صباح الفن

«وبينا ميعاد»

انتصار دردير
انتصار دردير

منذ حلقاته الأولى استطاع مسلسل «وبينا ميعاد» أن يحظى باهتمام قطاع كبيرمن المشاهدين، ليس فقط لموضوعه الذى يستند لقصص تشبه حياتنا، ومشاكل يومية تتكرر فى أغلب بيوتنا، وإنما لأنه يؤكد على كثير من القيم الأصيلة التى غابت عنا عبر أبطال يؤدون أدوارهم بسلاسة وصدق، وبروعة أداء الممثلين الكبار، وفى مقدمتهم صبرى فواز الذى يعبر ببراعة عن الزوج  حسن الذى يجد نفسه مضطرا لأداء دور الأب والأم لأبنائه بعدما فقدوا والدتهم، وليس غريبا على فواز هذا الأداء الناضج الواعى على مدى خبرات متراكمة حققها برصيد لا يمكن حصره من الأعمال الدرامية فى المسرح والسينما والتليفزيون، التى قدم فيها عشرات الأدوار الناجحة وأثبت موهبته، فهو من الممثلين الذين يتركون بصمة على كل دور يقدمونه صغيرا كان أم كبيرا، لكن هذا المسلسل أتاح له فرصة البطولة الأولى التى يستحقها عن موهبة وكفاءة وخبرة ونضج فني، ولم يكن يعزف وحده سيفونية الأداء التلقائى بل شاركته الفنانة شيرين رضا التى تقدم أداء  مغايرا عما اعتدناه منها وتعبر بصدق عن شخصية «نادية» المرأة القوية التى تعد بمائة رجل فتحقق نجاحا فى عملها، وتقوم برعاية أربع بنات بعد أن تخلى الأب عنهن، ويظل الفنان مدحت صالح صاحب حضور كبير بأداء لافت، أما شباب الممثلين من الأولاد والبنات فقد اجتهدوا بشكل كبير، وقد نجح المخرج هانى كمال فى اختياراته لهم وفى كل فريق العمل.

يحمل المسلسل رسائل عديدة غير مباشرة فى كيفية التعمل مع أولادنا خاصة فى سن المراهقة،مثلما جاء على لسان حسن فى الحلقات الأخيرة وهو يقول لنادية «إحنا الاتنين غلطنا، أنت شديتى أكثر من اللازم، وأنا صاحبتهم أكثر من اللازم، لا أنت ولا أنا كنا على حق».

فى «وبينا ميعاد» يعود المخرج المؤلف هانى كمال ليغزل حكاية أخرى من دراما العائلة التى ينحاز فيها للطبقة الوسطى أساس المجتمع، من خلال عمل يحمل المتعة والرقى دون ألفاظ أو مشاهد غير لائقة، وهو ما تحرص عليه الشركة المتحدة فيما تقدمه من أعمال درامية تملأ بها الشاشات، لكننى كنت أتمنى أن يوجه المخرج التحية فى مقدمة المسلسل لفيلم «عالم عيال عيال» الذى إستوحى منه فكرته.