مؤمن حيدة
منافسة كبيرة يشهدها الإعلام على مستوى العالم، حيث تسعى الكثير من الدول لفرض مكانتها من خلال إعلامها، فعلى المستوى العربي نجد العديد من القنوات الفضائية التي استطاعت أن تحقق اهتمام إقليمي وعربي كبير، وتحظى بنسب مشاهدة ضخمة على مستوى الوطن العربي كله.
في ظل هذه المنافسة الكبيرة كان لابد أن نطرح السؤال ماذا أضافت القنوات الفضائية المصرية للإعلام المصري؟، وهل استطاعت أن تدخل المنافسة وتحتل مراكز متقدمة بها؟.
عن هذا الموضوع يقول أستاذ الإعلام د.سامي عبد العزيز: الحديث عن القنوات الفضائية المصرية هو أمر هام ولكن الأهم هو الحديث عن القنوات المصرية التابعة للدولة، وبالأخص التي تقع تحت مظلة ماسبيرو، وأرى أن هذة القنوات لم تصل بعد إلى المستوى المأمول، وذلك لعدم وجود خطط تطوير وكذلك لعدم وجود دراسات تنافسية مقارنة، وأيضاً لعدم تدريب الكوادر، وأهم عنصر من هذه العناصر هو ضعف شبكات المراسلين سواء داخل مصر أو خارجها، وهذا الشئ يجعل كل من له علاقة بالإعلام سواء من بعيد أو من قريب يشعر بحالة من الحزن لأننا نستطيع الوصول إلى أفضل بكثير مما نحن عليه حاليًا.
وأضاف: لو نظرنا إلى القنوات الفضائية العربية سنجد أن 50% من أخبارها وموضوعاتها قائمة على مصر، وذلك أمر طبيعي لأن مصر بلد كبيرة وأحداثها تكون محل اهتمام على مستوى الشرق الأوسط وقارة أفريقيا، وإعلامنا يحتاج إلى فكر متطور لكي يكون على حجم بلدنا وأحداثها اللحظية، وهذا الكلام ينطبق على كافة القنوات بمختلف تخصصتها، ولكنه يأتي بشكل خاص على القنوات ذات الطابع الإخباري، في الوقت المعروف فيه أن القنوات الإخبارية هي أكثر القنوات تكلفة مادية ويأتي بعدها قنوات الأطفال.
واستكمل حديثه قائلاً: لابد من إعادة النظر في الامكانيات والميزانيات المرصودة للقنوات الفضائية التابعة للدولة.
ويشير: أما لو تحدثنا عن القنوات الفضائية المصرية نجد أنها لم تستطع أن تحقق المراكز الأولى أو المقدمة وسط الإعلام الإقليمي أو العربي، وهذا لأن القنوات الفضائية المصرية تعتمد معظمها على فكرة البرنامج الأوحد، بمعنى أن كل قناة تعتمد في خريطتها على برنامج توك شو رئيسي يكون لمذيع أو مذيعة “نجم”، يحمل هذا المذيع أو المذيعة اسم كبير وشهرة واسعة، وتضمن القناة من خلاله نسب مشاهدة عالية وبناءً عليه تنهال الإعلانات بكثرة.
ويضيف: ورغم ذلك لا نستطيع أن نقول أن القنوات الفضائية المصرية لم تساهم في الإعلام المصري بشىء، ولكن بالتأكيد أنها أسهمت في بناء صورة الدولة المصرية، ولا يوجد أى شك في ذلك، بل أنها مثلت أجنحة مساعدة، لكنها وحدها لا تكفي، لأن وجودها بمفردها يجعل من الصعوبة خلق أجندة رأي عام، وهذا الأمر كان سيتضح لو لدينا مركز بحوث قياس المشاهدة والتأثير، والذي لابد أن يتواجد في الفترة المقبلة لأنه من الأشياء الهامة والضرورية والأساسية في معرفة مدى تأثير إعلامنا على الجمهور.
أما د.منى الحديدي أستاذة الإعلام، فتقول: أرى أن السياسة الإعلامية المصرية وهيكلة الإعلام المصري بجناحيه سواء الرسمي أو الخاص يحتاج إلى إعادة تنظيم ورؤية جديدة تتفق مع تغيرات العصر والتقدم التكنولوجي، ولابد أن نستشهد في ذلك على الموقف الذي اتخذته المملكة المتحدة في إلغاء قناة الـ bbc عربية، لأن هذا يؤكد على أن العالم كله يبدأ في مراجعة سياساته الإعلامية.
وأضافت: السياسة الإعلامية التي نسير عليها الآن في إعلامنا لا تواكب تغيرات وتحديات العصر، ولابد من وضع استراتيجية جديدة يتم من خلالها تحديد الأهداف التي نطمح لها من إعلامنا وقنواتنا الفضائية، مع الاهتمام بعنصر الجودة والإتقان وليس عنصر الكم، لأننا لو نظرنا إلى الفضائيالت المصرية سنجد أنها كثيرة جداً ولكن تأثيرها لم يكن على نفس كثرتها، بل أن الكثير منها لا يملك الامكانيات التي تؤهله للمنافسة.
واستكملت حديثها قائلة: لا يمكن الحكم بشكل عام على القنوات الفضائية المصرية سواء بالإجادة أو الفشل، ولكن يمكن أن نقول أن هناك بعض القنوات الفضائية تحقق في فترة من الفترات طفرات ملحوظة، وعلى سبيل المثال قناة “إكسترا نيوز” استطاعت في الفترة الأخيرة أن تحقق نجاح كبير ليس على مستوى الجمهور المصري فقط ولكن على مستوى الجمهور العربي أيضاً، وأصبح لديها مصداقية وثقة لدى الجمهور، وتمتلك نسب مشاهدة عالية وذلك بعدما طورت نفسها على المستوى التقني.
وتختتم حديثها قائلة: القنوات الفضائية المصرية هي جزء مهم من الإعلام المصري بشكل عام ولا يمكن الاستغناء عنه لأن البث الفضائي أصبح هو العامل الأساسي والرئيسي والمؤثر، أكثر بكثير من البث الأرضي الذي كان هو الركيزة الأساسية في الزمن الماضي، ولكنه الآن بحكم التطور التكنولوجي لا يستطيع أن يكون في المراكز الأولى، لذلك نتمنى أن يكون هناك تطوير في القنوات الفضائية المصرية للنهوض بالإعلام المصري في الفترة المقبلة.
اقرأ أيضا: الإعلامية نجوي إبراهيم تكشف تفاصيل برنامجها الجديد| خاص
