حكايات| مصري في أوكرانيا.. من نيل أسوان لإنقاذ الهاربين من الحرب

محمد عربي بصحبة بعض الأوكرانيين
محمد عربي بصحبة بعض الأوكرانيين

كان محمد عربي يحظى بحياة هادئة في أوكرانيا يقدم المأكولات المصرية في مطعمه الذي يمتلكه، كل شيء يسير على ما يرام، حتى جاءت العملية الروسية، التي تدخل عامًا الأول، تغير فيها حاله رأسًا على عقب، فقد أصبح «سوبر مان المصري» في غمضة عين.

«المنقذ المصري»، أصبح الاسم الجديد لمحمد عربي في أوكرانيا، فابن مدينة أسوان حين حزم حقائبه إلى أوكرانيا وتحديدًا في مدينة  «أوجهورود»، لم يتخل عن شهامة المصريين، فكان سفيرًا لجدعنة المصريين في البلد التي تعيش أيام الحرب الدائرة رحاها منذ الرابع والعشرين من فبراير الماضي.

فتح عربي قلبه، قبل أن يمد يديه لمئات الفارين، من الحرب تركوا كل شيء خلفهم هربًا من قذائف يخشون أن تسقط فوق رؤوسهم، يطاردهم الموت ويطاردون الحياة، فكانت تلك اللحظة المناسبة لشهامة مصري في أوكرانيا. 

 

 

انتشر اسم محمد عربي بين الأوكرانيين والجاليات العربية في أوكرانيا، بعد مجهود شخصي منه في مساعدة النازحين والفارين من شرق أوكرانيا والمناطق الساخنة إلى غرب أوكرانيا، ودول أوروبا المجاورة.

يقول لـ«بوابة أخبار اليوم» «إنه مقيم في مدينة أوجهورود الأوكرانية على الحدود السلوفاكية، القريبة من الحدود المجرية، ومنذ بداية الحرب يقوم بمجهود شخصي في مساعدة النازحين، والفارين من شرق أوكرانيا، والمناطق الساخنة».

يرفض ابن مدينة أسوان، أن يتقاضي أي أجر نظير المساعدة، قائلاً: «انضممت إلى منظمة تقوم بعمل تطوعي لمساعدة اللاجئيين سواء من الأجانب، وأبناء الجاليات المقيمين  في أوكرانيا أو من الأوكرانيين أنفسهم».

 

 

 

وعن حياته الخاصة قال محمد عربي: «إنه مقيم في أوكرانيا منذ عشر سنوات ومتزوج من سيدة أوكرانية، أنجب منها طفله الذي يفخر بكونه عربي، لم يتخل عنه طقوسه وطباعه الشرقية».

«مش عايز الجنسية»، قال «إنه لا يسعى للحصول على الجنسية الأوكرانية بالرغم من أن له أحقية في الحصول عليها حتى لا يتنازل عن جنسيته المصرية، وأنه سيواصل  تقديم المساعدة والإغاثة في ظروف الحرب والقصف».

«يهمني الإنسان ولو ملوش عنوان».. استلهم محمد عربي أغنية «بلدياته» محمد منير قائلاً :«قبل بداية وباء كورونا كنت امتلك مطعما للمأكولات المصرية في أوكرانيا ولكني أغلقته بسبب كورونا،  ثم جاءت حرب أوكرانيا التي دفعته لمساعدة الذين يرغبون في مغادرة أوكرانيا، سواء كانوا أفارقة وأسيويين، وأوروبيين، دون النظر إلى جنسياتهم». 

 

 

معتزًا باسمه وبمصريته، يقول «إنه يتعمد ذكر اسمه (محمد)، وأنه قدِم من مصر، حتى يعطي انطباعًا جيدًا عن مصر والمصريين في نفوس المحيطين به والذين يساعدونهم».

وأوضح أنه يحاول الحديث والمزاح معهم أثناء مساعدتة لهم للتخفيف عنهم، لأنه يرى أنهم في حاله نفسية سيئة بسبب فرارههم من الحرب، وما مروا به  من أهوال، وتركهم لمنازلهم ومدنهم.

وأكد أنه يتعمد سؤالهم عن مصر أثناء الحديث معهم، ويدعوهم لزيارة القاهرة والأماكن الأثرية في «أم الدنيا» عند انتهاء الحرب.