قرية العراقيب.. يد فلسطينية «تبني» وأخرى إسرائيلية «تهدم»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من جديد على هدم قرية العراقيب الفلسطينية، الواقعة في الداخل المحتل الإسرائيلي، لتستمر سلطات الاحتلال في آليتها لهدم القرية كلما أعاد سكانها بناءها، بغية محو الوجود الفلسطيني في القرية، التي تحتلها إسرائيل عنوة وقسرًا. 

وقامت آليات وجرافات السلطات الإسرائيلية، بحماية قوات من الشرطة، يوم الثلاثاء، بهدم خيام أهالى قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع والتهجير فى منطقة النقب، وذلك للمرة الـ212 على التوالى.

وهذه هي أول مرة تقوم فيها سلطات الاحتلال بهدم قرية العراقيب في عام 2023، وهي التي دأبت على هذه الفعلة منذ عام 2010، وقد هدمتها 15 مرة خلال عام 2022 المنصرم، في حين يصر سكانها من الفلسطينيين على إعادة بنائها دون أن تفتر عزيمتهم من أجل إثبات حقهم في الأرض المسلوبة بفعل الاحتلال.

وتعد هذه المرة الأولى التى تهدم فيها السلطات الاسرائيلية مساكن أهالى العراقيب، منذ مطلع العام، بعد أن هدمتها 15 مرة في العام الماضي.


 

العراقيب قرية فلسطينية في الداخل المحتل

والعراقيب هي قرية فلسطينية تقع في شمال مدينة بئر السبع، في الداخل الإسرائيلي المحتل، في صحراء النقب جنوب أرض فلسطين التاريخية، وتعد واحدة من 45 قرية عربية في النقب لا تعترف إسرائيل بها، ويعيش في القرية قرابة 800 شخص، يشكلون 22 عائلة فلسطينية هناك، وتشكل الأغنام والمواشي مصدر رزقهم الوحيد، نتيجة لطبيعة الأرض الصحراوية التي تفتقر إلى جميع الخدمات المختلفة، كما يعيش المواطنون ببيوت من الصفيح، وأخرى عبارة عن خيام.

وتمكن السكان في سبعينيات القرن الماضي وحسب قوانين وشروط السلطات الإسرائيلية من إثبات حقهم بملكية 1250 دونمًا [الدونم= 1000 متر مربع] من أصل آلاف الدونمات من الأرض.

وتعرضت القرية للهدم بشكل كامل من قبل الجرافات الإسرائيلية لأول مرة في 27 يوليو 2010، حيث هدمت أربعين منزلًا وأخلت نحو ثلاثمائة من سكانها، بحجة البناء دون ترخيص.

ومع ذلك، عاود سكان القرية العرب بناءها من جديد لعدة مرات، ليتم هدمها مرة بعد أخرى، إلى أن وصلت إلى المرة الثانية عشر بعد المائتين.

وخلال عام 2012 الماضي، عرفت القرية عملية الهدم رقم 200، وهذا الرقم مرشح للارتفاع بكثير في ظل آلية فلسطينية من أهل القرية للبناء والتعمير، وآلية إسرائيلية تعمد إلى الهدم والتخريب.