حبيبة جمال تكتب: ماجد الكدواني.. ريحاني مصر الجديد

حبيبة جمال
حبيبة جمال

رحلة طويلة قطعها الفنان الموهوب ماجد الكدواني منذ ظهوره في أحد إعلانات السيارات الشهيرة والذي ظهر فيه لأول مرة منذ أكثر من عشرين عاما وكان بداية تعرف الجمهور على هذا الوجه المصري البشوش.. لينطلق بعدها في بعض الأدوار الكوميدية الخفيفة التي استطاع من خلالها أن ينفذ إلى قلوب المشاهدين في مصر والعالم العربي بأسلوب متفرد تميز بشكل خاص به دون أن يسعى إلى تقليد أحد كما يفعل غيره.

وعلى الرغم من أن هذا الإعلان تم عرضه على الشاشة وأنا مازلت طفلة  إلا أنني عندما قررت الكتابة عن ماجد الكدواني صممت أن أعرف شخصيته وبداياته منذ الصفر وحتى بعد أن أصبح نجمًا كبيرًا؛ ولا مجال للدهشة عندما ترى شخصا يعشق فنانا يعرف كل صغيرة وكبيرة عنه.

 شاهدت هذا الإعلان الذي كان يتسم بخفة الظل وكان جواز مرور ماجد الكدواني إلى قلوب المشاهدين.. فمن كان يصدق أن الشاب الكومبارس الذي ظهر لدقائق معدودة خلال فيلم عفاريت الأسفلت في أواخر التسعينيات ويتلقى علقة موت من الفنان محمود حميدة وقتها ومازال يتذكر هذا الموقف.. سيصبح فنانا درجة أولى ويحمل بطولة بمفرده.. فبدأ الكدواني يتطور بشكل هادئ دون أن يتعجل للشهرة والنجومية وكان فيلم «قبل زحمة الصيف» للمخرج القدير الراحل محمد خان نقطة فارقة في مشواره الفني عندما بدأ يخرج من عباءة كوميديا الموقف إلى تقديم شخصيات متنوعة وثرية تعيش في قلب ووجدان المشاهد لسنوات، فخرج من شخصية المارد في فيلم «طير أنت» عندما كنا لأول مرة نرى عفريتا بشكل سلس كوميدي خفيف غير مفتعل، ليمثل شخصية الدكتور مختار شكري في فيلم «هيبتا» مرورا بشخصية الضابط الفاسد في فيلم «تراب الماس»، وشخصية الأب في مسلسل «ولاد ناس»، حيث  خطف الأنظار بظهوره في الحلقة الرابعة داخل المستشفى عندما تلقى صدمة خبر وفاة نجله الوحيد، ورغم أنه عبر داخل المشهد بكلمات قليلة إلا أن نظرات عينيه وتعبيرات وجه كانت كفيلة ليصل إحساسه للملايين، وخطف الكاميرا للمرة الثانية في نفس المسلسل في الحلقة الأخيرة عندما تحدث عن قسم الأبوة، مشهد مليء بالعواطف الإنسانية والاجتماعية والرسائل المهمة لكل أسرة وكل بيت.. حتى وصل الكدواني إلى قمة النضج في مسلسه الأخير «موضوع عائلي» الذي كان يتنوع في أدائه ما بين الكوميديا الساخرة والتراجيديا العميقة بسلاسة وبراعة لا يملكها سوى ماجد الكدواني وبشكل دفع البعض إلى تشبيهه بالفنان العبقري الراحل نجيب الريحاني.

مازال لدى الفنان ماجد الكدواني الكثير في خزانة موهبته والذي سيمتعنا به خلال الفترة القادمة لأنه يمتلك موهبة فريدة وقدرة كبيرة على تجسيد كافة الأدوار بنفس المقدرة بأسلوب السهل الممتنع دون أي صعوبة أو مجهود وبشكل يجعلك تصدق أنه الضابط ورجل الأعمال والموظف والأب في كل عمل درامي يقدمه.. شكرا ماجد الكدواني على المتعة والسعادة التي قدمها لنا خلال مشواره الفني.