على القيادة السياسية على الرغم من عدم ظهروه بكثرة على الساحة، لدرجة دفعت الإعلام البرازيلي لوصفه برئيس الحكومة دون الحاجة لتولي المنصب، فقد كان حاكما من وراء الكواليس.
اشتهر تامر كذلك بانتمائه للفكر الماسوني، وقام بتأليف كتب عديدة في القانون سجلت مبيعات عالية، وعرف عنه حبه للشعر وكتب 130 قصيدة شعرية متوقع إصدارها قريبا في ديوان.
على المستوى الشخصي، فإن تامر تزوج مرتين ولديه 3 بنات وابن وله من الأحفاد 5، ويعيش حاليا مع زوجته ملكة الجمال السابقة مارسيليا تيديشي أراووجو والتي تزوجها في 2003 وتصغره بأكثر من 42 عاما، وأنجبت له ابنا آخر عمره 7 سنوات.
ويستعد تامر لتحمل مسؤولية ثقيلة، حيث سيحكم مؤقتا البرازيل التي يصل تعداد سكانها إلى 206 ملايين شخص منهم 6 ملايين لبناني مهاجر، وتعاني من اقتصاد متأرجح.