في الذكرى الأولى لرحيله.. أماني ضرغام تفتح خزائن أسرار ياسر رزق| فيديو

 أماني ضرغام تفتح خزائن أسرار ياسر رزق
أماني ضرغام تفتح خزائن أسرار ياسر رزق

لطالما ظلت بيوت الأحباب صامدة بوجودهم حتى وإن رحلت أجسادهم.. فأرواحهم مصابيح تنير الجدران.. وأماكنهم تحمل من الذكريات ما يشبه الفرحة بالأعياد.. أصواتهم وضحكاتهم تدوي في ركن فتزيد من دفء ليالي يناير الباردة.

داخل أحد تجمعات مدينة القاهرة الجديدة قادتنا أقدامنا إلى منزل الكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق، لالتقاط بعض الملامح الهامة عن حياته من رفيقة عمره ودربه الكاتبة الصحفية أماني ضرغام التي استقبلتنا بابتسامة رقيقة يكمن بداخلها اشتياق كبير للحبيب وإحساس بأن من أتى إليها هم من «ريحة الحبايب».. ولما لا.. وهم من مؤسسة أخبار اليوم.. هذا المكان الذي عشقه الراحل وتعرف خلاله على شريكة حياته وأفنى فيه سنوات عمره.

البيت الكبير
في البداية أعربت الكاتبة الصحفية أماني ضرغام، عن خالص تقديرها وامتنانها لـ«البيت الكبير» مؤسسة أخبار اليوم.. مشيدة بحرص الكاتب الصحفي محمد البهنساوي، رئيس تحرير «بوابة أخبار اليوم» على إحياء الذكرى السنوية الأولى للكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق، بموضوعات مميزة.

وقالت: «أخبار اليوم كان لها وضع خاص لدى ياسر رزق.. فهو المكان الأقرب لقلبه وقلبي»، مضيفة أن الحديث عن ياسر رزق لا تكفيه جلسة واحدة وإنما يحتاج لجلسات مطولة لسرد العديد من الحكايات.. فقد كانت حياة ياسر حافلة بالعديد من المحطات البارزة.

من الإسماعيلية للقاهرة
وتابعت: كان «الأستاذ» القادم من محافظة الإسماعيلية – حيث مولده – محملا بآلاف القصص الإنسانية والتاريخية بداخله لمنطقة القناة بعد فترات غير عادية مرت بها تلك البقعة المصرية الأصيلة فخلطها بما تركه أساتذته في كلية الإعلام حتى أخرج خلطة خاصة جعلت منه واحد من أفضل المحررين العسكريين، قبل أن يتولى رئاسة القسم العسكري، ثم مندوبًا للصحيفة في رئاسة الجمهورية، حتى 2005، وهو العام الذي شهد توليه، ولأول مرة، منصب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون.

وأشارت إلى أن والد الراحل ياسر رزق، الراحل فتحي رزق كان رئيسا لتحرير مجلة القناة ولذلك ياسر كان يرى دائما في والده القدوة.. تعلم منه كيف كان يتعامل مع الأحداث آنذاك إلى أن تهجروا في حرب ٦٧ بالرغم من أنهم كانوا من آخر الأسر التي تركت الإسماعيلية نظرا لحرص والده على تواجده مع الفدائيين وهذا ماجعل الإجازات بالنسبة إلى ياسر تعنى أن يكون بجانب والده أو بمعنى أدق أن يكون في قلب مكان المعركة.. والحقيقة أن هذه المرحلة أثرت بشكل قوى على شخصية ياسر فكان دوما ما يحكى عن تلك الفترة لأولاده.

طالب الإعدادية.. «عامل فيها دكتور»

وتابعت: ولأن هذه المرحلة كانت بالنسبة لياسر مرحلة مؤثرة جدا خاصة أثناء فترة الحرب فقد كان يقوم بالإسعافات الأولية للمصابين.. «كان عامل فيها دكتور».. وكان وقتها طالبا في الإعدادية لكنه كان يملك شنطة تحتوي كافة الإسعافات الأولية ما جعل أسرته تتنبأ له بأنه سوف يصبح طبيبا فيما بعد.. وبالفعل كانت والدته ترغب في ذلك بشدة خاصة عندما كانت تراه يفعل ذلك بكل شغف مهرولا لإسعاف المصابين.. لكن ياسر فاجأ الجميع بالعكس تماما في نفس السنة العمرية .

مجلة محلية

تقول أماني ضرغام: «استطاع ياسر رزق في أولى مراحل الثانوية أن يفاجئ الجميع بإنشاء مجلة صغيرة وقام من خلالها بإجراء أول حوار صحفي مع رئيس هيئة قناة السويس بعدها صدم أسرته بدخوله شعبة «أدبي» رغبة منه في العمل بمهنة الصحافة.. استطاع اجتياز الثانوية العامة بمجموع ٨٦%.. وقتها كان مجموع كبير جعله الثاني على محافظة الإسماعيلية.. وهو ما ساعده في الالتحاق بكلية الإعلام جامعة القاهرة».

مشوار شارع الصحافة

وأضافت: «من أول يوم في كلية الإعلام كان ياسر بالتبعية متدرب في صالة التحرير بأخبار اليوم وذلك في عهد الأستاذ الكبير وجيه أبو ذكري الذي كان صديقا لوالد ياسر، بالإضافة لأحمد الجندي وصلاح دويدار وسعيد سنبل.. بدأ ياسر الرحلة حتى أصبحت صالة التحرير بالنسبة له بمثابة بيته الكبير.. عندما أصبح رئيسا لتحرير الأخبار كان حلمه وشغله الشاغل هو كيفية تطوير الصحفية وإنشاء صالة تحرير متطورة على أعلى مستوى.. وكان له العديد من الأصدقاء على مستوى جميع المجالات ومن جميع التخصصات.. وبالفعل كان يعامل كل شخص على أنه صديقه الأوحد.

حياة ياسر رزق.. الإنسان

وعن حياة ياسر رزق.. الإنسان.. تقول أماني ضرغام: «ياسر كان بارا بوالديه وأخواته.. متدين جدا وعلاقته بربنا سبحانه وتعالى قوية.. كان حريصا على أداء الحج والعمرة واستقطاع جزء من وقته لقراءة القرآن.. فقد كان له ورد خاص من سور قرآنية محببة إلى قلبه دائما ما كان يواظب على سماعها وكان حافظا لجزء كبير من القرآن.. كما كان يحب سماعه من الشيخ محمد رفعت والشيخ عبد الباسط عبد الصمد.. وكان لدى ياسر مكتبة عظيمة لهؤلاء.. كما كان مقربا للشيخ الشعراوي رحمه الله والذي عقد قراننا وكان يلتقي كثيرا بالدكتور علي جمعة وصديقة الدكتور خالد الجندي.. كما كان يمتلك القدرة على الحديث في علوم الفقه والأحاديث لأنه قارئ جيد في كل المجالات».
وعن أصدقاء الطفولة قالت: صديقه محمد سلطان كان معه منذ الطفولة وعلى «دكة» واحدة، بالإضافة إلى انه على صلة قوية بزملاء الدفعة في الكلية.


صدفة تقود للزواج
وتسرد أماني ضرغام قصة التعارف والزواج من الراحل ياسر رزق قائلة: «كنت أعمل في أخبار النجوم ثم انتقلت إلى التحقيقات بالأخبار ومعرفتي بياسر كانت أسما فقط وليس شكلا.. لم التقي به.. ولكن يوما ما كنت على موعد لإجراء تحقيق صحفي وصممت أروح بالعربية وهو كان ذاهب للمطار لاستقبال الرئيس آنذاك وعلي حسانين سكرتير التحرير قال لي ده ياسر رزق امشي جنب الحيط.. ساعتها صعبت على نفسي جدا خاصة أنني دخلت الأخبار وأنا حاصلة على جائزة مصطفى وعلي أمين عن تحقيق صحفي نشر لي في مجلة صباح الخير.. بعدها وجدت ياسر يقول لي قدامك خمس دقائق لانتظارك بالسيارة ساعتها بصيت له من فوق لتحت وقلت له أنت ياسر رزق.. راح بصلي وضحك وبالفعل ركبت معاه وبقيت انكشه طول الوقت مع إنها مش شخصيتي.

عرض الزواج

واستكملت: «في اليوم التالي فوجئت بوضع مالذ وطاب على مكتبي فسألت ايه ده أنا فطرت.. قالي لي عامل البوفيه: أستاذ ياسر هيفطر عندك.. وبالفعل اتى وظل جالسا معي لمدة 4 ساعات تناولنا فيها العديد من الموضوعات.. وأثناء الحديث جميع الزملاء في الجورنال جاءوا إلينا وكانوا في حالة استغراب شديدة لعدم وجوده في صالة التحرير والجميع عايزين يعرفوا من الذي يجلس مع ياسر كل هذه المدة وهذه ليست عادته.. بعدها سافر إلى اليابان لتلقي دورة تدريبية لمدة شهر وعند عودته صارحني بالتقدم لخطبتي.. وقتها كان بداخلي قرار بعدم الارتباط وبالفعل صارحت ياسر بذلك إلى جانب أن ياسر طول عمره كل حاجة في حياته معروفة للجميع فقد كان كتابا مفتوحا طوال الوقت وهذا الوضع كان بالنسبة لي غير مقبول وبالتالي كان لا يناسبني.. الحقيقة كنت خائفة من الخطوة وبالفعل قلت له خلينا أصدقاء وزملاء لكن بلاش جواز.. قالي طيب لكن النتيجة انه انقطع عني تماما وأصبحت لا أراه.. كان يتعمد الاختفاء عن نظري وظل على هذا الوضع  لمدة شهرين فكان بمثابة عقاب لي».


ياسر عرفات وأغنية سميرة سعيد

وأضافت: «ياسر كان لديه شقة في مدينة نصر وكانت ملتقى جميع الصحفيين في تلك الفترة.. كان يقيم معه عماد عبد الرحمن رحمة الله عليه والصديق أحمد جلال رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم الحالي.. أعطيت لعماد شريط كاسيت للمطربة سميرة سعيد وطلبت منه يضع الشريط في الكاسيت الذي لا يفارق ياسر دوما وبالفعل عماد نفذ المهمة ووضع الشريط في الكاسيت وصادف أن ياسر كان على موعد مع الرئيس الراحل ياسر عرفات في مقره بمصر الجديدة وعند مقابلته وفتح الكاسيت لإجراء الحوار اشتغلت الأغنية وكانت شوق على شوق على حبة حب.. فسأله الرئيس عرفات إيه الموضوع؟.. فقال له يظهر إن بنت بتحبني قولتها عاوز اتزوجك قالت لي لا.. لكن يظهر إنها رجعت في كلامها وحين خرج من المقابلة طلبني على التليفون قالي انتى في البيت؟.. قولت أيوة وسأل على والدي.. قالي طيب أنا جايلكم.. وبالفعل اتخطبنا وكان ٢ أكتوبر 1992 واتجوزنا ٣٠ ديسمبر مثلما حدد ياسر بالضبط.

من الصباح للمساء

واسترسلت: «يومه كان يبدأ بالاستيقاظ في الفجر للصلاة ثم العودة للنوم حتى الساعة الـ10 صباحا.. وإذا كان لديه عمل في توقيت مبكر كان يستيقظ من السادسة صباحا ويتناول فطوره داخل السيارة ثم يقوم بإجراء الاتصالات لمتابعة استعدادات العمل.. كان يحرص على متابعة الأخبار داخل وخارج البلد ويجري وراء الخبر أينما كان لا يكتفي بمصدر واحد للمعلومة.. كان يسعى لمعرفة أدق التفاصيل إلى جانب تحليله لجميع الأخبار للتأكد من صحة الخبر من أكثر من مصدر.
وأضافت: «ياسر كان أب عطوف للغاية بعيدا عن الصرامة مع أبنائه فقد كان يسير على مبدأ إقناعهم ولذلك كان كثير النقاش معهم وكان يحكي معهم تاريخه.. كان قريب جدا منهم حتى أثناء العمل يسأل عنهم و يتابعهم في كل شيء وكان يحرص دوما على المناقشة معهم».
وعن هواياته قالت: ياسر كان سباح ماهر وخاص العديد من المسابقات في السباحة بقناة السويس وهذا منذ الصغر إلى ان تزوجنا كان أيضا يحب يلعب كرة القدم.

 

زملكاوي وعضو في النادي الأهلي

وتابعت: «عند عودته إلى المنزل يجلس أمام شاشة التلفاز لمشاهدة نشرات الأخبار أو المباريات الرياضية.. كان زملكاوي وبالرغم من ذلك كان عضوا في النادي الأهلي وصديق لجميع الأهلاوية وأشهرهم الكابتن محمود الخطيب وعمرو فاروق وجميع أبناءه أهلاوية ماعدا مايان مثل والدها.. كما كان محبا لعبد الحليم حافظ وفيروز وعمرو دياب ومحمد منير.. بالإضافة إلى شغفه بالدراما الأجنبية فكان مغرما بالأفلام الأجنبية أكثر من العربية وكان دائما ما ينتظر حفل الأوسكار لمتابعة الجوائز وكان محبا أيضا للموسيقى الكلاسيكي والفيس بريسلى خاصة أثناء كتاباته.. ومن أكثر الأكلات المفضلة لديه كانت البطاطس المحشية باللحمة المفرومة».

شغف القراءة

وتابعت: «كانت لديه مكتبة مليئة بكافة أنواع المؤلفات ولدينا 3 غرف جميعها كتب في كافة التخصصات.. ولم يمر على ياسر يوما دون القراءة حتى وفاته.. وكان هناك قراء قريبين إلى قلبه على سبيل المثال كتابات نجيب محفوظ ومحمد حسنين هيكل، الذي مرت علاقته به بثلاث مراحل.. الأولى هى علاقة الأستاذ بالتلميذ ثم تطورت إلى الصداقة فكان ياسر دائم الزيارة لهيكل أسبوعيا ناهيك عن المكالمة اليومية بالرغم من اختلاف التوجهات والأفكار بينهما.. وعلى المستوى الإنساني أصبح ياسر جزءا من عائلة هيكل وكان يذهب معه للمصيف وكانت الجلسات بينهما تجمع ما بين الصحافة والسياسة والفكر والنقاش الحاد ولذلك تأثر ياسر جدا بعد وفاة هيكل».

 دقة المعلومة

واستكملت: تعلمت من ياسر في الصحافة الدقة والتأكد من صحة التفاصيل في كل كلمة وكان دوما يقول لي أنتى تكتبين للقارئ وليس لذاتك ولا بد أن يثق فيك.. فقد كان محبا لتوثيق المعلومة ودؤوب ويتحرى الصدق في كل شيء.. حقا أتمنى أن أكون مثله.

وتابعت: «على المستوى الإنساني تعلمت أن الوقت كفيل بتحقيق كل شيء ولكن بميعاد وهو أن أتلقى المشكلة بكل هدوء حتى استطيع أن أصل إلى حل وعدم التسرع في إصدار القرارات وردود الأفعال وعدم التسرع أيضا في الحكم لأنه يفسد أشياء كثيرة».

شخصية ياسر رزق الأخرى

تقول أماني ضرغام: «ياسر منذ عام 2011 أصبح شخصية أخرى مختلفة.. كان خائفا جدا على مصر وكان يرى ما يحدث من أزمات ودائما كان يجلس مع الشباب ويتحدث إليهم.. كان أول من يقتنع بحملة تمرد وقام بدعمهم وكان يقوم بطبع الاستمارات بكمية كبيرة على حسابه الخاص».

وأضافت: « خلال 2015 ذهبنا لِأداء فريضة الحج وكنت أدعى لأولادي ولنفسي في الطواف وياسر كان همه الدعاء لمصر لدرجة أنى مسكت يده وقلت له ياسر ادعى لأولادك شوية.. قال لي: «أولادى مش هيبقوا كويسين لو مصر مش كويسة».

أول لقاء مع الرئيس السيسي

وأضافت: «أول مرة يقابل ياسر فيها الرئيس السيسي رجع وهو عيونه بتلمع ومبسوط جدا.. سألته كنت فين؟.. قالي كنت في اجتماع مع قادة الدولة وشفت النهارده لواء شاب عينه كلها ذكاء وأنا متوسم فيه كل الخير.. وبالفعل تحققت نبوءته وكان ياسر يردد دائما: الخير هيكون على إيده إن شاء الله».

سنوات الخماسين

أما كتاب سنوات الخماسين.. قالت أماني ضرغام: «يوم الجمعة 27 يناير سنقيم ندوة في معرض الكتاب لإعطائه حقه من العرض.. فالكتاب يحمل دعوة ذكرها ياسر بنفسه ألا وهى أنه على كل شخص لديه شهادة على هذه المرحلة في تاريخ مصر أن يكتب ويوثق المعلومات حتى لا يتم تحريفها فيما بعد».

أما الجزء الثاني من الكتاب كان ياسر قد انتهى من كتابته وسيتم طباعته في عام ٢٠٢٤ والجزء الثالث محتمل يكون صدوره في نفس العام وهو يحتوي على مجموعة حوارات في نفس الفترة مع شخصيات هامة كانت في قلب الأحداث ولكن ٨٥% منها لم تفرغ بعد .

رحلة العلاج
وعن رحلة علاج ياسر رزق، قالت أماني ضرغام: «في عام 2018 اكتشفنا انه مريض كانسر في الرئة وعلى إثرها سافرنا إلى فرنسا وتم بالفعل  إجراء عملية لاستئصال جزء من الرئة وكانت عملية صعبة لكنها ناجحت وشفى تماما من المرض اللعين لكن المرض أثر على عضلة القلب وهذا يرجع إلى أنه كان مدخن شره وبالرغم من نصائح الأطباء بعدم التدخين إلا أنه تمادى فيه بعدها قام بإجراء عدة عمليات قسطرة بالقلب».

وتابعت: «ظل ياسر حتى اللحظات الأخيرة من حياته يؤدي عمله وأجرى لقاء تلفزيوني وعند عودته إلى المنزل أحضرت له الطعام لكنه رفض وظل يشاهد التلفزيون حتى عاد عمر وتبادل الحديث معه.. وكانت آخر كلماته: أشهد أن لا إله إلا الله.. إن إلى الله راغبون عليها نحيا وعليها نموت». 

واختتمت: «أشعر أن ياسر في مكانة عالية بإذن الله.. أشم رائحته في جميع الأركان وأشعر بروحه دائما معنا طوال الوقت وكأنه مازال على قيد الحياة.. هو معانا نسير على خطاه ولم يفارقنا يوما.. وبقوله وحشتنا».