عاجل

قلب مفتوح

بيدنا لا بيد عمرو!

هشام عطية
هشام عطية

أينما وليت وجهى فى الشارع والنادى والمواصلات، فى جلسات العائلة والأصدقاء، تحاصرنى التساؤلات، تكتبون كثيرا عن الغلاء، تألمون لحال المحتاجين والمعوزين ولا مجيب، تحرضون الحكومة لتنقذ هؤلاء المأزومين من سعير جشع منفلت فى الأسواق.. وغالبا ما تنتهى الحوارات المتكررة بسؤال مكتوم.. هل من سبيل للخروج من هذه الأزمة.. وهل من جدوى لما تكتبون؟!.

فى كل مرة أرد ليس لنا من الأمر شىء، كل ما نملكه هو الكلمة المنزهة التى لا نبتغى من ورائها إلا رضا الخالق وصلاح أحوال الخلق. يكفينا مما نكتب أننا نرصد مشاعر الغضب المكتنزة فى الصدور ونريدها إذا انصلحت الأحوال أن تتبدل لمساحات رضا وطاقات للبناء، بدلا من أن يستغلها المتربصون بهذا الوطن ويحولونها إلى سخط وطاقات هدم.

ويظل التساؤل الصعب متداولا على كل الألسن شاغلا كل العقول، متى تنتهى هذه الأزمة؟ أجيب تنتهى الأزمة متى يريد لها المصريون أن تزول؟ تلاحقنى الأصوات المستنكرة وهل بأيدينا شىء؟ اجيب وبكل الاصرار بأيديكم كل شىء..

مازال فى أيديكم سلاحان للقضاء على بلاء الغلاء اولهما المقاطعة لن نموت إذا امتنعنا عن تناول اللحم والبيض والدواجن لمدة زمنية حتى نجبر تجارا غلاة جشعين على تخفيض أسعارها، استمعوا لنصيحة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما شكا له الناس غلاء اللحم فقال: ارخصوه أنتم فقالوا: وكيف لنا يا أمير المؤمنين فقال: اتركوه لهم.

الحقيقة المؤلمة لدينا أننا لا نملك النفس الطويل للمقاطعة وكم من عشرات الحملات التى تم تدشينها من «خليها تصدى للسيارات وحتى خليها تعفن للمأكولات» لم يغادر تأثيرها الفضاء الإلكترونى والدليل أنه بعد هذه الحملات تضاعفت الأسعار عشرات المرات!.

أما السلاح الثانى فهو عدم الإسراف، ففى هذه الأزمة الطاحنة الملفوفة كالمشنقة حول رقاب الجميع يذهلنى مشاهد تزاحم المصريين الشديد على كافيهات ومطاعم تتجاوز تكلفة فواتيرها آلاف الجنيهات فى وجود أناس لا يجدون لقيمات يدرن بهن شبح الجوع! ماذا لو وفرتم هذه الآلاف التى تضيع هباء فى إطعام عدد محدود من الأشخاص لتنفقونها على عشرات الآلاف من المحتاجين لتبقى لكم وديعة عندالله لا تضيع.

قاطعوا وكفوا عن الإسراف تضمنون الخروج من هذه الأزمة بأيديكم لا بيد عمرو!.