قصائد لـ«ديميتريس جيولوس»

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

نشرت جريدة أخبار الأدب مجموعة قصائد لـ«ديميتريس جيولوس»

ظواهر جوية قاسية

كبرنا يعني احتضنا الفزع  فقدنا لغتنا المشتركة إن كانت لدينا أبدا واحدة ثم فتشنا عنها فى شبكات التواصل الاجتماعي بحثا عن الزمن المفقود أعزاء رحلوا عنا تساقطوا ككسرات خشب إثر بلطة حطاب وما تركناه تسرّب دون رجعة رغم أننا نتلاعب بالكلمات لعبا بالأصابع ونمارس الفن والعلم والسياسة  إلا أننا نعتصر الوسادة ليلا عادين نوبات الهلع  راغبين بعناق أو على الأقل مهدئات، كحول، مخدرات .

مشتتون على الخريطة
بعثرنا دواخلنا على الأرض
قتلنا حالات عشق وخرجنا باحثين عن غيرها 
استهلكنا
وجربنا مط حدودنا 
مارسنا الصواب 
وتقاسمنا عبء العنف بصبر مسيحى 
قدسنا الكرامة 
نحن من قلنا سنغير العالم
أمضينا وقتا كثيرا 
بين ازدواجية عفنة 
ومع ذلك مازال البعض ينجب أطفالا 
ويتخيلون المستقبل رحبًا
بهيجا
ولعل الأصياف التى عشناها
لا تغدو بعد اليوم وهما
 بل مشاهد من مستقبل وشيك 
ماذا عساى أن أقول 
 أنهكنا شتاء طويل 

عَوَد

تشابهت الأيام 
عدا اختلافات طفيفة
كأنما طلب منا الارتجال فى نص معطى 
المزيد والمزيد 
البشر الذين أريد 
بيانات
تتسع لراحة يدي
وما تبقى من بطارية
أى حاسمون فى كل الظروف 
وحدهم الموتى من يبقون 
يزوروننا عادة فى الليالى 
هكذا 
ليس من الحسم 
أن تمضى بعيدا كل يوم
فى المكان والزمان 
المحدد من كلينا بدقة 
بلا وعي
بنفس الطريقة التى أنأى بها عن العالم
دعنا نغدو طوق البوميرانج 
كواكب
طيرا مهاجرا 
قتلة 
أو شيئا
 يعود على أية حال 
بنوع ما 
من السعي
للتبرير

‏n.f.t* (مأساة غير مصورة)

فى مكان ما فى العالم الأول 
مهاجر
جاء من العالم الثانى
وربما الثالث
يموت كعامل توصيل
فى حادثة سير
برأس مفتوح 
تتساقط منه آخر قطرات
من عصير بطيخ
شربه فى آخر ظهيرة 
لآخر صيف 
من القرن الماضى
قطرات 
تلك التى لن يخطر ببال أحد أن يجربها 
فى الوقت ذاته ذلك البقشيش الزهيد 
الذى جمعه بتحايل 
بإلحاح تقريبا 
واستثمره فى العملات المشفرة 
ستبلغ قيمته الحد الأقصى 
الذى سيغير حياته 
ولن يعلم أحد 
أننا نعرف منذ زمن 
أنا لأفواه تُغلق 
أن الشهود تُقتَل
وأن البطيخ
فقد مذاقه.

أبطال

فى لحظة ما سأفتح كتبى المفضلة
سأنتزع عنوة كل أبطالي
وأحشرهم فى قارب صغير 
وألقى بهم إلى بحر إيجه فى شهر يناير
غارقين فى  نهر إيفروس
مطاردين من الميليشيات عند خمسين درجة مئوية 
على حدود المكسيك 
متفحمين عند السياج الكهربائى فى إسبانيا 
ليُغرِق قواربهم خفر السواحل الإيطالية 
سأجعلهم يفتشون عن حضارتكم
لأرى حينها ما سيقولونه لكم 
لأرى وقتها؛ كيف تقاس البطولة.

الانفجار العظيم

اتسكع فى المدينة
بشر، أكوان صغيرة
 يتمددون بشكل كبير كل يوم، ومع ذلك
ينجحون فى ألا ينفجروا
بشر بلا مركز
بشر محض ثقل
وأنا الذى لطالما أردت أن انفجر
 لأدمر ذلك العصر
كل ما أريده الليلة
مارًّا بين
كل تلك الأجسام المتمددة
بين كل تلك الكتل المتحركة،
أن أصبح نجم المستعر الأعظم 
وأن يقودنى مدارى للانفجار بداخلك
عالمى كله تكاثف
عناق كمركز جاذبية

حالة استثنائية

أريد أن تشبه حياتى
مركبة للهروب
من إخراج جودار
أريد أن أكون بجوار السائق 
وأمد ساقى عبر النافذة
دون أن يكلفنى هذا 
أريد رفيقة خطرة
ونهاية سعيدة
 كالنهايات الهوليودية
أريد أن أحيا دوما فى حالة استثنائية 
دون أن أعُدَّ الأيام 
حتى الإجازة القادمة
أريدك ألا تَكُفّى أبدا
عن تهوين الحياة 
بكلماتك

فكلماتي
محدودة.

بلا عنوان

لو كانت فروجكن
أسلحة 
لتجولتن 
بحرية 
دون قيود
وهى 
طريقة لرؤية الأمور 
كما أراها 
فلا أحثكن 
أن تجعلن فروجكن أسلحة 
أو أى شيء آخر
فقط ألاحظ 
أن الرجال 
يحبون الأسلحة
 أكثر من الفروج 

وهذا
قد يكون 
تعريفًا
للذكورية .

اقرأ ايضاً | الخميس المُقبل.. حفل توزيع جوائز معرض القاهرة للكتاب