يبيعون الخصوصية مقابل حفنة دولارات.. منشورات «الروتين اليومي» تهدد القيم

فيديوهات الروتين اليومي خطر يهدد استقرار الأسر
فيديوهات الروتين اليومي خطر يهدد استقرار الأسر

«البيوت أسرار» كلمة تربينا عليها من أجدادنا وآبائنا وتعلمنا أنه عندما ندخل بيتاً نخرج منه خرساً ونقعد به عمياً، هذه هى التربية الصحيحة والأصول التى يجب أن تغرس فى الأجيال الحالية لمحاربة الأوبئة الإلكترونية التى يشاهدونها كل لحظة على هواتفهم الذكية، ويحترموا خصوصية البيوت وعدم الخوض فى الشرف والسمعة، ولكن هذا عكس ما يحدث تماما من قبل بعض السيدات اللاتى يقدمن فيديوهات على اليوتيوب والتيك توك ويخرجن بها على الشاشة بمشاهد خادشة للحياء وأقوال لا تمت للأدب بشيء كما أنهن يفتحن الطريق لممارسات غير قانونية وغير شرعية تؤدى إلى الوقوع فى فخ العلاقات المحرمة.

وليد هندى: «وباء اجتماعى».. وتغليظ العقوبات أمر حتمى

تعتبر «فيديوهات الروتين اليومي» التى انتشرت فى الآونة الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي هى صورة من صور الدعارة المقننة المتواجدة منذ الزمن القديم، وبالتحايل على القانون ظهرت الدعارة الإلكترونية، والتى تقوم من خلالها السيدات باستقطاب البنات والرجال للعمل فى الدعارة والعلاقات المحرمة، وهذه الأفعال تقع تحت قانون الإتجار بالبشر.

نشر الفسق
الدعارة الإلكترونية لها صورتان الأولى: التحريض على ممارسة الأفعال المنافية للآداب، من خلال عرض الصور والفيديوهات مقابل المبالغ المالية، أما الصورة الثانية فهى الاتفاق على ارتكاب الممارسة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، كاستقطاب راغبى ممارسة الأفعال المنافية للآداب ، أما عن «الروتين اليومي» فهو كارثة أخرى حيث ظهر فى إحدى الدول وبدأت تأخذ طريقها داخل مصر وتم استغلالها عن طريق التظاهر أنه شيء طبيعي، لكن يحمل محتوى جنسياً، يحاولن فى الفيديو إخفاء وجوههن، كى لا يعرفهن أحد.. وآخرهن نبوية صاحبة قناة يوميات أنوش والتى تم القبض عليها من قبل الأجهزة الأمنية لتعمدها التربح من نشر الفسق والفجور، فقد كانت تربح أسبوعياً ألف دولار مقابل بيع خصوصيتها وأسرار بيتها على السوشيال ميديا. 

قال الدكتور «وليد هندي» أستاذ الطب النفسى رأيه عن هذه الفيديوهات التى انتشرت فى الآونة الأخيرة واصفها إياها بأنها «وباء اجتماعى وتلوث سمعى وبصرى ربنا ابتلانا به اسمه التيك توك، حيث إنه يحتوى على الكثير من مشاعر التمثيل والاصطناع وسلب الذات والتفكير، ولاسيما عند أولادنا المراهقين بدرجة تدعو للاشمئزاز والحزن تجاه أولادنا الذين أصبحوا مخطوفين من عائلتهم ويعانون من حرمان التربية وتهذيب النفس و غرس القيم والأخلاق من قبل الوالدين وعدم المتابعة لهم فى كل خطوات حياتهم اليومية وافتقاد أساليب التنشئة الحديثة والعصرية التى تجعلنا قريبين من أولادنا، كل هذه العورات أظهرها التيك توك للأسف مع بعض المحفزات مثل ما شاهدنا بعض رموز المجتمع مثل نجوم الفن الذين من المفروض أنهم قدوة لأولادنا ويغرسون القيم فيهم ويسهمون فى تربيتهم مثل ما كان يفعل الفن زمان لكن الآن للأسف هم من يفعلون الفيديوهات التافهة على التيك توك وبالطبع أولادنا يفعلون مثلهم عن طريق المحاكاة والتقليد.

اقرأ أيضًا | حبس صاحبة «قناة أنوش» بسبب محتواها الفاضح

فاترينات التريند


وأكد «هندي» أن الأبحاث الأخيرة أظهرت أن تطبيق التيك توك هو الأكثر تحميلاً على الأندرويد، حيث وصل مستخدموه على مستوى العالم إلى مليار ونصف، وفى الهند إلى١٩٠ مليون مستخدم ومصر بها ٧ ملايين مستخدم كل شهر، فهذا يعتبر عدداً ضخماً ومن الفئات الأكثر استخداماً له فى عمر ١٣ إلى ١٧ عاماً، ويعتبر التيك توك اسقاطاً لفراغ المراهقين النفسى والعاطفى وعدم وجود دفء أسرى ورقابة الوالدين بل توجد هشاشة نفسية بهم، بالإضافة إلى ظهور بعض الفيديوهات التى تحتوى على التفضيح الاجتماعي والأسرى وإهانة للكرامة وحركات مبتذلة وعرض الشباب لشرف أمه وأخته فى «فاترينات التريند» حيث كانت هذه التصرفات لا تليق فى زمن التربية القديمة، فيعتبر ما يحدث الآن «نخاسة» أظهرها التيك توك.. وأضاف أن هذه الفيديوهات فضحت المشاكل والاضطرابات النفسية عند أولادنا والجيل بالكامل، وهنا يأتى دور الأب والأم تجاه أولادهم بتقديم المعلومات الكافية لهم عن كل شىء يحيط بهم، ومناقشتهم فى السلبيات التى يقدمها التيك توك وأمثاله من التطبيقات التى تقدم محتوى غير هادف وأشخاصاً وقعوا فى فخ كوارث التيك توك والمساءلات القانونية التى قابلوها من وراء هذه الفيديوهات التافهة، أما عن دور الدولة فلابد من عمل تشريعات مستحدثة وعقوبات مغلظة وعقوبات اجتماعية وليست قانونية فقط، وحث وسائل الإعلام على تقديم النصائح التربوية.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا