عن رسائل لم الشمل لـ «الإرهابية».. إسلام الكتاتني: هم عبيد للمال والشهوة

إسلام الكتاتني
إسلام الكتاتني

أيمن فاروق

 بادئ ذي بدء، جماعة الإخوان الإرهابية ثبت يقينًا أنها لا تصلح لأي شيء، فالتجربة أثبتت أنهم فاشلون بامتياز على المستوى السياسي والديني، فقط لديهم استعلاءً ديني على الجميع، التسلط ثمة تغلب عليهم، فهم أحفاد والي عكا وابن العلقمي.


على ما سبق، يمكننا القول إن هؤلاء التجار بالدين لا يمكن أن نسمع لهم صوتًا واحدًا، أو لمًاً للشمل، فكل ما يلوح في الأفق عبر مواقع ومنصات تابعة لهم، ماهي إلا فقاعات هوائية، فما يتردد عن حركة داخل التنظيم الدولي للإرهابية لمحاولة لم شملهم باطل ودرب من الخيال، فلم ولن يحدث ذلك، فالجماعة التي انقمست إلى جبهتين وتحولت تباعًا إلى ثلاث جبهات، ثم تشرذمت لا يمكن أن يشملهم غطاء واحد، فالصراعات بينهم أكبر، فانفجارهم من الداخل أحدث دويًا هائلا، فشاهدنا خلافات مالية من جهة، وأخرى مشادات واختلافات أدت إلى خلافات حول التقرب لأجهزة مخابراتية أجنبية على جانب آخر، وعليه نقولها بكل قوة، الجماعة هوت وانتهت، فما بني على باطل فهو باطل، فناهيك عما أسُس بنيانه على أكوام من المال الحرام وأنهار من الدماء.

فما يتردد حول مطالبات القيادات التابعة لمحمود حسين أمين الجماعة الأسبق وزعيم «جبهة أسطنبول»، بوقف الصراعات والخلافات فيما بينهما، والاتحاد مع «جبهة لندن»، مجرد درب من الخيال ليس أكثر، أو نوع جديد من تأزم الخلافات داخل الجماعة، واتجاهها نحو كارثة كبرى سوف تعصف بالجماعة من المشهد الدولي، فما تم الترويج له من رسائل غامضة مذيلة بتوقيع لبعض القيادات التي يصفونها بالقوية فيما بينهم داخل الجماعة الإرهابية، لتهدئة ووقف الانشقاقات والدعوة للاتحاد بين الغريمين، لا أساس لها من الصحة، مثلما تم الترويج أيضا على أحد المواقع التابعة لهم أن مجلس الشورى العام انتخب، قبل أيام، هيئة إدارية عليا جديدة لإدارة شؤون الجماعة لدورة انتخابية جديدة، وذلك في شهر يناير، أمر يشتبه فيه، وإن صح فلن يطول فهم حفدة الشيطان، فكيف يجتمعون، فهم اتفقوا على ألا يتفقوا، والسبب أغراضهم الدنيئة وسعيهم وراء المال والشهوة.

لصوص
وفي هذا الجانب أكد إسلام الكتاتني، الخبير في شئون الجماعات المتطرفة؛ على أن توحيد الصف داخل الجماعة الإرهابية لن يحدث، والدليل على هذا أن القرضاوي فشل في توحيدهم، فالصراعات داخل الجماعة منذ نشأتها حيث تعدت عشرات المرات، لكن أكبر الصراعات هي الأخيرة لأنها لم تطل قيادات الجماعة، فهناك صراع إخوان سوريا الذي كان طرفه عدنان سعد الدين، وخلاف الشيخ الباقوي والشيخ سيد سابق صاحب كتاب فقه السنة، لكن الصراع الحالي يمس مكتب الإرشاد بشكل مباشر، وهو أكبر ضربة شهدتها الجماعة.

وأوضح إسلام الكتاتني؛ أن محمود كان يضع يده على تمويل الجماعة وقناة وطن وموقع الإخوان، وكان يملك شققا وعمارات باسم الإخوان وسيارات فارهة، وكان القيادات يأخذونها لصالحهم، كما أن تمرد شباب الجماعة ضدهم والاعتماد على الولاء وليس الكفاءة، كما إن صراع التقرب إلى أجهزة مخابراتية يؤكد أن توحدهم مستحيل، ويؤكده مارك كارتش البريطاني وكتابه عن التنظيمات السرية الذي فضح فيه تمويل الإخوان من بريطانيا، مشيرًا إلى أن صراع الإرهابية في الطريق لمزيد من الانقسام، مشيرًا إلى أن ما تمارسه الجماعة المتشرذمة مجرد حرب نفسية فقط، التي تعاني من وضع متفاقم للغاية ومشاكل تنفجر في كل جبهة، مما يؤدي إلى خروج أسرار جديدة، كما أنهم غير أخلاقيين، وأبرز واقعة هو شهادة عشرة نساء ضد حفيد البنا، من هند عياد، وكريم وغيرها، وحتى يخرج من الحبس، اعترف بجرائمه مدعيًا أنها تمت برضاء منهن، وأوضح أن معظم أعضاء الإرهابية يعانون من اضطراب نفسي، كما أن مشروع التربية الذى يتباهى به الإخوان فشل وسقط.

وأكد الكتاتنى، على أن صراع جبهتي الإخوان ليس على مبدأ ولكن على مال، ورفض فكرة انتخاب الهيئة الإدارية العليا، موضحًا أن القيادات التي خارج السجون مشتتين في البلاد فكيف يجتمعون وحتى إن اجتمعوا فالخلاف يفرقهم، بسبب محمود حسين حجرة عثرة ضد التوحد، فهو يمتلك الإعلام والأسرار ويلقب بالرجل الحديدي داخل الجماعة الإرهابية، مشيرا إلى أن أحوال تنظيم الإخوان  الإرهابي في الداخل أو الخارج تشير إلى أن الجماعة ستتفكك.
وأوضح الكتاتني؛ أن الاتهامات المتبادلة بين الطرفين لا يمكن أن تنتهي باعتذار أحدهما للطرف الآخر، بسبب رسائل ظهرت فجأة للمرشد كما زعموا، لهذا فإن كل فريق يصر على موقفه، وتلك حجرة عثرة ومشكلة كبيرة يعلمها الإخوان جيدا، لهذا فكلاهما يتمسك أكثر بالبقاء على أمل أن ترضى عنه قوة دولية أو إقليمية، للتحكم في الجماعة وقيادة زمام الأمور في المرحلة القادمة.

وأشار الكتاتني؛ إلى أن جبهة اسطنبول الأقوى ولن ينظر إلى ما يثار حول رسائل داخل التنظيم بتوحيد الصف، لكنه سيسعى بكل قوى بالتشكيك فيها، مستغلال أتباعه في كل مكان، لهذا نؤكد على أن استمرارية الانقسام داخل الجماعة لحين أن يتغير الوضع، ونوه إلى أن «استقواء جبهة منير بقيادات السجون في مصر نابع من شعورهم بقلة الحيلة إزاء غطرسة محمود حسين وإعلانه أنه هو القائم بالأعمال، وعدم قدرتهم على حسم الصراع، أو حتى على الأقل مجاراة خطوات جبهة إسطنبول التي استغلت وفاة إبراهيم منير وعدم قدرة جبهة لندن على طرح بديل له، لتحرز العديد من النقاط والمكاسب على حساب جبهة لندن».
وحول تأخر خطوة إعلان القائم بالأعمال من قبل جبهة لندن، اعتبر أن تلك الخطوة المتأخرة تؤكد أن جبهة منير غير جديرة بقيادة الجماعة على الأقل في نظر أتباع محمود حسين، وهو ما سمح لخصومهم بإشاعة أن ثمة خلافات فيما بينهم، غير أنه ليس من المستبعد تسمية القائم بأعمال المرشد في غضون الأسابيع المقبلة.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ ٩/٢/٢٠٢٣

اقرأ أيضأ : محاولة «الإرهابية» التبرؤ من «ظلال» صاحبها