«تحقق النيابة فيها».. واقعة غريبة داخل مدرسة إبتدائي

الطفلة الضحية
الطفلة الضحية

آمال فؤاد

 واقعة غريبة، تحقق فيها نيابة الأميرية الآن؛ الواقعة وكما جاء في محضر الشرطة أن مدرس ابتدائي دخل الفصل يحمل في يد «كاتيل» به ماء وفي اليد الأخرى يحمل كوبًا فارغًا وسط اندهاش التلاميذ داخل الفصل، وهم يتابعون ما الذي سوف يفعله مدرسهم؛ الكاتيل به ماء يغلي والكوب الفارغ يضع فيه الشاي والسكر، جلس على كرسيه وبدلا من أن يشرح الدرس للتلاميذ الذين انتبهوا له يفرغ الماء الساخن لمليء الكوب، لكن لم تتوقف المهزلة عند هذا الحد، بل توالت بعدها الأحداث مثيرة ودامية وصادمة..؛

كانت ضحيتها طفلة صغيرة لا يتخطى عمرها «السابعة» فجأة سقطت غلاية المياه المغلية على جسد الصغيرة داخل الفصل بالمدرسة، مما تسبب في إصابتها بحروق عميقة من الدرجة الثالثة، ساد الذعر بين التلاميذ، علا صراخ البنات، الطفلة حنين سقطت على الأرض تصرخ من شدة الأم؛ فقد طالت المياه المغلية قدمها، وهنا يثار السؤال: «كيف حدث ذلك؟ وما هي كواليس الواقعة وأقوال الام والطفلة المصابة؟!، وماذا قال المدرس المتهم أمام النيابة؟!،السطور التالية تحكي التفاصيل.

البداية عندما أتت لدينا طفلة صغيرة، تمشي الهوينا، وكأنها مجبرة على هذه الخطوات، بدت في حالة إعياء شديدة، تأخذ بيديها والدتها وتساعدها على الحركة، تلتقط أنفاسها بصعوبة، تبحث بعينيها علي أقرب مقعد تصل اليه، وجه الأم يعتليه الحزن، استقبلتها وعيني على الطفلة التي جلست أمامي، سألتها وأنا أربت على كتفها، اسمك يا حبيبتي؟، اجابتني قائلة: «لا اريد أن اذهب الى المدرسة مرة ثانية» «أنا خلاص كرهت المدرسة»، ليه حصل معاكي أيه»؟، وبدأت الدموع تنهمر من عينيها وعلى دموعها بكت والدتها قائلة: «حنين المدرس حرق رجليها»!، بلا شك كلام الأم لا يزال يحتاج الى توضيح، وهذا هو المقصد وما نسعى اليه.

بلاغ  إلى النجدة
بداية هذه الواقعة كانت بتلقي شرطة النجدة بلاغا وإخطارًا من مستشفى «الحلمية» بالاميرية، بوصول طفلة عمرها 7 سنوات إلى قسم الطوارئ بالمستشفى على يد والديها مصابة بحروق وتشوهات بالجسد والفخد والساق نتيجة سقوط ماء مغلي عليها، وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى المستشفى محل البلاغ وكشفت المعاينة عن وجود طفلة تدعى «حنين  حسانين» في حالة إعياء شديد تصرخ من الألم والاوجاع بسبب الحروق التي لحقت بها، وبسؤال والد الطفلة «المصابة « عن المتسبب في إلحاق الضرر بطفلتها ردت الأم قائلة؛ إن ابنتها تلميذة بالصف الثاني الابتدائي وأثناء تواجدها داخل الفصل بالمدرسة كان أحد المدرسين يقوم بإعداد وعمل كوب من الشاي، وكان يحمل في يده «كاتل» مياه تغلي، وفجأة سقطت المياه المغلية على ابنتها، مما تسبب في إصابتها وتعرضها إلى صدمة قوية وحالة نفسية سيئة؛ حيث قامت إحدى المدرسات  بإخطار والدتها؛ بأن الطفلة حنين «تعبانه شويه» نتيجة سكب ماء ساخن عليها، واسرعت الأم الى المدرسة ينتابها الفزع على نجلتها، وجدتها على هذه الحالة الموصوفة بمحضر الشرطة، وكانت الصغيرة تصرخ من شدة الألم، سألت الأم عن المتسبب في إيذاء طفلتها بهذه الدرجة المخيفة، لم يستطع المدرسون انكار ما حدث وأخبروا الأم بالحقيقة، وعلى الفور توجهت بها الأم الى المستشفى لإسعافها، وبدورها أبلغت إدارة المستشفى الشرطة، وتم ضبط المدرس وتحرر محضر بالواقعة يحمل رقم 5788جنح قسم شرطة الاميرية، وأمرت النيابة بتقرير طبي حول حالة الطفلة.
السؤال الأهم: ماذا روت الطفلة حنين وهي المجني عليها؟!
قالت الصغيرة: أثناء جلوسها في التختة المخصصة لها، فوجئت بأحد المدرسين يضع «الكاتل» على الديسك لعمل كوب شاي، وانها كانت تتحدث مع زميلتها وفجأة وجدت الكاتل يسقط عليها «ولم تشعر بعد ذلك بنفسها من شدة الألم.

«بنتك تعبانه»!
وقالت والدة الطفلة المصابة راندا. ف: «انها أم لطفلتين حيث تعيش بهما بمفردها وهي من تعولهما وتسهر على تربيتهما، ولن تتخلى عن حق ابنتها وليس لديها القدرة على علاجها، فهي شبه منفصلة  عن زوجها.
وتقول: إن الحكاية بدأت في هذا اليوم المشؤوم عندما انتابها شعور غريب على غير عادتها، كان قلبها مقبوضا وكأنه يخبرها بأن مكروها ينتظرها، لم تتوقع أن هذا المكروه يلحق بصغيرتها، وكعادتها  كل يوم عقب تناول طفلتها الإفطار توجهت بها الى المدرسة واطمأنت عندما استلمتها إحدى المدرسات بمدرسة «على مبارك بالاميرية» ورافقت المدرسة حنين الى الفصل واجلستها في المقعد المخصص لها، وعادت الأم مرة ثانية إلى منزلها، هي لا تزال تشعر بأن هناك خوفا يملأ صدرها من شيء لا تعلمه؛ لذا اتصلت بالمدرسة للاطمئنان على طفلتها وأنها تجلس مكانها، ولكن أخبرتها المدرسة أن المدرسة المسئولة عن الفصل غيرت مكانها لرغبة حنين في الجلوس بجوار صديقتها بالصف الأول، وشكرت المدرسة وأكدت لها بأن حنين مبسوطة بجوار صديقتها، وانشغلت الأم بمهامها المنزلية وفي تمام الساعة العاشرة والنصف تقريبا فؤجئت وعلى غير المعتاد باتصال هاتفي من إحدى المدرسات وهي في نفس الوقت مسئولة الامن بالمدرسة، الاتصال اربك الام، طلبت منها المدرسة الحضور إلى المدرسة على الفور قائلة: «تعالي  بسرعة علشان بنتك حنين تعبانه شوية»، وعقب المكالمة أصيبت الام بحالة صمت للحظات

جن جنونها هرولت مسرعة الى المدرسة وقلبها يرتجف وعقلها يصور لها الكثير من التخيلات  والسيناريوهات المفزعة، وأن طفلتها أصابها مكروه شديد وهم لا يبلغونها بالحقيقة المؤلمة.
وصلت الأم إلى المدرسة، وتصادف في هذه اللحظة أن ابنتها يحملها المدرسون ويتوجهون بها إلى الصيدلية المجاورة للمدرسة، اسرعت الأم نحوها والطفلة تصرخ»إلحقيني ياماما المدرس وقعّ الميه المغليه عليّ»، والدموع تنهمر من عيني طفلتها، رفض الصيدلي استقبالها وطلب من الجميع التوجه بها إلى المستشفى فورا، فهي حروق شديدة تستتبع تدخل الطبيب فورًا، وهذا ما حدث بالفعل، بعدها حررت الأم محضر اثبات حالة ضد المدرس، وأضافت أن طفلتها أخبرتها أن المدرس دخل الفصل حاملا الكاتيل وكوب به الشاي والسكر، ووضع غلاية المياه على «الديسك» المقعد التي تجلس عليه حنين وصديقتها وعندما اتى ليسكب الماء داخل الكوب الفارغ، سقطت المياه على نجلتها وتسبب في تشويه جسدها وساقها وذكرت انها تشعر بالتعاسة وقلة الحيلة وهي تنظر الى جسد طفلتها مصابة بإصابات بالغة على يد مدرس، اتى بتصرف غريب بدلا من أن يتفرغ لشرح الدرس للتلاميذ، تفرغ لإعداد الشاي داخل الحصة.

تقرير طبي
التقرير الطبي اثبت؛ أن الطفلة المصابة ترددت على استقبال مركز الحروق والتكميل «مركز الحروق والتكميل بمستشفى ق،م»  بالحلمية للعظام والتكميل وهي تعاني من حروق سطحية وعميقة بنسبة 60%بالفخذ الأيمن والساق الأيمن واصابتها تتطلب إجراء عملية تنظيف وترقيع جلدي بمبلغ 3000 جنيه،   وأضاف التقرير؛ ان الواقعة حدثت  في منتصف شهر نوفمبر، وانها تنازلت عن البلاغ ضد المدرس المتسبب في الواقعة عقب أقواله أمام النيابة أنه لم يقصد إلحاق  الأذى بالطفلة المصابة وأنها مثل ابنته وأن الكاتل كان به ماء ساحن وسقط عليها دون قصد، وانه يتعهد بمصروفات علاجها بإحدى المستشفيات بالاميرية، حيث توجه معهم المدرس الى المستشفى في بداية العلاج، ولكنه بعد عدة جلسات توقف عن علاجها، حاولت الأم الاتصال به مرات ومرات، لكنه اغلق تليفونه، وبدورها اتصلت الأم بالمدرسين شهود الواقعة للسؤال عليه لمعرفة لماذا لم يرد عليها؛ فتوجهت الأم الى النيابة مرة أخرى وقدمت تظلما في واقعة نجلتها، وهنا قالت الأم؛ انه تم قبول التظلم، وتم قتح باب التحقيق من جديد، فعندما تنازلت عن البلاغ في بداية الأمر بعد تعهد المدرس في تحقيق النيابة بتحمله كافة تكاليف العلاج لكنه أخل بهذا الاتفاق وتنصل منه، وفي النهاية تستغيث الأم بوزير الصحة علاج ابنتها على نفقة الدولة قبل أن يصاب جسدها بتشوه لن يمحوه الزمن.
ولا تزال التحقيقات مستمرة، ولأننا لسنا طرفًا في الواقعة نؤكد أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وأن القضاء وحده منه خلال الحكم الذي سوف يصدره سوف يكون هذا الحكم هو عنوان الحقيقة.

أقرأ أيضأ : «طعنة زوج الأم» تكتب نهاية شاب بالجيزة