قول لين

الجواسيس فى كل مكان!

محمد سعيد
محمد سعيد

بدا الأمر وكأنه طبيعى.. مجرد صورة للغروب أرسلها مواطن أمريكى لنفسه بالبريد الإلكترونى..

لكنها أودت به إلى السجن لمدة عامين بعد محاكمته يناير الماضى..

وزارة العدل الأمريكية أفادت أن «زينج شياوكينج» أخفى ملفات سرية سرقها من شركته «جنرال إلكتريك» فى كود ثنائى لصورة فوتوغرافية باستخدام تقنية «ستيجانوجرافيا»..

وأنه استخدم تلك التقنية عدة مرات لسرقة ملفات حساسة من الشركة.. المعلومات المتاحة حول تلك القضية كشفت أن البيانات التى سرقها «شياوكينج» تتعلق بتصميم وتصنيع محركات توربينية تعمل بالغاز والبخار تبلغ قيمتها ملايين الدولارات وأرسلها إلى الصين..

هذه القضية واحدة ضمن سلسلة ممتدة فى حرب الجواسيس الدائرة بين أمريكا وبريطانيا من جانب، والصين من جانب آخر..

ففى يوليو الماضى حذر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى (FBI)، ومدير جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية (MI5)  من اكتشاف أنشطة متزايدة للتجسس الصينى فى الغرب وأنها تشكل «خطرا معقدا ودائما ومستمرا» على أمريكا وبريطانيا وحلفاء آخرين. 

الهجمات الاستخباراتية الصينية التى تنتهج «الصبر والانتظار» فيما يتعلق بزرع عملاء يظلون فى وضع الخمول لما يقرب من ربع القرن إلى الوقت الذى تُقرر هى فيه تنشيطهم والاستفادة منهم فى مواقعهم داخل المجتمع الأمريكى..

أجبرت الغرب على التحول من وضعية الهجوم الاستخباراتى للدفاع والذى بدأ مع تولى وليام بيرنز إدارة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بإنشاء مركز مهام مستقل للصين بعدما كانت جزءا من مركز مهام شرق آسيا والمحيط الهادئ.