المحصول الاستراتيجي بقنا.. «إيد شقيانة» تنتج العسل والسكر من القصب| صور

زراعة القصب
زراعة القصب

يعتبر قصب السكر من أبرز المحاصيل ، وأشهرها التى تتميز بها قنا، حيث يستخدم فى تصنيع السكر ، والعسل الأسود الذى تشتهر به مدينة نجع حمادي ، حيث يطلق عليها "بلاد العسل الأسود " ، كما تعتبر قنا، هي الأولى من بين المحافظات التي تنتج السكر ، بإجمالي 300 طن سكر سنويا.

اقرأ أيضا | «وكيل تعليم الغربية» يتابع سير امتحانات الفصل الدراسي الأول للشهادة الإعدادية 

ورصدت بوابة أخبار اليوم، أهمية زراعة قصب السكر ليس لمجرد انتاجه لـ "السكر" ، "والعسل الأسود" فقط ، بل ان مخلفات صناعة السكر من القصب تستخدم فى صناعة الكحول ، والخل ، والعطور ، والأوراق ، والخشب الحبيبى بالاضافة الى خميرة البيرة ، كما أن المخلفات الناتجة عن زراعة القصب مثل القالوح تستخدم فى تغذية المواشى ، وعند الوصول الى موسم الحصاد فان "القش" الناتج من الزراعة عند حرقه يزيد من خصوبة الأرض .

وفي هذا السياق قال صبرى حمادة " مهندس زراعى " إن  ميعاد زراعة القصب يبدأ فى شهرى فبراير ، ومارس ، وأوائل ابريل ، وميعاد حصاده يبدأ فى شهر يناير ، وحتى منتصف ابريل ،وفى البداية لا بد من تجهيز الأرض للزراعة تجهيزا جيدا بداية من عملية الحرث السطحى للأرض التى تتم بعد عملية كسر الخلفة الأخيرة للقصب ، وتخليص الأرض من بقايا الجذورالسابقة للقصب ، والذى يطلق عليها " الكعروب" ، وبعدها تتم عملية الحرث العميق للأرض الذى يساعد جذور القصب فى مرحلة النمو ، ثم تتم عملية تكسير القلاقيل عن طريق محراث الماشية أو الجرار الزراعى للوصول الى مرحلة تخطيط الأرض للزراعة ، مرورا بمرحلة التقسيم والتحويض من أجل حصول الأرض على القدر الكافى من المياة ، والعزيق ، وأيضا الحصاد ، وكل ذلك يجعل الأرض مهيئة للزراعة مما يساعد فى انتاج محصول قصب مميز . 

ويحتاج القصب الى عناية تامة من المزارعين سواء فى تجهيز الأرض للزراعة ، وعدد مرات الرى ، والحرث ، والعزق ، والتسميد من أجل الوصول الى منتج قوى ، ولكى يتمكن المزارع من الحصول على عائد مالى نظير خدمته الشاقة طوال العام فى الأرض.

وعن طريقة زراعة القصب قال عيسى محمد عبدالرازق "مرشد زراعى " إن زراعة القصب تتم بوضع عقل التقاوى فى بطن الخط المستقيم بحيث تكون متداخلة ، ويفضل أن تكون "بكر أو خلفة أولى على الأكثر" ثم تقطع عقل التقاوى بآلات حادة بحيث تحتوى على 3-4عيون أو براعم ، ثم يتم تغطيتها بالتراب مع مراعاة ألا يزيد سمك الغطاء عن 5سم لظهور النبات فى أقرب وقت ممكن . 

وأوضح صفوت كامل " مشرف زراعى " أن القصب بعد زراعته يحتاج الى ثلاث عزقات للتخلص من الحشائش لكى يساعد فى تهوية التربة ، وامتصاص المياة ، والأسمدة تبدأ العزقة الأولى بعد حوالى شهر أو شهر ونصف من عملية الزراعة ، والعزقة الثانية بعد حوالى شهر من العزقة الأولى ، والعزقة الثالثة تجرى بعد شهر من العزقة الثانية لكى تصل النباتات الى مرحلة النمو المفضل لها . 

وقال كمال عثمان " مرشد زراعى " إن عملية رى القصب لابد وأن تتناسب مع نوعية التربة فالأراضى جيدة التربة يوصى بأن تكون عدد مرات الرى ثلاث مرات شهريا ، أما الأراضى الثقيلة الطينة فان عدد مرات الرى تكون مرتين شهريا مع مراعاة عدم اجراء الرى أثناء هبوب الرياح ، ويلزم تربيط القصب بعد وصوله الى مرحلة النمو ، ويتم ايقاف الرى قبل الكسر بحوالى شهر تقريبا .

 وعن عملية التسميد قال محمود حمادة "مشرف زراعى " إن عملية التسميد ضرورية بالنسبة للأرض حيث تمكن النباتات من النمو مع زيادة لانتاج محصول القصب وأن مرحلة التسميد تتم على دفعتين متساويتين بعد العزقة الأولى والثانية ، وأن الفدان الواحد يستلزم من "10-13 شوال من الأسمدة"  ، وبعد وصول القصب الى مرحلة النمو يتم تربيطه لمنع أضرار الرقاد الذى يؤدى الى نقص نسبة السكر ، وضعف نشاط الأوراق ، ثم تأتى بعد ذلك مرحلة الحصاد أو "الكسر" ويستخدم فى هذه المرحلة آلات حادة ، ويراعى أن تتم مرحلة توريد القصب بعد كسره فى أسرع وقت ممكن للحفاظ على جودة انتاج القصب . 

وأشار سعد أحمد محمد "مدير جمعية زراعية سابق" ألى اأننا نقوم بكل جهدنا فى عملية القضاء على الأمراض ، والآفات التى تصيب قصب السكر من خلال توفير المبيدات اللازمة لمكافحة المرض مع عملية الاشراف المستمر على الأراضى من بداية زراعة القصب وحتى حصاده ، وأن الأمراض التى تصيب محصول القصب تتمثل فى الأمراض البيكترية ، والفيروسية والفطرية ، وخاصة بعد انتشارمرض الحشرة القشرية فى المواسم السابقة مع مراعاة القضاء على الحشائش  التى تضعف من انتاج محصول القصب .  

ويعتبر " العسل الأسود" من أهم منتجات القصب التى تشتهر بها مدينة نجع حمادى ، والذى يستخدم فى علاج فقر الدم ، بعض أمراض الصدر ، ويعتبر "العسل الأسود" خيرغذاء فى الشتاء لأنه يمنح الجسم طاقة حرارية كبيرة ، كما يحتوى "العسل الأسود"على مجموعة من الفيتامينات التى تساعد فى علاج الأرق ، والضعف عند الانسان .

وتشتهر نجع حمادى بوجود "العصارات" المنتجة للعسل الأسود ويقول عاطف احمد رسلان "صاحب عصارة" إن القصب يقوم بتوريده المزارعين الى " العصارة " بداية من يناير وحتى منتصف ابريل لنبدأ عملية انتاج العسل الأسود بداية من مرحلة العصير حيث نقوم بوضع القصب فى ماكينات مخصصة لذلك لانتاج عصير القصب "الخام" ثم نقوم بوضعه فى أوانى نحاسية أو فخارية من أجل طهيه فى درجة غليان مرتفعة لمدة معينة للحصول على منتج العسل الأسود ، وبعد ذلك نضعه فى أوانى مخصصة لذلك ، تتكون من الفخار أو الصاج ، وبيعه بعد ذلك الى تجار"العسل الأسود".

أما مراحل صناعة السكر،  تبدأ من جني المحصول من الأرض عن طريق حصاد القصب، ثم تنظيقه من القش والقالوح، ثم حمله على الجمال لنقله من الأرض إلى خارجها، ثم شحنه في قاطرات القصب وتقطيعه بالسيف ونقله عبر خطوط الديكوفيل إلى مصانع السكر أو عن طريق الجرارات الزراعية، ثم يتم التفريغ والعصر والمعالجة الكيميائية والحرارية والترويق وفصل الرواسب والتبخير والطبخ والبلورة وفصل السكر والتجفيف والتعبئة.