مجمع الخالدين يوضِّح الفرق بين التعريب والترجمة

أ.د.محمد حماد عضو المجمع اللغوي
أ.د.محمد حماد عضو المجمع اللغوي

في إطار مسئوليته عن حماية اللغة العربية، وتوضيح المعاني المختلفة ، أصدر مجمع اللغة العربية بيانا يوضح فيه الفرق بين التعريب والترجمة، مؤكدا أن «الترجمة» يراد منها إيجاد لفظ عربي محض يدل على ما يدل عليه اللفظ الأجنبي المترجم، مثل ترجمة كلمة «راديو» بلفظ «مذياع» وترجمة لفظ «تليفون» بلفظ «هاتف» ولفظ «تليغراف» بلفظ برقية، وغير هذا كثير جدًّا مما سعى العرب المحدثون، وخصوصًا رجال المجامع اللغوية إلى ترجمته بإيجاد مقابلات عربية بالاشتقاق، أو بالتوسع المجازي؛ لمواجهة آلاف الكلمات الواردة علينا بقوة وضراوة شاملة جميع مناحي حياتنا. 
وأكد مجمع اللغة العربية أن لفظ «التعريب»: يراد منه نقل اللفظ الأجنبي بمادته ومعناه إلى اللغة العربية، واستعماله ضمن مفرداتها ومعجمها سواء كان النقل للفظ الأجنبي بتمامه ومعناه، وهو ما يُسمَّى «الدخيل» أم كان النقل للفظ بعد إدخال تحويرات صوتية، وتعديلات صرفية تجعل اللفظ المنقول موافقًا لبعض أبنية العربية، وهو ما يُسمَّى «المعرب». وهذا ما أوضحه عضو المجمع الراحل الدكتور محمد حماد.

وقد ساق مجمع اللغة العربية بعض الأمثلة الشارحة والموضحة على النحو التالي:
استعملت اللغة العربية "المعرب" و"الدخيل" من قديم الزمان، حتى من قبل الميلاد، والعصر الجاهلي؛ مثل (تلميث) معرب (بطليموس)، و(حتحور) معرب (هاتور) و(نيلم) معرب (النيل)، وقد ورد في الشعر الجاهلي كثير من الألفاظ المعربة والدخيلة، وزاد اللجوء إلى استعمالهما بعد ظهور الإسلام، واختلاط العرب بالأمم الأخرى، وازدهار الحضارة، وخصوصًا العصر العباسي، ثم استمر الاستعمال حتى العصر الحديث.

ولو تصفحنا المعجم الوسيط عثرنا على كثير من الألفاظ الدخيلة، منها: (الأرمادا) و(الألماس)، و(الألمنيم) و(الأناناس) و(بسكويت)، وغير ذلك.
كما نستطيع العثور على الكثير من الألفاظ المعربة، ومنها: (الأرجوان)، و(الإستار)، و(الاستبرق) و(الإفريز)، وغير ذلك.

ويلاحظ أن الألفاظ المعربة تتخذ أبنية عربية، مثل (الأرجوان) الموافقة لكلمة (الأقحوان)، و(الاستبرق) بوزن (استفعل) وهكذا.

كما يلاحظ أن الألفاظ الدخيلة قد تسلك المسلك نفسه مثل (بنك) و(شيك) و(رنجة)...

وقد يشترك اللفظ الدخيل مع اللفظ الأصيل في الصوت والبنية؛ فينشأ ما يُسمَّى "المشترك اللفظي"، مثل لفظ (الشيش) بمعنى: التمر الذي لا يعقد نوى، وبمعنى: نوع من السيوف غير المرهفة يُلعب بها، ويُتمرس في المبارزة، وبمعنى: الزجاج، وبمعنى: الشباك من الخشب يحجب الشمس، ويُدْخل الهواء.

وهذا اللفظ (شيش) جمع بين الأصالة، في معناه الأول، والدخيل في معناه الثاني والثالث والرابع كذلك.

كما أن المعنى الرابع مجاز بالنقل من المعنى الثالث، وقد تشتق العامية من اللفظ الدخيل أو المعرب، مثل اشتقاق الفعل (شيَّش) من لفظ (الشيشة)".