مدير مكتبة الإسكندرية: عالم الرقمنة أصبح يفرض نفسه بقوة داخل المؤسسات الثقافية

الدكتور أحمد عبدالله زايد
الدكتور أحمد عبدالله زايد

 قال الدكتور أحمد عبدالله زايد، رئيس مكتبة الإسكندرية، أن عالم الرقمنة أصبح يفرض نفسه بقوة داخل مختلف المؤسسات الثقافية، مضيفًا أنه لابد من العمل أيضًا بالتوازي لحفظ الهوية من التفكك في ظل تحديات العالم الرقمي.

جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها الأرشيف والمكتبة الوطنية بدولة الإمارات، اليوم الإثنين 23 يناير، بأحدي فنادق القاهرة، تحت عنوان: "التراث والهوية العربية في عصر الرقمنة.. الفرص والتحديات"، بحضور نخبة من قادة الفكر والثقافة بمصر والإمارات، وذلك في إطار استعداده للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

وأضاف رئيس مكتبة الإسكندرية، أنه من المطلوب التمسك بالرقمنة والتراث على حد سواء، مشيرًا إلى أن المكتبة لديها مشروع لتوثيق التراث الطبيعي والثقافي و اللامادي، بجانب وجود بيت خبرة لترميم المخطوطات بحجم 6000 مخطوط بخط اليد، و 120 ألف مخطوط مصور، بالإضافة إلى عدد كبير من الكتب النادرة.

وذكر "زايد"، أن مكتبة الإسكندرية تقوم بحفظ التراث على اختلاف أنواعه سواء الإسلامي أو القبطي، مشيرًا إلى أن المكتبة لديها 2 مليون مصدر مرقمن سواء في شكل مجلة أو صحيفة أو كتاب وغيرها.

وتابع: "لابد أن نبحث في أهمية تمكين الشباب من الوصول إلى تراثنا والتمسك به، فالهوية الرقمية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من شخصية العصر، الذي أصيب بتشوهات في مختلف نواحي الثقافة التي تحتاج إلى سياسات لحمايتها في إطار الإيمان بالتعددية الإنسانية".


وأضاف "المر"، أن المجتمعات العربية أصبحت تواجه تحديات عديدة من أجل الاستجابة بشكل عصري في ظل عالم مفتوح تتشابك فيه الهويات الثقافية، مشيرًا إلى أن التطور الإلكتروني أصبح يؤثر على حياتنا اليومية، ويضع على كاهل المتاحف والمكتبات ومختلف المؤسسات الثقافية العربية،  أعباء جديدة للتحول من مجرد مراكز للمعرفة إلى فضاء ثقافي واسع يعتمد على الرقمنة في الإتاحة الثقافية، بجانب تقديم الكتاب الصوتي والرقمي لمواكبة تطورات العصر.

وذكر أن هناك تحديات تواجه الأمة العربية بعد أن واجهت دول عربية ثقافية مركزية كبرى حروب أهلية خلال الفترة الماضية بما أثر على متاحفها وآثارها ومكتباتها التي تواجه مشكلات مالية وإدارية وغيرها، مضيفًا أن مصر والخليج يتحملان الآن مسؤولية الإتاحة الرقمية العصرية للتراث، ومشيرًا إلى الحاجة إلى "جامعة عربية ثقافية" تستطيع أن تقوم بأدوار موسعة لحفظ التراث العربي وإتاحته رقميًا.

وتعد هذه الندوة من أبرز الفعاليات والنشاطات الثلاثين التى ينظمها الأرشيف والمكتبة الوطنية بالتزامن مع مشاركته بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، والتى يديرها الإعلامى محمد مصطفى شردي، ويشارك فيها نخبة من أبرز رموز وقيادات الفكر والثقافة بمصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، فى مقدمتهم: محمد أحمد المر نائب رئيس مجلس إدارة الأرشيف والمكتبة الوطنية، و عبد الله ماجد آل على مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، والدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، بالإضافة إلى السفيرة مريم الكعبي سفيرة دولة الإمارات بمصر والدكتورة نيفين موسى مستشار وزيرة الثقافة المصرية، والدكتور أحمد عبد الله زايد رئيس مكتبة الإسكندرية.