من القاهرة

زيارة بلينكن

أحمد عزت
أحمد عزت

جاء وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن إلى القاهرة الأسبوع الماضى، وفى صدارة القضايا محل النقاش سبل تبريد الموقف فى الأراضى المحتلة، بعد تصعيد متبادل بين الفلسطينيين وإسرائيل سقط إثره شهداء فى مخيم جنين بالضفة الغربية وقتلى فى عملية انتقام فلسطينية بالقدس. 

لم تكن القضية الفلسطينية هى الوحيدة التى جاء بلينكن إلى القاهرة من أجلها، رغم توجهه بعد ذلك إلى تل أبيب ثم إلى رام الله حيث التقى نتنياهو وأبومازن. وقد كنت أحد من توقعوا ألا تصل المواجهات بين الجانبين إلى حافة الهاوية لأسباب عديدة.. وعندما سألنى المحاور المخضرم أيمن عطية فى برنامجه «نبض العرب» عبر إذاعة صوت العرب عن الأسباب؛ قلت أن الظرف الإقليمى والعالمى لا يسمح. 

فلا ترغب واشنطن فى مساحة مواجهة مشتعلة جديدة بالشرق الأوسط، وسط انشغالها بالمواجهة مع روسيا، كما تسعى بكل قوة لتحجيم نفوذ موسكو فى المنطقة سواء فى سوريا أو ليبيا أو السودان. وقد كانت الدول سالفة الذكر محور نقاشات موسعة خلال زيارة بلينكن إلى القاهرة، حيث جدد الوزير رفض واشنطن التطبيع مع الحكومة السورية، كما أعاد التأكيد على أن الانتخابات هى السبيل الوحيد لحل الأزمة فى ليبيا، وشدد على ضرورة التفاهم والحوار بين الفرقاء السودانيين. 

ورغم تصريحات بلينكن ورسائله المختلفة فلا أشك أنه قد استمع لتقديرات القاهرة فى القضايا كافة انطلاقا من مساعيها للحل وحفظا لمصالحها وأمنها القومى.