استحوذ دعاة الحفاظ على البيئة في حديقة حيوانات بريطانية، على اللحظة التي خرجت فيها شجرة كنغر نادرة من كيس أمها للمرة الأولى، كجزء من بحث يهدف إلى مساعدة الأنواع المهددة بالانقراض على البقاء على قيد الحياة في البرية.
يعتبر كنغر شجرة Goodfellow بعيد المنال أصغر بكثير من أنواع الكنغر الأسترالية المعروفة، موطنها الأصلي هو الغابات المطيرة الجبلية في بابوا غينيا الجديدة، حيث تتعرض لخطر الصيد وتدمير الموائل.
تعيش الأنواع في أعالي الأشجار وفقدت أكثر من نصف سكانها في الثلاثين عامًا الماضية.
وقال ديف وايت، مدير فريق حديقة حيوان تشيستر في شمال غرب إنجلترا، إنهم وثقوا نمو الجرابية باستخدام منظار داخلي خاص يوضع بعناية في كيس الأم كل بضعة أسابيع منذ ولادته في يوليو الماضي.
وقال "وايت" لوكالة فرانس برس: "من خلال وجود هذه الانواع المهددة بالانقراض في رعايتنا يمكننا أن نتعلم الكثير عنها وهذا النوع من المعلومات التي نجمعها هو جزء صغير من الحفاظ عليها في البرية".
ونظرًا لأنه لا يُعرف الكثير عن تطورها، يأمل العلماء أن يؤدي التقاط العملية بالكاميرا إلى تحسين ممارسات الحفظ ومساعدة الأنواع الأخرى المماثلة في جنوب شرق آسيا على البقاء في البرية.
وقال "وايت" إن حيوانات الكنغر الشجرية لديها واحدة من "أكثر عمليات الولادة تعقيدًا في مملكة الحيوانات"، إنه ينطوي على أن يولد الطفل متخلفًا بشكل لا يصدق ويتبع غريزيًا مسارًا من الفراء، الذي لحقته الأم، والذي يؤدي إلى الحقيبة.
بمجرد دخوله إلى الحقيبة، يلتصق الكنغر الصغير بحلماته من أجل التغذية، ثم ينمو ببطء من حجم حبة الجيليبين، وينمو الساقين الخلفية والفراء، حتى "بعد حوالي ستة أشهر يبدأ في فتح عينيه وإخراج رأسه"، على حد قوله.
وأضاف "وايت" أنه خلال الأيام والأسابيع المقبلة، من المتوقع أن يخرج الكنغر المولود الجديد في تشيستر بالكامل من حقيبة أمه ويبدأ في تعلم القفز وتسلق الأشجار، لم يتم تسميته بعد، ولكن يعتقد أنه ذكر.
يعتبر الكنغر الشجري Goodfellow واحدًا من 14 نوعًا من أنواع الكنغر الشجري، توجد البقية في غابات الأراضي المنخفضة والجبلية في إندونيسيا وأقصى شمال كوينزلاند وأستراليا وأيضًا في بابوا غينيا الجديدة.
وتابع حراس حديقة حيوانات بريطانية أول عملية ولادة لنوع نادر من كنغر الشجرة من جراب أمه، في إطار بحوث ترمي لحماية حظوظ بقاء هذا النوع في البرية.
وهذا الحيوان من نوع «ديندراولاغوس غودفيلوي»، وهو أصغر من الكنغر الأسترالي، ينحدر من الغابات المطيرة في بابوا غينيا الجديدة، ويدفع هذا النوع ثمناً باهظاً جراء الصيد وتدمير موائله الطبيعية، ما أدى إلى انخفاض أعداده إلى أكثر من النصف في ثلاثين عامًا.
ولهذا الحيوان وبر صوفي قصير، بني على الظهر، وأبيض أو بيج على البطن، وله رأس عريض وأذنان مستديرتان مثل أذني الدب، ويعيش في قمم الأشجار.
وأوضح أن «الاحتفاظ بهذه الحيوانات المهددة بالانقراض يتيح لنا معرفة الكثير عنها والمعلومات التي نجمعها تساعد في حمايتها في البرية».
