فادية البمبي تكتب: روح «درة» الواحدة

فادية البمبى تكتب: روح «درة» الواحدة
فادية البمبى تكتب: روح «درة» الواحدة

فى روايته «روح واحدة» يقدم الأديب أحمد عاطف درة طرحًا سرديًا فكريًا مغايرًا مرصعًا بأسلوب فريد بالغ الإيحاء، وعلى متن رحلة تمتد من أقدم العصور حتى أحدثها، عبر نص أخاذ يحتضن معنى الخلود ويحاول تجسيده  فى تشكيل لغوى مبدع لا يفتقر إلى التشويق والجاذبية  وقد وفق المؤلف فى اختيار عنوان روايته المعبر عن المضمون وعن طبيعة هذا النص الرائع.

وعن الرواية يقول الأديب والكاتب المسرحى الكبير محمد سلماوى: يمزج أديبنا أحمد عاطف فى روايته بين شخصيات عاش كل منها فى عصر مختلف من التاريخ المصرى، فهل هى خمس شخصيات فعلا، أم هى روح واحدة تجسدت فى تلك الشخصيات تفاعلًا فى كل مرة مع عصر جديد من تاريخنا؟، هكذا تساءل سلماوى مضيفاً أن الرواية تبرز الرمز الحاكم.

وهو الثعبان الذى يخرج من جلده القديم؛ ليبدأ مرحلة أخرى من حياته، فالجسدُ الآدمى مثل جلد الثعبان، ما هو إلا رداء نتجسد من خلاله لفترة تطول أو تقصر، ثم نتجاوزه إلى حالة أخرى تُدخلنا عالمًا جديدًا، كما مر الإنسان المصرى عبر مختلف عصور تاريخه الطويل بحقبه المتتالية التى يعود إليها المؤلف مع كل شخصية.

ولقد نسج أحمد عاطف روايته بلغة تتقمص الكثير من الخصائص الشعرية بنزق روحانى؛ يميل إلى الصوفية التى تسمو بحقائق حياتنا اليومية الرتيبة إلى مرتبة. نورانية شفافة، وقد وصف سلماوى نص درة قائلاً عبر قراءة متعمقة: 
وهى رواية ليست عادية: فمضمونها الفكرى متميز،  وأسلوبها الفنى مبتكر، وهى رحلة يجوبها المؤلف أفقياً عبر الزمان الممتد فى مصر من تاريخها السابق للميلاد إلى عصورنا القريبة، ويغوص فيها رأسيًا إلى أعماق الحقائق غير المرئية بحثًا عن الحكمة التى كانت دائمًا مفتاح الحياة فى هذه الأرض التى سمّاها أجدادنا (كيمت).

وعلى صعيد آخر تتضمن الرواية الصادرة عن دار الهالة للنشر مقاطع افتتاحية أولاها بعنوان «مستقر»، وقد سمى الباب الأول بعنوان «المغنية» فى حين سمَّى بابه الثانى «الفلاح» بينما حمل الثالث عنوان «الأم» والرابع «المعلم»، أما الباب الخامس فحمل عنوان «المتصوف».


جدير بالذكر  أن المؤلف مخرج سينمائى وشاعر وروائى وكاتب صحفى، وقد نشر كتباً عن السينما  إلى جانب ديوان شعر. وهو يشغل منصب السكرتير الإقليمى للإتحاد الإفريقى للسينمائيين.


اقرأ أيضاً | لماذا يذهب هؤلاء إلى معرض الكتاب؟!