جرائم تستهدف «البراءة» لسرقة «حلق»

المتهمة
المتهمة

أبو المعارف الحفناوي

 جرائم بشعة، تستهدف الصغيرات، يكون الدافع فيها في البداية، سرقة القرط الذهبي،  الذي ترتديه هذه الصغيرة، والذي يزين شكلها، ولكن سرعان ما تتحول هذه الجريمة، من جريمة سرقة، إلى جريمة أشد، وهي التخلص من الطفلة، خشية افتضاح أمر الجاني، ويكون حبل المشنقة، عقابًا للقاتل الذي يدفع ثمن جريمته حياته بسبب مبلغ مالي لا يتخطى 3 آلاف جنيه.
مثل هذه الأنواع من الجرائم، يستهدف الجاني براءة الطفلة «عصفور الجنة»، حيث يستدرجها بحجة اللهو أو شراء الحلوى، حتى يتمكن من تنفيذ جريمته، التي يزهق فيها روح طفلة بريئة، لا تعرف عن مثل هذه الأعمال الشيطانية شيئًا.

قلوب انتزعت منها الرحمة، ونفوس سيطر عليها الشيطان، وسيطرت عليها النية السوداء، والانتقام الأعمى، فمشاعر تجردت من الإنسانية، وعقول لا تعرف إلا التفكير في كيفية الحصول على المال، بطرق غير شرعية، حتى وإن كان هذا التفكير سيقودهم إلى حبل المشنقة، في جرائم تستهدف أرواح الأبرياء من الأطفال.

ريتاج


قضية « ريتاج «، طفلة نجع حمادي،  الأخيرة،  والتي تخلصت منها القاتلة، بسبب رغبتها في سرقة قرطها الذهبي، وبيعه بسعر 2800 جنيه، ثم تقطيع أجزاء من جسدها، وإشعال النيران في جثتها، حتى لا يفتضح أمرها، كان لها مدلولا كبيرًا لدى الجميع، سواء في الشارع أو مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والذين ناشدوا أولياء الأمور، بضرورة مراقبة صغيراتهم، ومنع ارتداء الصغيرات «الحلق»، الذي أصبح أداة للجريمة، ودافعًا لزهق أرواح الصغيرات، في جرائم بشعة تصيب الجميع بحالة من الهلع والفزع والخوف على مستقبل صغيراتهم.
لم تكن جريمة قتل الطفلة ريتاج بنجع حمادي، هي الأولى من نوعها، في الجرائم التي تستهدف الصغيرات بسبب القرط الذهبي، ولكن سبقتها أكثر من جريمة، فلقد قُتلت الطفلة ندا، بسوهاج، على يد أحد أقاربها، من مدمني الشابو، رغبة منه في سرقة قرطها الذهبي، كما عاقبت المحكمة، المتهم بقتل الطفلة رودينا ودفن جثتها بقنا، بسبب سرقة قرطها الذهبي، بإحالة أوراقه إلى المفتي.

اعترافات المتهمين بقتل، الصغيرات الثلاث، كانت كلها تكمن في رغبتهم في سرقة القرط الذهبي للمجني عليهن، فلقد اعترفت المتهمة بقتل الطفلة ريتاج بنجع حمادي، بارتكابها الجريمة بغرض سرقة قرطها الذهبي.
وقالت المتهمة أمام جهات التحقيق:»إن ريتاج كانت تذهب اليها، وتلهو معها ومع أطفالها، وفي يوم الواقعة، شاهدتها، وهي مرتدية قرط ذهبي، فاستدرجتها إلى المنزل، أثناء سيرها أمامه، واستغلت عدم وجود أحد في المنزل».
وتابعت: استجابت لي ريتاج، وجلسنا سويا في غرفة الجلوس بمنزلي، وفي لحظة وسوس لي الشيطان أن أحصل على القرط والتخلص منها، خشية افتضاح أمري، أمسكت بملاية وغميت عينيها، افتكرتني بأنني ألعب معها، ثم كتمت أنفاسها، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

واستطردت قائلة: لم أكن أقصد في البداية قتلها، ولكن خشية افتضاح أمري لم اتمالك نفسي، وتخلصت منها، ثم حملتها إلى غرفة النوم، ووضعتها في الدولاب وأغلقته عليها لمدة قاربت ساعة، ثم حملت جثتها إلى وحدة سكنية أخرى في الطابق الثاني من المنزل، وأشعلت في جثتها النيران، ثم وضعتها في جوال، واستقليت سيارة سيرفيس، وألقيت الجثة في مقلب قمامة، بجوار مدرسة النقراشي الإبتدائية بمدينة نجع حمادي.

الطفلة ندا
أما المتهم بقتل الطفلة ندا في سوهاج، فلقد كانت اعترافاته مشابهة، فقد اعترف المتهم، الذي انتزعت من قلبه الرحمة، بعد إدمانه للشابو المخدر، والذي كان سببا في ارتكاب الجرائم خلال الشهور الماضية،  قائلا: كانت البداية في التفكير في طريقة لشراء هذا المخدر، الذي يصل سعر الجرام الواحد ما بين 1200 و 2000 جنيه، فالمتهم مدمن هذا المخدر، ومن الممكن أن يفعل أي شىء حتى لو كلفه حياته مقابل «كيفه!»
وفي لحظة من اللحظات، شاهد المتهم قرطا ذهبيا ترتديه الطفلة ندا، صاحبة الثمانية اعوام، وهي أحد أقاربه، فقرر أن يستدرجها؛ لسرقته، وخشية افتضاح أمره قتلها.
ويتابع: «لم يكن معي أموال ولم استطع أن اتحمل ما حدث لي، بسبب عدم حصولي على الجرعة، حتى رأيت الطفلة أمامي، ترتدي حلقا، ترددت في البداية، إلا أن ما حدث لجسدي وقتها بسبب عدم تناول الجرعة، جعلني في وقت قصير لم أر إلا الحل الوحيد هو سرقة الحلق، حتى استطيع شراء الجرعة.

ويتابع: استدرجت الطفلة قريبتي إلى مكان مهجور، بعد أن سارت معي بكل هدوء، وعقب وصولنا المكان، انقضضت عليها وانتزعت قرطها لكنها بكت وصرخت، خشيت افتضاح أمري، أخرجت سكينا كانت معي، بغرض تخويفها، ترددت في طعنها، إلا أن الشيطان وسوس لي، وطعنتها في الصدر والبطن، حتى فارقت روحها الحياة، ثم وضعتها في جوال تبن، ثم فررت هاربا.
ويستطرد المتهم قائلا: ذهبت لبيع القرط، إلى أحد تجار الذهب، وبعت القرط، واشتريت مخدر الشابو  وتعاطيته وعدت إلى بيتى وكأن شيئا لم يكن حتى فوجئت باقتحام رجال المباحث منزلى وإلقاء القبض علي».

حماية الطفل
وفي قنا، استدرج احمد.ح، الطفلة رودينا، 4 أعوام، إلى حوش مهجور، أيضا بغرض سرقة قرطها الذهيي، في جريمة مشابهة للأولى، إلا أن الغرض من السرقة، ليس لشراء الشابو ولكن لشراء الترامادول المخدر.
المتهم استدرج الطفلة رودينا، إلى حوش مهجور بمنطقة الشؤون، ثم انقض عليها لسرقة قرطها الذهبي، ثم خنقها حتى الموت، وتركها حتى عثرت الأجهزة الأمنية على جثتها، وضبطت المتهم وتم إحالة القضية إلى محكمة الجنايات، والتي عاقبت المتهم بإحالة أوراقه إلى المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.

وتقول سميحة سعد، مدير حماية الطفل بقنا، نظرًا لوجود عدة بلاغات عن خطف وقتل أطفال بهدف سرقه «حلق» تم النزول من قبل حماية الطفل للتوعية عن المخاطر الذي يتعرض لها الأطفال من قبل الآخرين ومراعاة عدم الإهمال في رعاية الأطفال وأخذ الحذر والحيطة مع من يتعامل مع أطفالنا، ومعرفة كيفية التواصل بنا؛ فرقم الخط الساخن هو للتوعية من مثل هذه المخاطر التي تحدث من وقت لآخر.
وتابعت: جاري التنسيق مع التضامن الاجتماعي للنزول الحضانات للأطفال لتوعيتهم عن طريق تقديم محتوى سهل فهمه ومسرح عرائس.

اقرأ أيضًا : بسبب سرقة قرطها الذهبي.. سيدة تقتل طفلة وتلقي بها في ترعة بسوهاج

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ  :٢٠٢٣/٢/٩