80 عامًا على معركة ستالينجراد.. صراع الروس والألمان مستمر بين الماضي والحاضر

جوزيف ستالين وأدلف هتلر
جوزيف ستالين وأدلف هتلر

ستالينجراد.. اسم مدينة روسية سابقة كانت تحمل اسم الزعيم السوفيتي الراحل جوزيف ستالين، أحد أشهر الديكتاتوريين في العصر الحديث، أضحت قبل 80 عامًا بؤرة صراع مشتعلة بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا النازية بزعامة أدلف هتلر، إبان الحرب العالمية الثانية، التي دارت رحاها بين عامي 1939 و1945.

ومعركة ستالينجراد هي إحدى أهم المعارك الكبرى والفاصلة التي شهدتها الحرب العالمية الثانية. جرت في مدينة ستالينجراد (فولجوجراد حاليًا) خلال الحملة العسكرية الألمانية على الاتحاد السوفيتي، حيث كان الاتحاد السوفيتي ضمن دول الحلفاء، بينما ألمانيا ضمن دول المحور.

بداية معركة ستالنجراد

وتبدأ المعركة في 21 أغسطس 1942، حينما قام سلاح الجو الألماني بقصف جوي عنيف ومتواصل على مدينة ستالينجراد الروسية، إلى أنقاض وأطلال.

ولأن المدينة كانت تحمل اسم ستالين، فقد صارت الحرب فيها معركة وجود بين ستالين من جهة وهتلر من الجهة الأخرى، ما جعل الجانبان يرفضان في قرارة نفسيهما الخسارة في المعركة بهذه المدينة.

وعلى الأرض، احتدم القتال العنيف بين قوات الفيرماخت والجيش الأحمر، وعلى الرغم من تمكن الألمان من إخضاع كامل المدينة تقريبًا في البداية بعد مقاومة شديدة واجهوها من السوفيات، إلا أنهم فشلوا في كسر آخر الخطوط الدفاعية للجيش الأحمر الذي تمسكت قواته بالضفة الغربية لنهر الفولجا.

وفي 19 نوفمبر 1942، بدأ السوفيات حملة عسكرية أطلقوا عليها "عملية أورانوس"، حيث شن الجيش الأحمر هجومين متزامنين ضد مواقع القوات الرومانية التي تحمي الجناحين الأيمن والأيسر للجيش السادس الألماني المتواجد داخل المدينة.

وفى الثانى من فبراير، استسلمت قوات المارشال الألمانى فريدريش بولوس، وكان هذا الاستسلام هو الأول للجيش النازى منذ بداية الحرب.

وبلغت الخسائر البشرية في معركة ستالينجراد حوالي مليوني ضحية، ما يجعلها تُصنف على أنها إحدى أكبر المعارك دموية في تاريخ الحروب.

وتكبد الجيش الألماني في هذه الحرب لثاني أكبر خسارة له في الحرب العالمية الثانية، والتي كان لها الدور الأكبر في تحول مجرى الحرب العالمية الثانية فلم يستعد النازيون قوتهم السابقة ولم يحققوا بعدها أي انتصار إستراتيجي في الشرق.

وبعد أقل من عقدين من الزمن، أُعيد بناء ستالينجراد بالكامل بأمر من السلطات السوفيتية، وتم تغيير اسمها ليصبح فولجوجراد فى 1961، بعد ثمانية أعوام على وفاة ستالين.

صراع الألمان والروس مستمر

وتمضي الأعوام ولا يزال الصراع قائمًا بين الألمان والروس رغم تغير المعطيات والحلفاء، فحلفاء موسكو آنذاك أضحوا الآن حلفاء برلين، فيما لا يزال الألمان يحتفظون بحلفائهم سواءفي الماضي والحاضر.

ولم يفوت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذكرى الثمانين تمضي دون أن يوجه رسائل لألمانيا، خاصةً أنها تأتي بالتزامن مع استمرار الحرب الروسية في الأراضي الأوكرانية، والمندلعة منذ ما يقرب من عام.

وقال بوتين، اليوم الخميس 2 فبراير، في إحياء ذكرى معركة ستالنجراد، إن أولئك الذين يجرون ألمانيا إلى حرب جديدة مع روسيا ويتوقعون الفوز لا يفهمون أن حرباً حديثة مع روسيا ستكون مختلفة.

وقال بوتين، "أولئك الذين يجرون ألمانيا إلى حرب جديدة مع روسيا، ويعلنون بشكل غير مسؤول أن هذا أمر واقع، أولئك الذين يتوقعون هزيمة روسيا في ساحة المعركة، على ما يبدو لا يفهمون أن الحرب الحديثة مع روسيا ستكون مختلفة تماماً بالنسبة لهم".

وأضاف بوتين: "أن النازية في شكلها الحديث تشكل تهديدًا لروسيا، وعلينا مرة أخرى أن نصد الغرب الجماعي".

وتابع بوتين: "الآن، للأسف، نرى أن أيديولوجية النازية بالفعل في شكلها الحديث، في مظهرها الحديث، تخلق مرة أخرى تهديدات مباشرة لأمن بلدنا، نحن مضطرون مرة أخرى لصد عدوان الغرب الجماعي".

ونوه بوتين إلى أنه على الرغم من جهود النخب المعادية، فإن روسيا لديها أصدقاء كثيرون في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في القارة الأمريكية.

اقرأ أيضاً .. روسيا تُحيي الذكرى الـ80 لمعركة ستالينجراد