الخلافات مع والدها انتهت بموتها

الضحية
الضحية

الشرقية:  إسلام عبدالخالق

 لم تكُن تدري «فاطمة» الفتاة التي بالكاد أتمت ربيعها الثامن عشر، أن رحيلها سيُحدث ذاك الصخب وأن اسمها سيدون في قائمة طويلة بين أسماء ضحايا الخلافات الأسرية، لكنها اختارت الطريق المظلم وقتما قررت أن تنهي حياتها بيدها غير عابئةً بأن المشكلة التي واجهتها مع والدها وغياب التفاهم بينهما أمر كان من الممكن لها أن تتجاوزه بشتى السُبل، لكنها آثرت الخلاص من حياتها والانتحار مهما كلفها الأمر، وتركت قبيل رحيلها رسالة أحدثت حالة واسعة من الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وعوام الناس داخل محافظة الشرقية.


كانت الساعة تقترب من الحادية عشر صباحا، والمنطقة المحيطة تعج بالكافيهات في وسط مدينة الزقازيق، فوجئ الجميع بدوي مكتوم لسقوط هز الأرض وأحدث جلبة كبيرة ، قبل أن يفاجأ القريبون من المكان بجثة مُضرجة بدمائها لفتاة في نهاية العقد الثاني من العمر وقد فارقت الحياة جراء السقوط من أعلى الطابق الثامن في بناية قريبة وسط المنطقة.

هرع الجميع لنجدة الفتاة وهاتف أحدهم شرطة النجدة وحضرت سيارة الإسعاف في غضون دقائق، لكن كل ما سبق كان متأخرًا كحال الفتاة مع مواجهة منغصات حياتها ؛ إذ تبين أن «فاطمة مرجان» الطالبة ذات الثمانية عشرة أعوامٍ قد باتت في عِداد الأموات، وامتلأت المنطقة برجال الأمن وتم فرض كردون أمني بمحيط موقع سقوط الجثة قبل حضور رجال المعاينة الجنائية وممثل جهات التحقيق في مركز شرطة الزقازيق، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى الأحرار التعليمي في مدينة الزقازيق بقرار من جهات التحقيق، التي أمرت بانتداب أحد الأطباء الشرعيين لأجل تشريح الجثة وبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها، فيما دلت التحريات على أن الفتاة قد اختارت الخلاص من حياتها وفضلت الانتحار على الحياة رفقة خلافات بينها  ووالدها.

بمراجعة الصفحة الشخصية للفتاة المتوفاة عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تبين أنها قد كتبت منشورًا قبيل وفاتها تطلب فيه من الجميع أن يُسامحها، فيما تبين أن الفتاة قد سبق ونشبت خلافات بينها ووالدها إلى الحد الذي جعل الأب يُعلق على صورة لها بالدعاء عليها قائلًا: «ربنا ياخدك ويريح الدنيا منك»، فيما اكتفت الفتاة بالرد وقتذاك بكلماتٍ مقتضبة على والدها: «أكتر إنسان تعب نفسيتي.. ربنا يسامحه، مش عارفة أنطق ولا حتى أقول إيه بس أنا مش كويسة بسببك يا بابا».

وقبل وفاتها، كتبت الفتاة عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك» رسالة ربما كانت الأخيرة في حياتها، قائلةً: «آخر حاجة هتشوفوها ليا، أتمنى ما أكُنش سبب الأذى لحد أو لو حد زعلان مني فأتمنى تسامحني وتدعيلي ياريت ما كانش يحصل كل دا معايا.. ما كانشِ نفسي أوصل لكدا، اتحملت حاجات كتيرة أوي فوق طاقتي، حاولت أكون حد كويس في حياة الكل، ما كُنتش أستاهل كل الأذى النفسي دا، دايمًا أقول الحمد لله بس أنا حرفيًا ما بقاش عندي طاقة لأي أذى تاني، أتمنى تسامحوني وتدعوا لي ودي آخر أمنية ليا».

وتابعت الفتاة في رسالتها الأخيرة: «اخواتي حبايبي وحشتوني أوي وكان نفسي أشوفكم، متزعلوش مني أنا والله تعبت وماعِنتش عارفة أستحمل، هتوحشوني يا اعز ما ليا، أنا مش وحشة.. ادعولي كتير بالله عليكم وما تنسونيش».


وأردفت: «لم أكن على قيد الحياة على أي حال، لم يكن يراني أحد، ولقد رأيت جميع الناس.. أحببت جميع الناس ولم يحبني أحد، لذلك سوف أرحل».


تلقت مدير أمن الشرقية، إخطارًا من إدارة البحث الجنائي في مديرية أمن الشرقية يفيد بورود بلاغ لشرطة النجدة بسقوط فتاة من الطابق الثامن في أحد الأبراج السكنية بدائرة مركز شرطة الزقازيق.


بالانتقال تبين أن الفتاة «ف.م» 18 سنة، قد تخلصت من حياتها بسبب خلافات مع والدها، وأنها كانت قد كتبت منشورًا عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قبل انتحارها، طالبت خلاله أن يسامحها الجميع، بعد تداولها عبارات على صفحتها.


نقلت جثة الفتاة إلى مشرحة المستشفى، وقررت جهات التحقيق، انتداب أحد الأطباء الشرعيين لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة وصرحت بالدفن عقب الانتهاء من الصفة التشريحية.

أقرأ أيضأ : أمراض نفسية وشابو وميراث.. 3 مذابح أسرية في دشنا والضحايا «أعز الناس»