خلدوه على جدران معابدهم وتمثال سقارة الأخير أبرز الأمثلة 

خبير آثار: «المصريون القدماء قدسوا الحب فسيطر على قلوب ملوك وملكات الفراعنة».. صور

تمثال سقارة الاخير
تمثال سقارة الاخير

كان الحب عند المصريين القدماء محفزاً لابتكار أساطير عديدة وأشعار وأدبيات بلورت صورة أقرب لمشاعر المصري القديم، فقدس المصريون القدماء الحب فخلدهم التاريخ كأول من تفاخر بعاطفة الحب وخلدوها في عالم الأحياء على جدران معابدهم وأحجارهم وقبورهم ليحيا الجميع بالحب.

وقال خبير الآثار د. علي يحيى، إن إحترام المصريين للمرأة عمل على تهيئة المناخ الأدبي والاجتماعي فهذه الحضارة لم تفرق بين رجل وامرأة بل تأسست روح التعاون بينهما والتي تتضح من مطالعة النقوش والنصوص الأدبية وصور وتماثيل للمرأة في مختلف أدوراها، ربة أو ملكة أو واحدة من عامة الشعب. 

وأضاف د. علي يحيى أن المصريين قديماً أطلقوا على الحب أنه " هبة السماء تسكبه الطبيعة في كأس الحياة لتلطف مذاقها المرير" ، وظهر ذلك في العديد من المواقف والمشاهد التي خلدها التاريخ في قصص الحب والعشق التي أظهرها المصريين.

رمسيس الثاني ونفرتاري 

تلك العلاقة التي أظهرت مدى الاحترام والتبجيل الذى كان يقدمه رمسيس الثاني لزوجته نفرتارى في سبيل إسعادها فلقد احتوزت على مكانة خاصة في قلبه وأظهر ذلك الوفاء والحب بعد وفاتها عندما خصص موارد هائلة ورعاية واهتماماً للمعبد الخاص بها، للتأكد من أن ذكراها لم تنس بعد.

توت عنخ آمون وعنخ آسن آمون 

ذلك الملك الصغير الذى ترك أثر كبير علي كافة نواحي الحياة السياسية والاجتماعية والعاطفية رغم صغر عمره وحياته معاً، إلا أنه قدم لنا أعظم وأهم المشاهد الرومانسية على كرسي العرشي وهما يتشاركان "الصندل" ليوضحوا لنا مدى ما كانت عليه العلاقة والتوافق والمشاركة في أبسط الأشياء.

فالحب في مصر القديمة لم يكن قاصراً على طبقات بعينها وظهر ذلك في التماثيل الأسرية الرائعة، كما ظهر تمثال القزم سنب وزوجته الذي يوضح أنبل وأشرف قصص الحب ومعاني الوفاء تلك الزوجة التي عشقت زوجها رغم حالته الصحية وأضهرت ذلك أمام الجميع في مشهد إنساني بديع. 

كذلك ما رأيناه في اكتشاف سقارة الأخير تمثال السيدة التي تمسك بقدم زوجها اليسرى مما يدل على معاونتها وسندها وحبها لزوجها وإشادة للكلمة الدارجة عند المصريين "دى طول عمرها تحت رجليه وهي الكلمة التي يقولها المصريون وخصيصاً في الأحياء الشعبية عن الزوجة التي كانت سند لزوجها طوال حياتها". 

واستطاع الحب أن يُسيطر على قلوب ملوك وملكات الفراعنة وجميع طوائف الشعب فلم نر ولم نسمع عن أي سلوك مخالف للأخلاق أو خادع تحت اسم الحب، فالمجتمع المصري كان يحترم الأعراف ويراعي التقاليد التي تحكمه.