اول سطر

اخى وصديقى الإنسان

طاهر قابيل
طاهر قابيل

مر عام على وفاة صديقى الكاتب الصحفى ياسر رزق الذى قضى عمره متيما بصاحبة الجلالة وعاشقا لرائحة الورق والحبرلإصدارات دارنا «اخبار اليوم»، وإن كانت صحيفة «الاخبار» تأخذ جزءا كبيرا من قلبه وفكره، سواء وهو محرر من أبنائها او رئيسا لتحريرها ومجلس ادارتها.. فقد كان ياسر من الصحفيين المتميزين.. ودائما كنت اقول له انك رئيس تحرير جيلنا.. فهو طيب القلب وصاحب صاحبه ومحترم مع الصغير والكبير.. ولم اجده يوما إلا وتربطه علاقات رائعة مع المحيطين به إنسانيا ومهنيا.

جمعنا فى منتصف تسعينيات القرن الماضى كتاب مشترك عن حرب أكتوبر.. ولقاءات مع عدد من القادة الذين شاركوا فيها وحققوا الانتصار والمعجزة.. وبعد سنوات طويلة كان كتابه الأخير «سنوات الخماسين» الذى وثق فيه لتاريخ مصرنا الحبيبة بين «ينايرالغضب ويونيو الخلاص».. استطاع ياسر بمهارته الصحفية ان يصيغ بقلمه فترة عشناها جميعا.. وينقل لنا حقيقة فترة مهمة وفارقة من حياتنا.. فدائما ما كان قريبا من صانعى القرار.. ويتميز بتدقيق المعلومات والوثائق.. وتعود أهمية تجربته لأن أحداث كتابه ساخنة ومعظم أبطالها على قيد الحياة.

ياسر من أكثر الناس الذين التقيت بهم خلقا ورقيا.. ودائما ما كان محافظا على أصالته وتربيته.. كان اول لقاء جمعنا سويا عندما كنا نقضى خدمتنا العسكرية فى ادارة الشئون المعنوية.. وكلفه  المرحوم الاستاذ جلال دويدار نائب رئيس تحرير الاخبار فى ذلك الوقت بالحصول على صور للسيول التى حدثت فى سيناء.. ووقتها كان صديقى العزيزمحررا فى «مجلة النصر» التى تصدرها قواتنا المسلحة.. فتوثقت علاقتنا وجمعتنا رحلات شباب صيفية الى الاسكندرية.. وطلبت منه ذات يوم ان يساعدنى فى الانضمام للقسم العسكرى بعد القضائى.. وفى اليوم التالى وجدت استاذنا  المرحوم فاروق الشاذلى يرحب بانضمامى.. واستمررت «انا وياسر» يجمعنا عمل مشترك كأخين وزميلين تحت حماية عمنا فاروق الشاذلى.. نمارس مهامنا ويكمل بعضنا بعضا.. لننجح فى  المهام والموضوعات المكلفين بها.. سواء داخل مصر اوخارجها.

رحمة الله عليك صديقى العزيز.. فقد كنت نعم الرفيق الذى لا يتوقف عن دعمى فى كل المواقف.. ولا يبخل بفكرة او اقتراح او باستخدام قلمه لكتابة او تحسين عنوان او جملة.. ولا انسى عندما اصابتنى الغيرة عندما اشترينا سويا مذكرات «شوارتسكوف» عن حرب الخليج.. ولم استطع قراءة سوى ثلثه بعد عودتى لمنزلى.. وفوجئت بأنه لم ينم فى ذلك اليوم حتى الصباح إلا بعد ان انهى «الكتاب الضخم».. فقد انعم الله عليه بحب القراءة.. وبذاكرة حادة لا تنسى التفاصيل.. ولم يبخل على احد بموهبته.. رحمة الله عليك اخى وصديقى الإنسان.