الواقع فى أروع صوره

أيمن فاروق
أيمن فاروق

..الصورة لا تكذب ولا تتجمل، لكنها انعكاس كلي لواقع ملموس، كما أننا لا نجامل ولا نهول، فمراكز الإصلاح والتأهيل الجديدة، هي المعنى الشامل لحقوق الإنسان، كما أنها جزءا من كل وضعت حجر أساسه الدولة المصرية تحت إشراف القيادة السياسية، ضمن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، لأجل تطبيق فلسفة عقابية حديثة، بمعايير دولية، كما أنها تتماشى مع التوجهات العامة للدولة نحو إعلاء قيم حقوق الإنسان في المجتمع، فحينما ترى صورة لنزيل داخل مركز إصلاح وتأهيل بدر أو وادي النطرون أو برج العرب أو غير ذلك، وهو يعمل داخل ورشة النجارة ويتقن تلك الحرفة، بل يقر أنه يعمل نظير أجر ينفق منه أو يعول به أسرته، وآخر داخل مكتبة مركز الإصلاح والتأهيل، يدرس ربما لأنه يقوم بإعداد رسالة ماجستير أو دكتوراة أو نزلاء في مكاتب محو الأمية، هنا عليك أن تفخر بما أنجزته وزارة الداخلية متمثلة في قطاع الحماية المجتمعية، لأجل تأهيل النزلاء.
المنظومة الجديدة لمراكز الإصلاح والتأهيل، جاءت لكي تكون على المستوى والقدر الراقي لإعادة تأهيل النزلاء للإندماج مرة أخرى بالشكل الإيجابي في المجتمع، ليس هذا فحسب لكن الاهتمام الطبي داخل السجون أصبح على قدر كبير من التطور، حيث يوجد داخل كل مركز إصلاح وتأهيل مستشفى يحتوى على غرف عمليات وأماكن رعاية وأجهزة حديثة لعلاج القلب والرئة والأسنان والمعدة وكافة التخصصات، إضافة إلى الرعاية النفسية، وأيضا توجد مراكز لإعداد النزلاء للحرف اليدوية.
الأمر داخل قطاع الحماية المجتمعية وتحديدا مراكز الإصلاح والتأهيل، أصبح مختلفًا عما مضى، فالمرأة أيضا لم يتم نسيان حقوقها، بل تم عمل مركز خاص للنساء فيه جميع الخدمات وحضانة للأطفال، بهدف تمكين النزيلة الحاضنة من الاحتفاظ بطفلها الرضيع طوال فترة الرضاعة، كما إن المركز مجهز بمستشفى مركزي لعلاج النزلاء يضم فريقًا من الاستشاريين والأطباء الحاصلين على أعلى تدريب، ليس هذا فحسب، ولكن مراكز الإصلاح راعت أن تكون مجهزة بأعلى أجهزة وتقنيات، ففي مركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون على سبيل المثال تم تجهيزه بـ300 سرير و4 غرف عمليات تشمل كافة التخصصات، و28 سرير رعاية مركزة وغرف عزل طبي وطوارئ غير الخدمات الطبية وصيدلية مركزية، وقسم لمعامل التحاليل والأشعة وبنك الدم ووحدة الغسيل الكلوى تضم 16 ماكينة غسيل، و4 حضانات وعيادات متخصصة، ومراكز مشورة لمرضى الإيدز وغيرها، لهذا عندما نقول أن مراكز الإصلاح والتأهيل ليست مجرد مكان للاحتجاز ولكنها صرح كبير للتدريب والتأهيل والتطوير يهدف إلى خدمة النزيل وتطويره للأفضل حتى يخرج للمجتمع شخصًا آخر أكثر إيجابية وبناء وصالح للانخراط في المجتمع.
فمراكز الإصلاح والتأهيل تضم أيضا، مجمعًا للمحاكم، تضم قاعات لجلسات المحاكمة، بسعة عالية، يتم عقد الجلسات بها علانية لمحاكمة النزلاء وتحقيق المناخ الآمن لمحاكمة عادلة، وذلك يوفر عناء الانتقال للمحاكم المختلفة، وحتى تكتمل المنظومة إدارة الرعاية اللاحقة، تستمر متابعتها للنزيل وأسرته حتى بعد انتهاء مدة العقوبة، بل وتشمل الاهتمام بأسرته أيضا.
لهذا عندما نقول إن مراكز الإصلاح والتأهيل هي المعنى الشامل والحقيقي لحقوق الإنسان فإننا لا نكذب ولا ندعي، لكنها الحقيقة  في أزهى صورها.. وبمناسبة عيد الشرطة الـ71 نقول لكل ضباط وأفراد ورجال الشرطة.. كل عام وأنتم بخير وسعادة.
حفظ الله مصر شعبا وجيشا وشرطة.