فواصل

مؤتمر استثنائى

أسامة عجاج
أسامة عجاج

عوامل إضافية، تجعل من مؤتمر الأحد القادم الذى تشهده الجامعة العربية، والخاص بدعم القدس حدثا استثنائيا، ومهما، لعل فى مقدمتها، ذلك التزامن بينه مع ارتفاع معدلات الاستهداف الشرس للمدينة، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية من قبل إسرائيل، وزيادة وتيرة التهويد عقب تشكيل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، والتى تمثلت فى محاولات أحد أعضائها ايتمار بن غفير وزير الأمن القومى الإسرائيلى للمسجد وباحاته، واعتراض السفير الأردنى فى تل أبيب غسان المجالى عند دخوله المسجد، فى مخالفة للأعراف الدبلوماسية، والمس بالوصاية الأردنية التاريخية، على المقدسات الإسلامية والمسيحية والمعترف بها والمقدرة من كل دول العالم، المعلومات المتوافرة لدىّ تشير إلى الإعداد المتميز للمؤتمر، الذى عملت عليه الأمانة العامة للجامعة العربية والأمين العام أحمد أبو الغيط، والذى يضمن له النجاح، فالأمر يتعدى فكرة السعى إلى حشد سياسى من المشاركين - رغم أهمية ذلك - فقد أكد حوالى ١٥ وزير خارجية عربيا حضوره، مع عدد من الشخصيات الاعتبارية والصناديق العربية ووكالات التنمية، وكذلك مشاركة الرئيس الفلسطينى محمود عباس، فالأمر أكبر من ذلك، فى وضع آليات محددة لدعم المدينة وسكانها، على أكثر من صعيد، تنموى واستثمارى عن طريق عرض قائمة جاهزة لمشروعات محددة، أعدتها السلطة يصل عددها إلى ٣٥ مشروعا، فى قطاعات الصحة والتعليم والإسكان وتمكين المرأة، والبحث فى مقترح لإنشاء صندوق عربى تطوعى، تسهم فيه الدول العربية والصناديق العربية والقطاع الخاص ووكالات التنمية العربية، لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة فى المدينة، وعلى نفس المستوى هناك اتجاه قد يتم إقراره قد يثمر فى تشكيل لجنة عربية، من المتخصصين فى القانون الدولى من العرب، لتقديم  الاستشارات القانونية فى القضايا الخاصة، بانتهاكات إسرائيل.
القدس مدينة استثنائية، تحتضن كل الرسالات السماوية الثلاث، وتحظى بمكانة خاصة لدى اتباعها، فمن المهم الحفاظ على وضعها القانونى والتاريخى، وهى إحدى القضايا التى تحظى بإجماع من كل دول العالم.