صدى الصوت

الإخوان «المولولون»!

عمرو الديب
عمرو الديب

ماذا يريد هؤلاء النابحون ليلا ونهارا وماغرضهم من هذه «الولولة» المزعجة التى تحاول أن تصبغ أيامنا بسواد قاتم، وظلام دائم، أتهدف أبواق إخوان الشيطان إلى توقفنا عن المسير فى منتصف الطريق، أم ترمى إلى هدف آخر، وهو الرجوع إلى الوراء آلاف الخطوات، والعودة إلى المربع صفر الذى أوقعتنا فيه تجربة قادتهم الحواة المريرة الفاشلة فى الحكم، هل إلى هذا يطمحون؟، لذا يحيلون ليالينا إلى جحيم من الصرخات المزعجة، و«الولولات» البغيضة، واللطم الصاخب على الخدود، وشق الجيوب، إنهم -ومن ورائهم سادتهم المخططون- يبغونها حطاما، ومن أجل ذلك يصطنعون زلزالا، ويفتعلون إعصارا، حتى تسقط مصر، وتتهاوى مؤسساتها، ويتوقف صعودها، وتتقهقر قفزاتها، ألم تحرز تلك الطفرات الهائلة فى السنوات المزهرة؟، ألم تسجل القفزات فى شتى المجالات؟، ألم تقطع أشواطا بعيدة على طريق نهضتها الشاملة، وتحقيق حلمها، لذا تحتم أن نطلق عليها كلابنا النابحة.. هكذا تكلم السادة الجشعون الذين أدمنوا امتصاص دماء الشعوب، وهكذا انطلق الكلاب يصيحون ويملأون الآفاق ضجيجا وتحريضا وتضليلا، وقد خطط لهم أسيادهم أن يتوجهوا إلى فرائسهم المختارة، من ملايين البسطاء الطيبين الذين حرموا طويلا من الخدمة الثقافية الحقيقية التى تملأ فراغهم، وتثرى وجدانهم وتؤنس لياليهم، بعدما لفظهم التعليم، سواء من مستهل حياتهم، أم بعد خروج بعضهم من رحلة الدراسة بلا حصاد لتردى الخدمة التعليمية على مدى عقود متراكمة، والنتيجة متقاربة.. أذهان ساذجة، وعقول مسطحة، ونفوس يسهل استهواؤها باللعب على العواطف الدينية، والعزف على أوتار الأحلام المجهضة، والآمال الضائعة، وفى هذا المشهد تصير الحاجة إلى خدمات ثقافية تحاول إنقاذ مايمكن إنقاذه، وتسعى -بصدق- إلى تخليص تلك الفرائس من ملايين البسطاء الطيبين.. سليمى النية.. أنقياء الطوية من براثن عصابة إخوان الشيطان المولولين، وأشباههم من تجار الدين، وسائر المغرضين المحرضين، ومع احتدام الرغبة الشريرة فى تعطيل المسير، وتشويه المصير، تصبح الحاجة إلى غيث الثقافة أمرا حيويا، وليس ترفا «مخمليا»، ولهذا أقول واثقا أن المتطفلين على مؤسساتنا الثقافية القومية من أهل «السبوبة» الذين يستنزفون ميزانياتها ستلفظهم روح الجمهورية الجديدة التى تصدى قائدها وزعيمها وملهمها إلى ممارسات الانتهازيين والعابثين والطامعين الذين أرهقوا أيامنا وأزعجوا واقعنا طويلا.