بدون روتوش

فيصل مصطفى يكتب: الإنقسام الفلسطيني

فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

تصاعدت الأحداث فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ، نتيجة استمرار إسرائيل فى جرائمها المتمثلة فى اقتحامات واعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية ، ونسف المنازل ، وتشريد المواطنين ، والإعتقال والقتل الوحشى بالرصاص الحى للعزل الآمنين من أبناء الشعب العربى الفلسطينى.

وواكب ذلك بالطبع تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو . وأيضا واكب ذلك تصاعد وتفجر العديد من المشكلات والأزمات العالمية ، والتى بدأت بالحرب الروسية الأوكرانية ، وما ترتب عليها من تداعيات من جر أوروبا وحلف الناتو إلى المعركة ، واحتدام الحرب العالمية الاقتصادية سواء المعلنة منذ سنوات بين أمريكا والصين ، أو الحرب العالمية الاقتصادية المتمثلة فى أزمتى الغذاء والطاقة ، واللتان تخيمان على العالم كنتيجة طبيعية لحرب روسيا وأوكرانيا وما يتعرض له الاقتصاد العالمى وحركة التجارة العالمية من مخاطر جمة.

وفى ظل هذا المناخ الدولى الملتهب تراجعت كالعادة القضية الفلسطينية ، قضية العرب المركزية ، ولُبْ أزمات وصراعات وحروب منطقة الشرق الأوسط من العالم . واستغل نتنياهو ومن معه من المتطرفين اليمينيين هذا المناخ ليواصل جرائمه واعتداءاته على الفلسطنيين ، مما أدى إلى رد الشباب الفلسطينى على هذه الجرائم وحدوث عملية القدس التى قتلت 7 من الإسرائيليين وأصابت 10 آخرين ، وهو تصعيد خطير ، المسئول الأول عنه نتنياهو.

ورغم هذا المناخ الصعب والسلبى ، لم تتوقف الجهود المصرية على الحفاظ على استمرارية قوة الدفع من القضية الفلسطينية ، واستمرار وجودها فى دائرة الاهتمام العالمى والحرص على بذل الجهد من أجل تطبيق وتنفيذ حل الدولتين ، التى تتبناه الإدارة الأمريكية الحالية والممثلة فى إدارة الرئيس بايدن . وقد كان بالفعل هذا الموضوع من أهم ما تم طرحه مؤخرا فى زيارة أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى بالقاهرة ، ضمن جولته العربية ، وضمن موضوعات أخرى خاصة بالعلاقات المصرية الأمريكية . وقد وضح من اللقاء أن الإدارة الأمريكية ، ما زالت تتبنى مشروع حل الدولتين.

لكن الأمر بالتأكيد يحتاج مزيدا من الضغوط العربية والدولية لكى يتحول القرار الأمريكى من مرحلة التبنى إلى الفعل الإيجابى على أرض الواقع ، والذى يتمثل فى ضرورة بدء مباحثات رسمية بين الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى ، وبحضور ومشاركة الأطراف العربية والإسلامية والأمريكية ، لكى يتم الإتفاق على جدول زمنى لتحقيق الإنسحاب واقتحام الملفات الشائكة والدخول فى مرحلة بناء الدولة الفلسطينية ، وعاصمتها القدس الشريف ، وقائمة على حدود 4 يونية 1967.

ويبقى فى النهاية، وحتى نكون موضوعيين، أن هناك مسئولية تقع على الجانب الفلسطينى لا تقل أهمية وخطورة على المسئولية التى تقع على الجانب الإسرائيلى ، وهى المسئولية التى تتمثل فى ضرورة الإنهاء الفورى لحالة الإنقسام الحالية والمستمرة منذ أكثر من 15 عاما بين حماس ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية ،  وضرورة الإسراع بتشكيل المجلس التشريعى الجديد ، والوزارة الفلسطينية وملف الرئاسة الفلسطينية، لكى يتم توحيد الموقف الفلسطينى ، وتجريد إسرائيل من الورقة التى كثيرا ما تستخدمها ، وهى ورقة الإنقسام الفلسطينى ، وعدم وجود طرف فلسطينى يمكن التفاوض معه . مع تسجيلنا بأن هناك كثير من التعنت ، يتسم به الموقف الإسرائيلى ، وأيضا موقف حركة حماس إلى درجة تدعو إلى الإرتياب فى مدى التشابه فى هذه المواقف المتشنجة.

[email protected]