خبير تربوي: إهمال اللغة العربية بالمدارس الدولية واللغات ينذر بكارثة

هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة
هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة

دقت لجنة الثقافة والاعلام بمجلس النواب، ناقوس الخطر حول إهمال المدارس الدولية ومدارس اللغات لتدريس اللغة العربية، وهو ما أكده الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أن لدينا مشكلة كبيرة في اللغة العربية داخل المدارس الخاصة والدارس الدولية، والتعامل اليومي بالإنجليزي إذ يقدر بالآلاف من التلاميذ لا يتكلمون باللغة العربية".

وأضاف: "لسنا ضد تعلم اللغات الأجنبية"، مشيرا إلى أن هذا الأمر متعلق بالهوية المصرية، وعندما لا يسمع التلاميذ لغة عربية أو يقرأون لغة عربية فهذا يؤثر علي الهوية المصرية.


ودعا هشام عزمي، أن يكون هناك واقفة من جانب وزارة التعليم، كما شدد على أهمية دور الإعلام، مضيفا: "عندما تم إنتاج فيلم الممر أحدث حالة كبيرة لدي المواطنين".
وأكدت الدكتورة درية شرف الدين رئيس لجنة الثقافة والاعلام بمجلس النواب، أن الأمر يخالف الدستور والقانون المصري.

من جهته، علق الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي، وأستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية  جامعة عين شمس ، على إهمال المدارس الدولية ومدارس اللغات لتدريس اللغة العربية، قائلا، «إن اللغة العربية تساهم في تحقيق العديد من الوظائف الأخلاقية والوطنية والقيمية مثل زيادة انتماء الفرد بوطنه، واعتزازه بثقافته العربية والاسلامية، وهي لغة القرأن الكريم ومن شأن تعلمها الحفاظ عليه، ومقاومة اي اختراقات خارجية للثقافة العربية».

وأوضح أنه في فترات تاريخية سابقة كانت اللغة العربية هي اللغة الرسمية للعلم في العالم، فضلا عن كونها لغة الدين والعبادة، وهي اللغة التي يتحدث بها الملايين من البشر علي مستوي العالم، وأحد اللغات الرسمية المعتمدة في منظمة الأمم المتحدة، كما أنها محل اقبال للعديد من الدارسين للدين الاسلامي في مختلف دول العالمـ فضلا عن اتقان اللغة العربية ذاتها يوسع من المدركات العقلية للفرد ويجعله قادرا علي استيعاب اللغات الاجنبية الاخري، وذلك في ضوء ثراء اللغة العربية مقارنة باللغات الاجنبية الاخري، بالاضافة الي ما تضفيه علي الفرد من متعة عقلية عند استخدامه لها، وهي أيضا لغة التعليم والتعلم الرئيسة لمعظم قطاعات التعليم الحكومي والرسمي في الدول العربية المختلفة، ومن شأن تعلمها واتقانها تيسير التفوق الدراسي للطالب فيها وفي مختلف المواد الدراسية الاخري المعتمدة علي اللغة العربية.


وأضاف د.شوقي، أنه نظرا لأهمية اللغة العربية فقد نص الدستور المصري في المادة الثانية منه علي أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة. مع ذلك فقد شهد الاهتمام بتدريس اللغة العربية في السنوات الماضية انحدارا كبيرا في المدارس الدولية ومدارس اللغات، ويمكن عزو هذا الانحدار لعدة اسباب منها :
1. أن معظم المواد التي تدرس في تلك المدارس تعتمد علي اللغات الاجنبية ، مما يجعل الطلاب يركزون اهتماما أكبر علي تعلم تلك اللغات علي حساب اللغة العربية
2. اهتمام تلك المدارس بانتقاء معلمي اللغات الاجنبية ومنحهم امتيازات أكبر مقارنة بمعلمي اللغة العربية، لدرجة منع معلمي اللغة العربية من تولي مناصب قيادية في تلك المدارس علي عكس معلمي اللغات.
3. ان مجموع درجات المواد التي يتم تدريسها باللغات الاجنبية في تلك المدارس يفوق بكثير درجات مادة اللغة العربية وحدها، مما يجعل الطلاب يعزفون عن تعلمها.
4. اعتقاد الطلاب واسرهم ان اللغات الاجنبية هي المستقبل، وان الوظائف المرموقة مرتبطة بها علي عكس اللغة العربية
5. اعتقاد الطلاب واسرهم أن التحدث باللغة الاجنبية في الحياة اليومية هو نوع من الوجاهة الاجتماعية.
6. ان معظم تطبيقات التكنولوديا الحديثة تعتمد علي اتقان اللغة الاجنبية
7. الصعوبات المتعلقة بتعليم اللغة العربية وخاصة التفاصيل في فروع النحو والبلاغة والادب .

وقال الخبير التربوي، إنه لا شك أن اهمال اللغة العربية ينذر بكوارث تهدد مستقبل الاجيال القادمة، ولا بد من عودة الاهتمام بتدريس اللغة العربية في نلك المدارس من خلال بعض الاجراءات مثل :
1. تيسير مادة اللغة العربية من خلال الاهتمام بالاسس المهمة فيها والبعد عن التفاصيل التي تحتاج الي متخصصين في اللغة.
2. اجراء مسابقات في اللغة العربية بين طلاب تلك المدارس علي مختلف المستويات ومنح المتفوقين منهم جوائز مجزية
3. ادراج شرطا في القبول بالكليات المختلفة وهو عقد مقابلة شحصية لاختبار الطالب في اللغة العربية
4. التوعية من خلال وسائل الاعلام المختلفة بأهمية تعلم اللغة العربية
5. توفير تطبيقات تكنولوجية باللغة العربية.
6. اشتراط القبول بالوظائف المهمة اتقان المتقدم للغة العربية الي جانب اللغات الاجنبية .