إمرأة في صورة شيطان.. قتلت عشيقها بمساعدة زوجها بكرداسة

 الزوجان المتهمان
الزوجان المتهمان

منى ربيع

«فتش عن المرأة» مقولة لا أحد يعرف من قائلها، البعض زعم أن أول من أطلقها هو نابليون بونابرت، وهناك من يؤكد أن صاحبها الروائي الفرنسي الكبير ألكسندر دوماس، وزعم فريق ثالث أن قائلها شاعر روماني، في كل الأحوال تفسيرها؛ بأن المرأة أحيانًا تكون وراء مؤامرة أو مشكلة ما؛ وهذا ما حدث فعليا في جريمة مقتل ميكانيكي بكرداسة والتمثيل بجثته، فالمرأة في تلك الجريمة هى الرأس المخططة والمدبرة لكل شيء، وهي أساس الشر وشدت معها الى جريمتها زوجها، فهي من أغوت الجانى والمجنى عليه، وتسببت في وقوع الجريمة، بعد ادعائها زورا ان المجنى عليه كان يراودها عن  نفسها على الرغم من انها كانت على علاقة غير شرعية به لعدة سنوات.

وعندما سأمت أن تستمر في العلاقة معه طلبت منه الرحيل، ولأن العشيق لم يرغب في الرحيل وهي تريد أن تُنهي العلاقة سار يهددها بفضح علاقتهما أمام زوجها، ولأن الشيطان ابتلعها لكن لم يستطع هضمها؛ حاكت قصة من الخيال لزوجها خلطت فيها الشرف بالانتقام، وما كان من الزوج إلا أن غلت الدماء في عروقه، وحدث ما حدث بعد ذلك، وهذا ما سوف نحكيه الآن بالتفاصيل فيما تبقى لنا من سطور.

بالرغم من ان تفاصيل الجريمة تعود الى تسعة أشهر مضت لكن الحكاية من بدايتها تعود الى أكثر من ثمانى سنوات؛ عندما توفى زوج صفاء وتركها في الدنيا وحيدة ترعى ابنها الوحيد، كان الزوج المتوفى يعمل موظفا صغيرا بإحدى الشركات، ترك لهما معاشا لابأس به، في البداية اكدت لكل من حولها انها لن تتزوج مرة أخرى حتى تحافظ على معاش زوجها وانها ستتفرغ لتربية ابنها، ستكون له الأب والأم ومعًا، لكن عند بعض النساء أحيانًا يكون الكذب صناعة احترافية.

شعرت صفاء – وللأسف لم تأخذ نصيبًا من اسمها - بالوحدة حاولت وكما كانت تقول مقاومة شياطين عقلها، حتى ظهر في حياتها سيد، وبدأ يغازلها ويراودها عن نفسها ولم يكتفِ بذلك بل كان يغدق عليها بالهدايا والمال، لدرجة انه عرض عليها الزواج لكنها رفضت حتى تحافظ على معاش زوجها، ومن هنا بدأت علاقتها بسيد تتطور من مجرد كلمات غزل واعجاب لعلاقة محرمة؛ حيث كانت تذهب اليه في منزله، كل اسبوع لتبيت معه عدة ايام بصحبه طفلها الرضيع في ذلك الوقت، مقابل مبالغ مالية الضحية.

علاقة غير شرعية

وهداية عينية يعطيها العشيق لها، واستمرت علاقة صفاء بسيد لمدة خمس سنوات كاملة، حتى تعرفت على شاب يصغرها بخمسة أعوام في وقت كانت على خلاف فيه مع سيد، أحبته بجنون، طلب منها الزواج لكنها رفضت الزواج منه رسميا حتى لا تفقد المعاش الذى تنفق به على ابنها، واتفق الاثنان على ان يتزوجا عرفيا – حيلة تجيدها بعض النساء اللائي لا أمان ولا أمانة لهن - بزعم حرصها على مصلحة ابنها وحتى لا تفقد معاشها الشهري.

وفي تلك الفترة عاد سيد اليها ليغدق عليها بالهدايا والمال مرة أخرى، وعادت صفاء الى حبيبها الاول ولم تخبره بزواجها عرفيا من أخر، وبعد عدة اشهر لم تجد امامها سوى اخباره بزواجها وانها تريد قطع علاقتها به، لكن سيد اعتاد عليها بل ركع عند قدميها يؤكد لها «أنه أدمنها ولا يستطيع أن يمر يوم دون أن يلقاها»، وعندما وجد اصرارًا منها هددها بفضحها امام زوجها اذا تركته، فلم تجد أمامها سوى الاستمرار في علاقتها به خاصة انه كان يغدق عليها بالهدايا والمال.

فكانت تتحجج لزوجها العرفي الذي تسكن معه بمنطقة المرج بالقاهرة، أنها في زيارة لشقيقتها المقيمة بمنطقة كفر طهرمس بالجيزة، وكانت صفاء تصطحب طفلها، وتبيت لدى عشيقها بكرداسة عدة أيام.

وفي تلك الفترة بدأ ابنها يسألها ببراءة: «هو مين عمو ده ياماما»؟، اسئلة الصغار دائمًا ما تكون محرجة للكبار فما بالكم لو كان هذا الكبير يرتكب جريمة؟!، وخاصة انها متزوجة من اخر، شعرت صفاء بأن علاقتها المحرمة ستنكشف وستجلب لها المشاكل فقررت ان تنهيها بأي شكل!.

امتنعت صفاء عن الرد على مكالمات العشيق ورسائله، وقررت الابتعاد عنه، لكن الأخير رفض ذلك، وتمسك بها وبضرورة استمرار العلاقة الآثمة بينهما، وعندما لم يجد ردا من المتهمة، لم يجد حلا أمامه سوى تهديدها بفضح أمر علاقتهما، وإخبار زوجها العرفي عن علاقتها المحرمة، وكذلك أسرتها.

هنا شعرت صفاء بأن أمرها سيفتضح؛ اخذت تفكر في الخروج من ذلك المأزق بأي شكل حتى جاءتها فكرة شيطانية وهي ارتداء ثوب الحمل الوديع لزوجها، وامتلأت عينها بدموع التمسايح حتى يصدقها، واخبرت زوجها بأنها المرأة الشريفة التى تحافظ على شرفه وكرامته، أخبرته أن المجني عليه يرسل لها بعض الأموال والهدايا منذ وفاة زوجها، وانها انهت علاقتها به والتى لم تكن تتعدى مجرد اللقاءات العابرة، لكنها فوجئت به يراودها عن نفسها، ويود إقامة علاقة مُحرمة معها، فاستشاط زوجها غضبا، وقرر معها التخلص من المجني عليه.

الخطة وضعتها الزوجة الشيطانة 

اتفق الزوجان على استدراج المجني عليه، والموافقة على طلبه والذهاب إلى مسكنه، ثم تضع له سما داخل العصير، ويكون زوجها بانتظارها بمكان قريب، ومن ثم تستدعيه ليجهز على المجني عليه، وهو فاقد القدرة على الحركة والاستغاثة، وبالفعل نفذت المتهمة الخطة المرسومة ووضعت السم لسيد في الطعام وبمجرد ان فقد الوعي اتصلت بزوجها، ليأتى ليجهز عليه!  

قام الاثنان بتوثيقه بالفراش، وبقلب ميت قطع الأثنان عضوًا حساسًا من جسده، وتوصيل الأسلاك الكهربائية  في جسده والاعتداء عليه بالضرب في أماكن مُتفرقه حتى تمكنوا من قتله بعد أن امتلأ الفراش بالدماء ولاذوا بالفرار.

ظنا منهما انه لن يكتشف جريمتهما احد لكن في اليوم السابق للجريمة، كان شقيق المجنى عليه يتناول معه الغداء واتفق الاثنان على ان يلتقيا بعد يومين، حاول شقيق سيد الاتصال به كثيرا الا انه لم يرد عليه فتوجه الى مسكنه ليجده جثة هامدة.

بلاغ للشرطة

أبلغ الشرطة بمقتل شقيقه التي حضرت على الفور، وتم اخطار النيابة العامة التى أمرت بنقل الجثمان إلى مشرحة زينهم لإجراء الصفة التشريحية على الجثمان كما امرت بسرعة تحريات المباحث، التى أخذت تكثف من تحرياتها حول الواقعة، وتوصلت إلى وجود علاقة غير شرعية بالمجني عليه، وأنه متعدد العلاقات النسائية، فبدأت بالتحري عن هؤلاء السيدات.

وبتفريغ كاميرات المراقبة بالمنطقة والعقار أظهرت؛ رجلا وسيدة حال خروجهما من محل سكن المجني عليه، وبعمل التحريات تبين أن المجني عليه يرتبط بعلاقة غير شرعية مع ربة منزل منذ 8 سنوات وينفق عليها وعلى طفلها دون زواج ومنذ قرابة 3 سنوات تزوجت عشيقته بشاب وظلت علاقة المجني عليه بالسيدة مستمرة، وكانت توهم زوجها بأنها لدى شقيقتها وتذهب إلى منزل المجني عليه لممارسة الرذيلة.

إخفاء الجريمة

وفي الآونة الأخيرة حاولت العشيقة إنهاء تلك العلاقة ولكن المجني عليه رفض وهددها بفضح أمرها، فاستعانت تلك السيدة بزوجها وأوهمته بتعرض المجني عليه لها وطلبه منها إقامة علاقة غير شرعية معها وأقنعت زوجها بقتله وفي سبيل ذلك ذهبت إلى منزل المجني عليه وصعد خلفها زوجها وقاما بقتل الميكانيكي، احيل المتهمان إلى جهات التحقيق التي أمرت بحبسها هي وزوجها، واحالتهما الى محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار عادل سيد جبر، وعضوية كل من المستشارين هانى لويس عبد الملك، وصلاح الدين دياب عبد الجواد، وسكرتارية عبد العزيز مناع، ورأفت عبد التواب، نظرت المحكمة القضية لعدة جلسات انتهت فيها بإحالة اوراق صفاء وزوجها العرفى الى فضيلة المفتى، وتحديد جلسة 16 فبراير القادم للنطق بحكم اعدامهما.

أقرأ أيضأ : تأجيل قضية مقتل شخص على يد ميكانيكي لجلسة 13 فبراير للنطق بالحكم

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ  :٢٠٢٣/٢/٩