سعيد لبورسعيد

يحيي وجدي
يحيي وجدي

حدث ليس كبيرا لكنه ليس بسيطا أيضا، وضع مدينة بورسعيد ومعها بورفؤاد على خريطة السياحة الداخلية الثقافية طوال أسابيع، وحتى لما بعد انتهاء الحدث.
أقصد بالحدث رسو سفينة الكتب العالمية “لوجوس هوب” على ساحل المدينة الجميلة، وهي عبارة عن مكتبة عائمة تجوب العالم وتتوقف في مرافيء مختلفة في دول مختلفة، لأسبوعين أو أكثر قبل أن تنتقل لمرفيء جديد.
مع رسو “لوجوس هوب” في بورسعيد بالتزامن مع إجازات نصف العام، سافرت العديد من الأسر إلى المدينة الباسلة لزيارة السفينة والتمتع بجو بورسعيد الرائع وزيارة الأماكن التاريخية والتراثية فيها، وقد انعكس هذا على أهلها بشكل كبير، انعاكسا إيجابيا لمسته بنفسب، فقد كنت ممن زاروا المدينة في هذه الفترة مع مجموعة كبيرة من الأصدقاء، وقضينا يومين نتمتع بالجو الساحر والأماكن “الكوزموبوليتانية” المتنوعة في بورفؤاد.

الأزمة الاقتصادية والتضخم والركود الاقتصادي، جعل الإنفاق المحلي في أدنى مستوياته، هذا في العاصمة ومحيطها والمدن المركزية، فما بالنا بالمحافظات البعيدة عن المركز التي لا تمتلك مقومات اقتصادية وإنتاجية بخلاف طقسها البديع وتاريخها.
هذه المدن تحتاج منا إلى إعادة اكتشاف، وإلى زيارتها في الإجازات والمناسبات المختلفة، بما أن المدن السياحية باتت زيارتها صعبة ومكلفة، وإعادة الاكتشاف تعني البحث عن الخاص والمميز في ثقافتها وفنونها المحلية وتنشيطه، إما عبر الهيئات التابعة لوزارة الثقافة مثل بيوت وقصور الثقافة، أو المبادرات المستقلة، مثل ما تقوم به الفرق المستقلة التي تقدم تراث وفنون السمسمية والطنبورة في بورسعيد على سبيل المثال.
نحتاج إلى الاهتمام بمتاحف المحافظات وبجودة الخدمات حول وفي المناطق الأثرية فيها، وأن تسهل الدولة تراخيص فتح الموتيلات الصغيرة منخفضة الأسعار، قد يقضي المصري القاهري عمره كله دون أن يزور محافظات الصعيد أو مدن القنال.
نحتاج إلى أن نكرر ما حدث في بورسعيد في المنيا وأسيوط وسوهاج، فليست كل محافظات مصر ومدنها التي تستحق أن تزار، مصايف أو مشاتي فقط.
شكرا أهالي بورسعيد على الاستضافة الكريمة، وأنا سعيد لمحافظتكم بهذا الزخم.