نهار

تهميش المسرح (٢)

عبلة الروينى
عبلة الروينى

بمجرد الإشارة إلى شكوى الفرقة القومية المسرحية بقصر ثقافة الزقازيق، حول تعطيل بروفاتهم المسرحية... حتى تصاعدت أصوات المسرحيين داخل قصور الثقافة بمحافظات أخرى، وتعالت الشكوى من تهميش نشاطهم وإعاقة عملهم المسرحى، ومنع البروفات على خشبة المسرح، لإقامة حفلات (سينما الشعب) أو (سينما المسئولين) كما كتب البعض!!. يحكى أحد المخرجين، كيف تم وقف بروفة مسرحيته، وإنزال الممثلين من فوق خشبة المسرح فى التاسعة مساء، استعدادا لحفلة التاسعة فى السينما.. وفى حال عدم اكتمال الحد الأدنى لتذاكر السينما، وعدم تواجد جمهور للحفل... يسمحون لممثلى المسرح بالعودة واستكمال بروفاتهم!!.... وفى قصور ثقافة أخرى، تمنع البروفة المسرحية على المسرح أساسا، حفاظا على نظافة المسرح وتجهيزاته، من أجل حفلات السينما!!... ويكتب أحد الممثلين (المسرح دائما مشغول بمواعيد حفلات السينما، التى لا يتجاوز عدد الحضور فيها ١٠ أفراد يوميا، إذا أكملوهم)!!. عشرات الوقائع والشكاوى للمسرحيين فى قصورالثقافة بالمحافظات المختلفة، تؤكد نفس الشعور بالمهانة والاستهانة بالمسرح!!... ولمزيد من الشعور بالمهانة، لا يفضل فنانو المسرح، تصعيد المشكلة، بشكل رسمى، خوفا من العقاب ومنعهم فعليا (كما أشاروا جميعا) ليس فقط المنع من إقامة البروفات، لكن من تقديم العرض المسرحى أصلا!!... يكتب أحد المخرجين (وكأن موضوع سينما الشعب جه نجدة وحجة للموظفين بقصر الثقافة لتعطيل النشاط المسرحى)!!
يحتاج الأمر بالتأكيد، إلى مراجعة مشروع (سينما الشعب) وتأثيره السلبى على نشاط قصر الثقافة فى كل محافظة... ماذا أضاف مشروع السينما (التجارى).. ولماذا يسمح له بالتغول على المسرح والمسرحيين، إلى حد وصفه (بالاحتلال السينمائى)!!