ذكر بيان مشترك للولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وروسيا أن رئيسي أرمينيا سيرج سركسيان وأذربيجان إلهام علييف أكدا خلال اجتماعهما في فيينا، التزامهما بوقف إطلاق النار في إقليم قره باغ وبتسوية النزاع بينهما سلميا.

وذكرت قناة (روسيا اليوم) الفضائية الثلاثاء 17 مايو أن رئيسي أرمينيا وآذربيجان اتفقا على عقد جولة محادثات جديدة بهدف استئناف مفاوضات التسوية الشاملة.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن المشاركين في الاجتماع اتفقوا على الالتزام بالهدنة ووقف إطلاق النار وفقا لما تم التوصل إليه في عامي 1994 و1995، مشيرا إلى أن رئيسي أرمينيا وأذربيجان سيبحثان في يونيو تحديد موعد ومكان عقد لقائهما المقبل الذي يواصلان فيه مناقشة أبعاد الهدنة.
وأكد لافروف إمكانية إيجاد حل وسط .. لافتا إلى أن روسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية التي ترأس مجموعة مينسك الخاصة بالنزاع في قرة باغ تسعى إلى إكمال العملية وبدء المضي قدما نحو تسوية النزاع بشكل شامل.
وأضاف أن هذه العملية تجري على الأرجح على مراحل في ظل الوضع المتوتر إلى حد كبير في العلاقات بين جانبي النزاع، مؤكدا أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن أبعاد المرحلة الأولى من التسوية، معتبرا أن صياغة هذه الأبعاد تمت في إطار الوساطة الروسية والمواقف المشتركة للرؤساء المناوبين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وفى سياق آخر، ذكرت وزارة الدفاع في إقليم ناجورنو قرة باغ اليوم الثلاثاء أن أحد جنودها قتل بعد أن أطلق عليه الرصاص من الجانب الآذرى.
وأفادت شبكة "يورونيوز" الأوروبية بأن الحادث وقع بعد وقت قصير من اتفاق رئيسي أرمينيا وآذربيجان في فيينا على ضرورة وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سلمية للصراع فى ناجورنو قرة باغ.
ويعد هذا هو اللقاء الأول بين الرئيسين منذ اندلاع العنف بين الانفصاليين الذين تدعمهم أرمينيا في ناجورنو قرة باغ والقوات الآذرية الشهر الماضي، مما أسفر عن مقتل العشرات، وأدى لتدنى العلاقات إلى أقل مستوى لها منذ سنوات.
ويخضع إقليم "قرة باغ" (غربي أذربيجان) لسيطرة أرمينيا منذ عام 1992، ونشأت أزمة بين البلدين عقب انتهاء الحقبة السوفييتية، حيث سيطر انفصاليون على الإقليم الجبلي، في حرب دامية راح ضحيتها نحو 30 ألف شخص.
وكانت أذربيجان وجمهورية قرة باغ (غير المعترف بها دوليا) قد أعلنتا في 5 أبريل الماضي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة النزاع، وذلك بعد اشتباكات وقعت عند الحدود بين الجانبين في 2 أبريل الماضي.
يذكر أن النزاع حول إقليم قرة باغ الجبلي كان قد بدأ في عام 1988، وانتهى سنة 1991 إلى إعلان الأغلبية الأرمينية بين سكان قرة باغ عن انفصال الإقليم عن أذربيجان وقيام جمهورية قرة باغ من جانب واحد، الأمر الذي أدى إلى اندلاع الحرب في تلك المنطقة بين الأرمن والأذربيجانيين التي انتهت بالتوقيع على هدنة عام 1994.
ويعد التصعيد الأخير أخطر انتهاك لوقف إطلاق النار في المنطقة المتنازع عليها، منذ عام 1994 حين جرى التوقيع على بروتوكول بيشكيك (الهدنة) بين ممثلي برلمانات أذربيجان وأرمينيا وجمهورية قرة باغ بوساطة روسية.