لحظة سكينة

القدوة

سكينة سلامة
سكينة سلامة

تلعب الشخصيات العامة دوراً مهماً فى تشكيل شخصية الشباب فى المجتمع. فهم يسهمون بشكل كبير في التأثير على آرائهم وأفعالهم وربما نظرتهم الكلية للحياة.

و يعد وجود قدوة طيبة من تلك الشخصيات يحذو حذوها الشباب من أهم العناصر التي نحتاجها لتكوين شخصياتهم لمواجهة المستقبل.

و كما نعلم فمع وسائل التواصل الحديثة والمنابر الإعلامية المختلفة لم يعد من السهل إطلاقاً التأثير في الأجيال الجديدة، ولكي يقتدى الشباب بشخصية ما ويعتبرها مثلاً أعلى فهناك الكثير من المواصفات التي وجد أنها يجب أن تتوفر في هذه الشخصية.

فالأجيال الشابة تقتدي بأشخاص يتميزون بمواصفات من أهمها الشغف وحبهم للعمل الذي يقومون به، وأن يكون لديهم مجموعة واضحة من القيم والتي يطبقونها بالفعل في حياتهم اليومية وليس مجرد شعارات، أيضا أن يكون لهم دور و مشاركة فعالة في الأنشطة المجتمعية والاهتمام بها ،كما تعد قصص النجاح التى لا تخلو من بعض الدراما من حيث التغلب على عقبات الحياة لتحقيق النجاح من أكثر ما يؤثر فى الأجيال الحديثة.

من المهم جداً أن نعى أن الشباب في الفترة من ١٢ عاماً إلى ٢٤ عاماً يكونون في مرحلة تشكيل للشخصية والهوية، ومن أجل ذلك فهم يبحثون عن أمثلة حية من شخصيات حقيقية لتكون منارة لهم ولمساعدتهم على التعرف على أنفسهم وفهم ما يريدونه.

وبالطبع من المهم أن يفهم الشباب أيضاً أن عناصر مثل الشهرة ليست مقياساً للنجاح، أو ليست كافية وحدها لإتباع خطى شخص ما واعتباره مثلاً أعلى لهم.
ولكى لا ندعى المثالية و نكون بمعزل عن أبنائنا فلنفكر فى الشخصيات التى اعتبرناها مثلاً أعلى في أيام الطفولة والشباب، ونرى إلى أي مدى أثر هذا على تصرفاتنا وأفكارنا ومَن من تلك الشخصيات سقط ومَن منهم نجا ولا زال محل ثقة واحترام بالنسبة لنا .

ثم من هذا المنطلق نتعامل مع أبنائنا، لا من فوقية أو ضيق أفق بل عن وعي وإدراك لما يشعرون به وبنظرة متفحصة وليست سطحية لاختياراتهم في الشخصيات العامة التي يقتدون بها، ذلك للوقوع على الأسباب وفي محاولة حقيقية للفهم.