بقيمة مليار ونصف.. الداخلية تضبط 18 مليون قرص مخدر داخل 3 حاويات بميناء الإسكندرية

رجـال الأمن يحاصـرون عصابات تهريب المخدرات برًا وبحرًا وجوًا

عصابـــــات تهريب المخدرات
عصابـــــات تهريب المخدرات

محمد طلعت

 الموقع الجغرافي لمصر جعلها من الدول المُهددة على مدار تاريخها، خاصة مع اضطراب الحالة العامة للمنطقة التي عاشت حقبة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي، أصبحت فيه بعض الدول التي مازالت تعاني من عدم استقرار مركز البيع وتصنيع المخدرات التى انتشرت بصورة فاقت الوصف، ومن خلال السطور التالية نحاول الإجابة على عدد من الاسئلة أهمها: هو كيف يتم تهريب المخدرات لمصر؟!، وأي الدول التي تعتبر سوقا لتصنيع المخدرات وما هى الدول التي يتم استخدامها كترانزيت قبل وصول المخدرات للسوق المصري؟!

ولكي نعرف كيف يتم تهريب المخدرات لمصر يجب أن نبتعد كثيرًا عن الحدود المصرية الطبيعية ونذهب في جولة لسوريا التي اعتبرتها الأمم المتحدة واحدة من أكثر دول العالم في السنوات الأخيرة إنتاجًا وتصنيعًا للمخدرات وتحديدًا أقراص الكبتاجون المخدرة التي سيطرت عصابات داعش على مساحات شاسعة من سوريا خلال السنوات الماضية لتصنيع سلعتها الرئيسية؛ فجماعات داعش الإرهابية تجني ارباحًا من تجارة المخدرات في سوريا أكثر من 10 مليارات دولار سنويا، فكان يتم التصنيع من أجل استخدام موارده في اشعال الحرب أكثر، ولأن الإنتاج السوري من تلك الحبوب ضخم فبدأ يتم تصديره لدول المنطقة، لكن كان الأمر صعبًا بسبب الحرب واهتمام العالم في وقت ما بالأوضاع في سوريا ودخول أكثر من لاعب دولي للحرب، لكن لغة المال هى من تحدثت ودول كبرى اشتركت في تلك التجارة في سوريا وفقا لتقارير دولية كانت شحنات المخدرات تمر دون أن يتم التعرض لها مثلما كان يحدث مع شحنات النفط.
كان يتم تحميل شحنات المخدرات التي يتم تصنيعها في سوريا على سفن من السواحل السورية التي كان داعش يسيطر عليها في أوقات كثيرة لكي تنقل البضائع لمنطقة التخزين في دولة ليبيا تمهيدًا لنقلها إلى مصر والسعودية.
عندما تصل البضائع لليبيا يتم انزالها بمعرفة الميليشيات التي تسيطر على أماكن في ليبيا ثم يتم تخزينها في مخازن خاصة بالقرب من الحدود المصرية الليبية والتي تعتبر حدود شاسعة المساحة فهى أكثر من ١٢٠٠ كيلو متر من الحدود الصحراوية بين الدولتين.
تجار المخدرات استغلوا تلك المساحات الشاسعة في تهريب المخدرات لمصر من ليبيا لسنوات طويلة حيث يستغل تجار المخدرات الحالة التي يعيشها المجتمع الليبي من عدم الاستقرار وسيطرة الميليشيات على اغلب المناطق في تحويل ليبيا لبلد ترانزيت للمخدرات التي يتم نقلها لأماكن التوزيع في الدول المحيطة ومن أهمها مصر.

بالمرصاد
انتبهت الدولة المصرية منذ البداية لتلك الحدود فكانت بالمرصاد لكل المحاولات التي باءت بالفشل، وشاهدنا على مدار سنوات ضبط كميات كبيرة من المخدرات من الحدود الغربية بفضل الأجهزة المعنية، ولأن الوضع كان يحتاج لسيطرة اكبر خاصة من مساحة الحدود الشاسعة بين البلدين؛ فكان من أهم القرارات التي تم اتخاذها وفقًا للخبراء هو إنشاء قاعدة محمد نجيب في مدينة الحمام بمطروح فتلك القاعدة كانت سدًا منيعًا ضد انتشار المخدرات وتهريبها من الحدود الغربية.
تلك القاعدة التي تعتبر الأكبر في الشرق الأوسط كان من مهامها والتي أثبتت عبقرية القيادة المصرية في اختيار المكان وتوقيت انشاء القاعدة أنهت على تلك الثغرة التي كان يستغلها تجار المخدرات لتهريب السموم للداخل المصري ولنا في عشرات الضبطيات التي يتم الإعلان عنها كل فترة تأكيدًا على النظرة الثاقبة للقيادة في حماية الأمن القومي المصري.
وإذا نظرنا في الأيام الأخيرة فنجد أنه قد تم الإعلان عن ضبط عدد من تجار المخدرات في مطروح في ضربة قاصمة لتجار المخدرات حيث قدرت المضبوطات بـاكثر من ٥٠ مليون جنيه من مخدر الحشيش وكمية من الأسلحة في منطقة سيدي براني وبمواجهة المتهمين اعترفوا بمحاولتهم تهريب المخدرات ليتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية والعرض على النيابة للتحقيق.

حماية الجنوب
ولأن الحدود الغربية قد تم غلقها والسيطرة عليها من خلال التنسيق بين القوات المسلحة والشرطة؛ فحاول المهربون اتخاذ طرق أخرى للدخول للسوق المصرية وكانت المنطقة الجنوبية التي كان يتم منها تهريب حبوب الترامادول الذي يأتي من الهند للسوق المصرية وهى نسبة كبيرة من ذلك المخدر الذي كان يتم استغلال الحدود الجنوبية لتهريبه لكن ذلك الأمر قد انتهى قبل فترة مع إنشاء قاعدة برنيس العسكرية في جنوب مصر والتي أسهمت في وقف التهريب في تلك المنطقة بصورة تكشف دقة اختيار القيادة المصرية؛ فمع الأهداف الكبرى ساهمت تلك القواعد في غلق منافذ تهريب المخدرات بصورة كبيرة وهو أمر استراتيجي في حماية الأمن القومي المصري.

الآيس الصيني
مخدر آخر كان يتم تهريبه من الحدود الجنوبية وهو مخدر الايس الذي له قصة كبيرة في كيفية وصوله لمصر من الأساس، فذلك المخدر كان يتم تصنيعه في الصين في بادئ الأمر ثم يتم تهريبه إلى إيران ومن هناك انتشر ذلك المخدر في الكويت بصورة كبيرة في فترة ما.
وكان وصول ذلك المخدر لدولة عربية نقطة انطلاق لكي يعرفه المصريون العاملون في الدولة، حيث تم ترويج ذلك المخدر لهم بصورة شيطانية لا تخطر على البال، فكان من يروج لذلك المخدر بين المصريين يخبرهم بأنها املاح بتشد الجسم وتسهم في تقوية اعصاب الجسد ويساعد بصورة كبيرة في العلاقات الجنسية لذلك زاد الإقبال عليه؛ ومن هنا انتشر المخدر بين المصريين من أبناء محافظات الصعيد وبعدها كان يتم ارساله للصعيد عن طريق التهريب. في بداية الأمر فمن كان يدخله لم يكن يعرف أن تلك الأملاح التي احضروها هى في حقيقة الأمر مخدر الايس، واستمر الأمر بتلك الصورة حتى انتشر المخدر بين الشباب في الصعيد وتحول إلى الاكثر تداولا من مختلف أنواع المخدرات.

الخطورة الكبيرة من مخدر الايس والذي نعرفه بعدد من الاسماء لكنه في النهاية نفس المنتج (الشابو- الآيس- الكريستال – كريستال ميث- الأزرق- كرنك- الجليد- الزجاج- ثلج- ميث) توصل تجار المخدرات في الداخل المصري لوصفات وخلطات مخدر الايس عن طريق فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي وبدأوا في إنتاجه داخل مصر لكن ولأن الخامات غير متوفرة فقد قاموا بخلط مواد أخرى وهى مواد قاتلة في حقيقة الأمر تدمر الجهاز العصبي للضحية وتجعله فاقدا لكل احساس.
ذلك المخدر يعتبر من أخطر أنواع المخدرات لانه كما قلنا يتم تصنيعه من مواد أكثر رداءة من مكوناته الأساسية التي كان يتم تكوينه منها ولذلك إذا بحثنا في الفترة الأخيرة عن الجرائم التي حدثت في الصعيد سنجد أن هذا المخدر كان السبب في الجريمة، حيث ارتكب المتهم جريمته وهو متعاطيه.

الموانئ
بعد أن تم غلق كافة المنافذ غير الشرعية على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية للدولة يحاول المهربون الوصول لمنافذ أخرى حتى يدخلوا المخدرات لمصر والمنفذ الوحيد الذي يحاول فيه المهربون استخدام الموانئ في إدخال المخدرات للبلاد عن طريقها وكما نتذكر كانت أكبر الضربات التي وجهها رجال مكافحة المخدرات لتجار المخدرات الذين حاولوا تهريب المخدر لداخل مصر هو ضبط أكثر من 18مليون قرص مخدر، وذلك داخل 3 حاويات بميناء الإسكندرية البحرى، تصل قيمتها لـ 1,5 مليار جنيه بإجمالى وزن 34 طنا وذلك على إحدى السفن الموجود في الميناء والتي كانت قادمة من أحد الموانئ العربية لصالح إحدى الشركات الأجنبية بداخلهم شحنة كبيرة من العقاقير المخدرة والمؤثرة على الحالة النفسية والعصبية.
وتعتبر هذه واحدة من الحملات القوية التي استهدف فيها رجال مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية تجار المخدرات حتى يعلموا أن الحدود والمنافذ المصرية لديها حراس ومن يحاول أن يعبرها ستصيبه لعنة السقوط.

وزير الداخلية: نعمل مع القوات المسلحة لتوجيه ضربات استباقية لتجار المخدرات

قال اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، اثناء الاحتفال بعيد الشرطة داخل اكاديمية الشرطة: إن سياسة الوزارة فيما يتعلق بحماية المجتمع من سموم المخدرات التى تعد أحد أدوات تدمير المجتمعات أبرزت نتائج التحليل الإحصائى لعمليات ضبط المواد المخدرة وكمياتها إرتفاع معدلات محاولات إغراق البلاد والمنطقة بالمخدرات التقليدية والتخليقية إستغلالا لما يشهده محيطنا الإقليمى من تداعيات سياسية وأمنية وتحرص أجهزة المكافحة والمعلومات بالوزارة على الرصد المبكر لتلك المحاولات والتصدى لها فى مهدها وتوجيه الضربات الأمنية الإستباقية لها والتنسيق الفاعل مع القوات المسلحة لمنع تسربها أو تحويل الأراضى والمنافذ المصرية لمحطة للتهريب إلى الدول الأخرى.
مؤكدا على أن جهود أجهزة الأمن هو تحقيق مفهوم الأمن الشامل ومكافحة الجريمة الجنائية بشتى صورها ويأتى الإنخفاض المتميز والمتتالى لمعدلات إرتكاب الجريمة نتاجا للجهود المضنية والأداء المتميز لرجال الشرطة إلى جانب مساندة شعبية فاعلة وجهود الدولة فى القضاء على المناطق السكنية غير الآمنة والتى كانت تشكل بيئة حاضنة لمختلف أشكال الجريمة.

الداخلية: ضبط مخدرات بقيمة 636 مليون جنيه خلال شهر

أعلنت وزارة الداخلية عن جهودها فى مجال مكافحة المخدرات خلال شهر يناير الماضي؛ حيث قدرت المضبوطات بـ ٦٣٦ مليون جنيه، كما تم ضبط ٦ قضايا غسيل أموال مرتبطة بالاتجار في المخدرات بمبالغ إجمالية وصلت لـ ١٦٠ مليون جنيه.
واكدت الوزارة على تحرير ٩٦١٥ قضية اتجار في مواد مخدرة وضبط ١٠٩١١ متهم.
ومن المخدرات التي أعلنت الوزارة ضبطها كان هناك 8763 كيلو بانجو و٦٥٠١ كيلو جرام من الحشيش بالإضافة إلى 648 كيلو جرام من الهيروين و٣٣٧ كيلو استروكس، فيما وصلت كمية مخدر الايس التي تم ضبطها خلال هذا الشهر وصلت لـ١٥٥ كيلو جرام، فيما تم ضبط 275907 قرص مخدر أما أقل كمية مخدرات تم ضبطها خلال هذا الشهر مخدر الكوكايين الذي تم ضبط ١٠٧ جرام منه.

اقرأ أيضا| رفض الطعن وتأييد حكم حبس مودة الأدهم 6 سنوات