عاجل

جبانة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها من جديد..

أصل الحكاية.. مومياء غير ملكية لـ«حكا شبس» مغطاة بالذهب| صور

 جبانة سقارة الأثرية
جبانة سقارة الأثرية

تُعتبر سقارة إحدى جبانات "منف" القديمة والتي تعد من أهم المناطق الأثرية في مصر، وقد اشتق اسمها من اسم الإله "سُكر" إله الجبانة مع ملاحظة الإبدال بين القاف والكاف، وسقارة هي إحدى القرى التابعة لمركز البدرشين محافظة الجيزة حيث تقع على بعد 17 كم من الجيزة، وتبعد عن القاهرة بحوالي 40 كم. 

استخدمت منذ عصر ما قبل الأسرات حتى العصر القبطي، وتمتد سقارة فوق هضبة تغطي مسافة 7 كم من الشمال للجنوب، كما أكده الدكتور محمود حامد الحصري، مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة، جامعة الوادي الجديد.

إذا أردنا أن نتحدث عن آثار سقارة فيجب علينا تقسيم المنطقة لقطاعات:

القطاع الشمالي 

القطاع الأوسط

قطاع هرم تيتى

القطاع الغربي

قطاع هرم أوناس 

القطاع الجنوبي
 

يمكن الإشارة إلى أهم آثار "سقارة" من خلال تقسيم المنطقة إلي قطاعات هي: القطاع الشمالي، والقطاع الأوسط، وقطاع هرم "تيتي"، والقطاع الغربي، وقطاع هرم "أوناس"، والقطاع الجنوبي. 

1- القطاع الشمالي : يضم مجموعة من المقابر أهمها مقبرة كاعبر "شيخ البلد"، ومقبرة "حسي رع" ثم السراديب المنقورة في باطن الأرض.

2- القطاع الأوسط: يضم مجموعة زوسر وهرم الملك أوسركاف أول ملوك الأسرة الخامسة من الدولة القديمة.

3- قطاع هرم تتى: ويتضمن هذا القطاع هرم الملك تتى Pyramid of Teti، وهرمي زوجتيه الملكة إبوت، والملكة خويت، ومجموعة من المقابر الهامة لكبار رجال الدولة، منها مقابر مرروكا، وكاجمني، وعنخ ماحور.

4- القطاع الغربي: ويضم هذا القطاع السرابيوم، ومجموعة من المقابر، أهمها مقابر: تي، وبتاح حتب، وآخت حتب، ومجمع الفلاسفة "البانثيون".

5- قطاع هرم أوناس: وهو قطاع ثري بآثاره إذ يضم هرم أوناس ومجموعته الهرمية، ومجموعة كبيرة من مقابر الدولة القديمة والدولة الحديثة وبعض مقابر من العصر المتأخر.

6- القطاع الجنوبي: وهو القطاع الذي يضم بعض أهرامات ملوك الأسرتين 5، 6 وبعض الملكات.

اكتشافات المملكة المصرية القديمة في سقارة:

وأضاف "الحصري"، انه أطلق هذا الاسم على الفترة التي أعقبت العصر العتيق في مصر، وهي ما تعرف بعصر الدولة القديمة أو المملكة المصرية القديمة أو عصر بناة الأهرامات، وهي أول وأقدم مملكة في التاريخ وتضم الأسرات من الثالثة حتي السادسة، وكان من مخلفات تلك الفترة أول بناء حجري في التاريخ وهو هرم زوسر المدرج بسقارة، وأهرامات الجيزة.

وشهد عهد الدولة القديمة تطوّراً كبيراً وسريعاً في الحضارة المصريّة، وقد أدى هذا الأمر إلى زيادة قوتها المتمثلة في الحكومة المركزيّة، في عهد الملك زوسر، أول ملوك الأسرة الثالثة للمملكة القديمة، تم نقل العاصمة الملكية لمصر إلى ممفيس، حيث أنشأ زوسر بلاطه، وبدأ عهد جديد من البناء في سقارة في عهده.

ويعود الفضل إلى المهندس المعماري إمحوتب في تطوير البناء بالحجر ومع مفهوم الشكل المعماري الجديد، وقد قام آخر ملوك الأسرة الخامسة أوناس أو ونيس بعمل نقوش داخل هرمه في سقارة والمعروفة بنصوص الأهرام، وعلى الرغم من صغر حجم هرم أوناس إلا أن له أهمية كبرى لأنه يحتوي على أول نصوص جنائزية والمعروفة باسم نصوص الأهرام، فقد نُقشت هذه النصوص على جدران حجرة الدفن كي تساعد الملك المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر.

 اكتشافات منطقة جسر المدير بسقارة

أعلن عالم الآثار المصرية الأستاذ الدكتور "زاهي حواس" أن أعمال حفائر البعثة المصرية المشتركة مع المجلس الأعلى للآثار بمنطقة جسر المدير في جبانة سقارة، قد أسفرت عن عدة اكتشافات أثرية تعود إلي عصر الأسرتين الخامسة والسادسة من الدولة القديمة، وهذه المنطقة بها جبانة ضخمة تحتوي على العديد من المقابر الهامة وهذه المقابر التي تم الكشف عنها هي:

مقبرة "خنوم جد إف": كان يعمل مفتش علي الموظفين ومشرفا على النبلاء وكاهن المجموعة الهرمية للملك أوناس آخر ملوك الأسرة الخامسة، والمقبرة ملونة وبها مناظر الحياة اليومية.

مقبرة المدعو "مري": وصاحبها يحمل ألقاب عديدة مثل كاتم الأسرار، ومساعد قائد القصر العظيم.

مقبرة المدعو "مسي": ويعتبر مسي كاهن المجموعة الهرمية للملك "بيبي الأول"، ولم يعرف اسم مسي في البداية لعدم وجود اسمه علي التماثيل التي عثر عليها، حيث عثر على 9 تماثيل من الحجر الجيري الملون تمثل رجل بجواره زوجته وكذلك تماثيل خدم وتماثيل منفردة، ولم يُعثر على أية نقوش تشير إلى اسم صاحب هذه التماثيل وبعد عدة شهور من هذا الكشف تم العثور على باب وهمي بجوار موقع التماثيل يشير إلى أن صاحبه يدعي "مسي" وأن التماثيل تعود إلى عصر الأسرة الخامسة، لذلك تؤكد أن التماثيل التسعة تخص المدعو "مسي".

مقبرة المدعو "فتك" 

ويحمل صاحب المقبرة لقب القاضي والكاتب، حيث تم العثور علي مقبرته من خلال بئر يصل عمقه حوالي 10 أمتار وبداخله مجموعة تماثيل خشبية وكذلك العثور على 3 تماثيل حجرية تمثل شخص واحد للقاضي والكاتب "فتك" وبجواره مائدة قرابين وأمامهم تابوت بداخله المومياء الخاصة به.

وأضاف الدكتور "حواس" أنه تم العثور على بئر يصل عمقه حوالي 15 مترًا، وأسفل البئر عثر على حجرة داخلها تابوت من الحجر الجيري لصاحبه "حكا شبس"، وعثر حول التابوت علي العديد من الأواني الحجرية، حيث اتضح أن هذا التابوت لم يمس وأنه مغلق تماما منذ حوالي 4300 عام، وعند فتح غطاء التابوت عثرنا على مومياء لرجل مغطاة برقائق الذهب ،وتعتبر هذه أكمل وأقدم مومياء غير ملكية يعثر عليها حتى الآن.

كما عثرت البعثة على العديد من التمائم وأدوات التجميل وتماثيل المعبود بتاح سوكر وتماثيل علي هيئة معبودات وكذلك أواني فخارية ونذريه.