مصرية

العدو الأول.. الجهل

إيمان همام
إيمان همام

قال أرسطو: من لم ينفعه العلم لم يأمن ضرر الجهل، كما يختلف المتعلم عن الجاهل بقدر اختلاف الحى عن الميت، كما لا يزال الإنسان عالما ما دام فى طلب العلم، فإذا ظن انه قد علم فقد بدأ جهله، فالجهل هو الشر نفسه، واسوأ ما فى الدنيا من معلم لا يعرف سوى ما يجب أن يعرفه تلاميذه، فنحن يعيش بيننا أخطر من «الجهل والغباء» المتعمد..

والجهل هو عدم معرفة الحقيقة من غير الحقيقي، فالجهل قابل للزيادة بلا حدود، بانتشار الشائعات المدمرة للبلاد، دون الرجوع إلى معرفة هذه الشائعة ولماذا تقال؟ بل لتحطيم البلاد وشعبها، نحن نمر فى زمن الفوضى فى عالم يريد لنا ذلك، وإذا لم نع ذلك فسوف نكون فى خطر دائم، الجهل مخدر دائما، إنه لا ينتهى مثل باقى المخدرات عند حد تدمير صاحبه، بل يمد أذرعته الشنيعة البشعة لكى يدمر كل شئ حوله فى جميع الجهات .

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل»، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدى الساعة لأياما ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج»، لقد رأينا عيانا وأدركناها، فقد نقص العلم، وظهر الجهل، ففى أيامنا هذه تجد شبابا يتفشى فيهم الجهل، لا يعرفون شيئا عن الدين والحياة، ويظهر ذلك فى برامج المسابقات، عندما يسألون مثلا عن دولة ما أو عن تاريخ دولتهم أو عن معتقدهم، تجد الجهل ينسكب منهم، فأن رفع العلم لا يكون بمحو من الصدور، بل بموت العلماء وبقاء الجهال الذين يتعاطون مناصب العلماء فى الفتيا والتعليم، يفتون بالجهل ويعلمونه، مثل ما يحدث فى بعض القنوات، التى تهاجم بجهالة أكبر العلماء، فينتشر الجهل ويظهر، وبالفعل قد ظهر ذلك كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم فحديث عن الجهل كثير وكبير، حتى التلاميذ لا يعرفون حتى منهجهم الدراسي، الآن تجد الجهل فى كل مكان، فالمعرفة الحقيقية هى أن يعرف الشخص مدى الجهل الذى يعيش فيه، ومن الممكن التغلب على معظم أشكال الجهل، لكننا لا نعرف لأننا لا نود أن نعرف!!