نوبة صحيان

مصر عمود الخيمة

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

١٦ مهمة إرسال مساعدات عاجلة  أمر بها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال العامين الماضيين، نقلت بطائرات الهليكوبتر التابعة لقواتنا المسلحة.. عشرات الأطنان من مستلزمات الإغاثة لدول شقيقة وصديقة واجهت شعوبها صنوفا من المحن والملمات كمساهمة إغاثة إنسانية من شعبنا المصرى الأصيل.

أعلم أن طبائع وقريحة المصريين لا تحبذ الخوض فى مثل هذه الأحاديث.. وبالطبع لن أعدد تلك الدول التى أسرعت بلادنا للهفتها، أو نجدة شعوبها حتى لو كانت النجدة أكبر من مجرد تقديم المساعدات، لأنه قد يكون وراءها التزام أكبر من كونه واجبا إنسانيا.

لا يهم نوع الألم أو الجرح أو الضرر الذى يصيب الشقيق أو الصديق، ولا من أين أتى اتجاهه شرقا أو شمالا، خفيفا أو ثقيلا، ماديا أو معنويا.. فى كل الأحوال ستهب الأم مصر شعبا ودولة وقيادة للنجدة.

 أريد التأكيد هنا على أمر واحد فقط.. وهو أن مصر لا تظلل بخيرها وعطائها الأشقاء والأصدقاء فحسب «مهما كانت صور وأوجه هذا العطاء».. لأن «أم الدنيا» دولة صاحبة رسالة.

وضرب الرئيس السيسى مثالا إنسانيا راقيا يعكس أصالة شعب مصر بقراره إرسال طائرات المساعدات المصرية إلى أشقائنا من شعبى سوريا وتركيا بعد أن ضربهما الزلزال المدمر الأخير، مهما اختلفت الآراء فى بعض الأمور، ومهما كانت العقبات.

الأهم.. أن القرار المصرى بهذا الخصوص سيكون له ثمار تتخطى المساهمة فى التخفيف من نتائج الزلزال، وإنقاذ الضحايا.. ثمار تؤثر  ايجابيا على أمن واستقرار المنطقة وإنقاذ المزيد من البشر.

تحضر أم الدنيا دائما برسالتها السامية وقت المحن، لأنها باختصار صوت الحق، وفجر الضمير، وعمود الخيمة الحقيقى وليس الافتراضي.