رؤية شخصية

وثيقة الأخوة الإنسانية

جميل چورچ
جميل چورچ

جميل چورچ

فى الرابع من فبراير عام٢٠١٩.. فى دولة الإمارات العربية المتحدة وقع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة فرنسيس الأول بابا روما على وثيقة الأخوة الإنسانية، وفى الأسبوع الماضى احتفلت الأمم المتحدة بيوم توقيع الوثيقة..وللأسف جاءت الاحتفالية وسط أحداث خطيرة يشهدها العالم ومنها الحرب الروسية الأوكرانية التى لاتزال مستعرة وجعلت العالم يواجه أزمة غذاء وغلاء وطاقة!


ومؤخرا كانت كارثة الزلزال المدمر الذى أوقع خسائر فادحة فى الأرواح فى تركيا وسوريا.. وارتفعت الأصوات مناشدة الدول القادرة على تقديم كل المساعدة والدعم مستندة على الوثيقة التى تقول فى مقدمتها إن الإنسان المؤمن عليه أن يرى فى الآخر أخا له، وعليه أن يؤازره وتقديم كل العون له وكانت مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى أول من استجاب.


ومن خلال المحادثات الأخوية بين القيادتين الإسلامية والمسيحية جرى العمل على التوصل لإعلان مشترك قائم على النوايا الصادقة لكل من يحملون فى قلوبهم إيماناً بالله والأخوة الإنسانية، وأن يتوحدوا لتصبح الوثيقة دليلاً للأجيال الجديدة تقوم على الاحترام المتبادل، والعيش كإخوة متساوين فى الحقوق والواجبات ونشر الخير والسلام.. وترى الوثيقة أن الأخوة الإنسانية أرهقتها سياسات التعصب والتفرقة والتربح الأعمى والتوجهات الايديولوجية البغيضة لذلك وباسم الحرية التى وهبها الله لكل البشر يدعو الأزهر الشريف والكنيسة إلى تبنى ثقافة الحوار والتعاون المشترك ومطالبة قادة العالم وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمى بالعمل على نشر ثقافة التسامح والسلام والتدخل لإيقاف سيل الدماء البريئة ووقف ما يشهده العالم من حروب وصراعات، والدعوة للعيش المشترك واكتشاف قيم السلام والعدل والإيمان إن أزمة العالم سببها تعنت الضمير العالمى وإقصاء الأخلاق الدينية، وتراجع القيم الروحية وانخراط الكثيرين فى دوامة التطرف والإلحاد، وتبنى أشكال إدمان ما يطلق عليه ببوادر حرب عالمية ثالثة، ووضع العالم فى حالة ضبابية وخوف من المستقبل، واستئثار الأثرياء بالثروة.. وتدعو الوثيقة لإيقاظ الحس الدينى والتنشئة السليمة للتحلى بالأخلاق ونبذ التطرف وإدانة الممارسات التى تهدد البشرية. دعاء إلى الله أن يستجيب قادة العالم للوثيقة ويوقظ ضمائرهم.