احذر رسائل بيع الوهم.. بوست مجهول على الإنترنت يصطاد الضحايا

صورة موضوعية
صورة موضوعية

محمد عطية

تطورت في الآونة الأخيرة حيل النصب والهاكر من أجل سرقة ملفاتك الشخصية، أو صورك الخاصة، وغيرها من متعلقاتك الشخصية التي يمكن استخدامها في ابتزازك أو السيطرة على حساباتك البنكية وسرقة ما بها من أموال، أو للنصب عليك لأخذ أموال عن طريق تحويلها بكامل أرداتك، إلى أن ظهرت حيلة جديدة يجب علينا الحذر منها.

رسالة نصية مجهولة تصل لك على هاتفك أو تطبيق «الواتس اب» مرفقة بها عدة روابط تشير إلى توفير شركة عالمية لفرص عمل جديدة لعدد محدود، والتى يمكن للمتقدمين لها عبر الروابط المرفقة فى الرسالة، أو التحدث مع أحد المسئولين عن طريق «الواتس اب» من أجل أن يحصلوا على أموال كثيرة فى مقابل القيام بأعمال بسيطة من المنزل عبر الهاتف المحمول، لكن الكارثة الحقيقية تواجد العديد من الصفحات على السوشيال ميديا لبيع هذه الرسائل بالإضافة إلى تواجد بيع ارقام وهمية تستخدم في العديد من الكوارث، تفاصيل أكثر سوف نسردها في السطور التالية.

البعض استلم في الفترة الأخيرة رسائل نصية على هواتفهم المحمولة، أو على تطبيق «الواتس اب» بعنوان فرصة وظائف في شركة عاليمة.

برغم اختلاف صيغة هذه الرسائل وقيمة المرتب، إلا أن معظمها كان يأتي بروح هذه الصيغة :»مرحبًا كيف حالك أنا مدير الموارد البشرية في «.....»، اود أن أدعوك للانضمام إلينا للحصول على وظائف عبر الانترنت في الشركة العالمية، يمكنك بسهولة الحصول على مبلغ من 1000 إلى 8000 جنيه مصري في اليوم باستخدام هاتف محمول واحد فقط، إذا كنت مهتمًا برجاء الضغط على واتس آب وسنمنحك 58 جنيها مصري كمكافأة فورية.. ملاحظة خاصة يجب ألا يقل عمرك عن 20 عامًا للتقدم لهذه الوظيفة».

هي فرصة حقيقية تحقق الثراء السريع، لكن في حقيقة الأمر بمجرد ضغطك على الرابط للحصول على الفرصة، فإنك تعرض هاتفك وبياناتك وأسرارك الشخصية للاختراق، فالرسالة ما هي إلا وسيلة لجذب الضحايا للضغط على الرابط المعد خصيصًا لاختراق الهاتف، وقد تكون غنيمة للهاكر لبيع بياناتك أو الابتزاز.

للاسف الشديد تلك الحيل خطيرة وينساق لها عدد كبير من الشباب وخصوصًا لاحتياج الشباب لفرص عمل في ظل الأزمات الاقتصادية المتعاقبة في العالم كله، فمن لا يريد الانضمام لإحدى الشركات العالمية بمرتبات مجزية، تجعل مستقبل الرسالة يصدقها وينفذ المطلوب فيها حرفيًا على أمل اقتناص فرصة، لكن على قاعدة المثل المصري القديم أن « الحداية لا ترمي كتاكيت»، فمن يضغط على الروابط يعرض نفسه لخطر القرصنة والسرقة والابتزاز والدخول في دوامة صعب الخروج منها بدون رسائل.

الضحايا
لم نتوقف عند هذا الحد وبدأنا في «أخبار الحوادث» البحث وراء تلك الرسالة ليتحدث لنا كريم 22 سنة قائلاً: «بالفعل وصلت لي تلك الرسالة، وقتها سألت أصدقاء لي هل هذا أسلوب جديد للنصب، أم حقيقة، خصوصًا أنني تتبعت الخطوات وحصلت على 68 جنيها، لكني توقفت لأن المرسل طلب أن أشحن بـ 100 جنيه لأبدأ العمل معهم، وقتها حذرني العديد من الأصدقاء أنني أتعرض للنصب، وهذه بداية للتورط في دفع العديد من الأموال.

ويلتقط «حمدي» طرف الحديث قائلًا: «للأسف أنا أحد ضحايا هؤلاء النصابين، وافقت وفى أول يوم عملت بمبلغ 400 جنيه، وكسبت 300 جنيه، تم خصم منهم مبلغ العمولة للرقم المحول له مبلغ، فى ثانى يوم عملت بمبلغ 500 جنيه، وفي نهاية اليوم طلب مني دفع مبلغ قبل ارسال المبلغ، لكن بعد حديث كبير أرسل لي المبلغ وجلست أعمل هكذا يوم تلو الآخر حتى ربحت في خلال ايام بسيطة حوالي 3000 جنيه، بصراحة أعجبني الأمر والمكسب السريع، إلا أنه طلب مني أن أدخل بنسبة معنيه لكي يزداد مكسبي وبالفعل دفعت 5000  جنيه، ومن بعدها لم يرد علي بل تم عمل بلوك لي نهائيا وراحت أموالي وقتها».

ليستكمل «احمد» قائلاً: «في الحقيقة كل فترة تحدث مثل هذه الأمور، مرة باسم شركة «...» ومرة أخرى شركة «...» والعديد من الشركات العالمية الأخرى؛ فالنصاب دائمًا يعلم أن الشباب يحتاج وظائف فمن هنا يبدأ بجر رجله، وبالفعل جاءت إلى تلك الرسالة ولأني أعلم هذا الأمر ذهبت لتحرير محضر حتى لا يحدث ضرر لأحد إلا أنني وكانت هذه الزيارة بمثابة المفاجأة لي؛ وجدت العديد من البلاغات قد تفوق 5000 بلاغ.

بيع رسائل
استكملت «أخبار الحوادث» رحلة البحث لنكشف مفاجأة أخرى؛ العديد من الجروبات والصفحات على السوشيال ميديا، بداخلها العديد من الأشخاص يبيعون ويشترون تلك الرسالة شرط أن تكون لم يمض عليها أيام قليلة، والمفاجاة الأكبر أن سعر بيع تلك الرسالة من 50 إلى 60 جنيها، كما يتواجد أشخاص آخرون من أجل البيزنس فقط عن طريق تفعيل أكواد وطرق بشكل تكنولوجي لسحب المبلغ بشرط أخذ جزء منه، لكن المفاجاة الأكبر هي تواجد العديد من الاشخاص يطلبون في بوستات شراء تلك الرسالة وكأننا وسط مجموعة كبيرة من النصابين.

لم تتوقف المفاجأة هنا فقط.. لكن المفاجأة الأكبر التي كانت داخل تلك الجروبات والصحفات؛ هي بيع أرقام وهمية دولية تستخدم في استكمال عمليات النصب، وبالبحث ستجد من يقدم لك تطبيقا تستطيع من خلاله شراء أرقام من جميع أنحاء العالم، ليس فقط بل ستجد من يقدم لك تطبيقًا تستطيع من خلاله إرسال رسائل بأسماء الشركات أو البنوك أوغيرها التي تريدها أو تأتي في مخيلتك، أو قد تستطيع الاتصال عن طريق أي رقم تختاره بنفسك أي كان الرقم، وقد يصل الأمر الاتصال بنفسك برقمك نفسه، لكن في حقيقة الأمر سعر الرقم في متناول يد الأطفال الصغيرة، فسعر الرقمين أو ثلاث وفي أوقات العروض قد يصل اربع و خمس ارقام إلى 10 جنيهات، هل تخيلت معي عزيزي القارئ كم المصائب والكوارث التي قد تحدث بسبب لعبة الأرقام هذه؟!

نصائح
تواصلت «أخبار الحوادث» مع المهندس عادل سعيد خبير أمن المعلومات بإحدى الشركات الخاصة الكبيرة ليبدأ حديثه قائلاً: « في بداية الأمر من غير المعتاد للشركات الكبرى أن ترسل مثل هذه الرسائل النصية بشكل عشوائى من أجل التقدم لوظائفها الشاغرة، ويكون عادة الإعلان عن وظائف جديدة عبر الموقع الإلكترونى للشركة، لذا يجب توخى الحذر من نوعية تلك الرسائل، بل والتأكد دائمًا من مصدر الرسالة وسببها وتجنب فتح أي لينكات مجهولة المصدر، وتأكد أنه لا يوجد توظيف من شركات عالمية يتم عن طريق الواتساب أو الماسنجر أو رسائل الـSMS، ولا يوجد وظائف تطلب دفع مبلغ من أجل العمل، نصيحتي للجميع الحفاظ على هاتفك وبياناتك دائمًا من عمليات الاحتيال والنصب والهاكر».

أما عن تطبيقات الأرقام والرسائل الوهمية يقول سعيد: «هي كارثة بكل المقاييس، وخصوصًا كون النصاب يستطيع إجراء مكالمة، او إرسال رسالة من أي رقم يريده، فقد شاهدنا منذ أيام بعدما حذرت وزارة التضامن من رسائل هاتفية ترسل إلى الناس تفيد تقديم الوزارة إعانات نقدية استثنائية وجوائز بقيمة 3000 جنيه لبعض الأسر من محدودى الدخل، وطلبت وزارة التضامن الاجتماعي من المواطنين عدم الانسياق خلف تلك الأرقام الهاتفية المزيفة، أما عن منع تلك التطبيقات فحقيقة الأمر صعب لأن الهاكر وغيرهم في بعض الاحيان يستخدمون برامج خداع كـ vpn وغيرها للهروب من اي قيد».

اما كيفية حماية نفسك وهاتفك يقول أيضا يقول: «يجب عليك ألا ترد على أي رقم لا تعلمه، بإلاضافه الى أخذ  الحذر من إعطاء بيانات أو معلومات لأي شخص، بالإضافة إلى أن تواظب على تحديث تطبيقات هاتفك بشكل مستمر، وعدم زيارة روابط مجهولة المصدر، وتجنب الضغط على أي رابط مجهول المصدر، وعدم إعطاء تصريح استخدام الكاميرا والميكروفون إلا للتطبيقات الموثوق فيها، والتي تحتاج لذلك حتى لا تضع نفسك عرضة للاختراق والتجسس، مع عدم استخدام شبكات الواي فاي العامة، وعدم تفعيل خاصية تسجيل الدخول التلقائي في التطبيقات، وتجنب تنزيل التطبيقات مجهولة المصدر.

وقام حالياً الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بعمل خطوة جديدة فى مواجهة الأرقام المجهولة التى تستخدم فى جرائم النصب على المواطنين عن طريق تقديم بلاغ من خلال الموقع الرسمى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات من أجل إيقاف تلك الجرائم

أقرأ أيضا: ثغرة في «تيك توك» تكشف بيانات المستخدمين