فاجـنر.. «الذراع الشـرسة» للقيصــر

يفجينى بريجوزين قائد قوات فاجنر
يفجينى بريجوزين قائد قوات فاجنر

فى وقت تحتدم فيه المعارك على الساحة الأوكرانية دون أن تبدو النهاية قريبة للحرب التى تدخل عامها الثانى الشهر القادم، عاد اسم قوات «فاجنر» الروسية ليتصدر الأخبار بعد نجاحها فى تحقيق مكاسب استراتيجية وسط اتهامات غربية لعناصرها بارتكاب جرائم حرب مما دفع الولايات المتحدة لتصنيف المجموعة كمنظمة دولية إرهابية. 


برز اسم فاجنر للمرة الأولى فى عام 2014 حين تأسست المجموعة وبدأت أولى مهامها العلنية بالقتال فى أوكرانيا بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، حيث ساعدت القوات الأوكرانية الانفصالية شرق البلاد كما ساعدت فى إنشاء الجمهوريتين الانفصاليتين «لوجانسك» و»دونيتسك».  


ثم امتد عمل المجموعة إلى مناطق مشتعلة أخرى حول العالم فانتشر عناصرها فى سوريا وليبيا وعدد من الدول الأفريقية لتوفير الدعم والأمن لشركات التعدين الروسية والشركات التى تعمل معها مقابل نسبة من العائدات.  


ومع اندلاع الحرب فى أوكرانيا قاتلت «فاجنر» إلى جانب الجيش الروسى فى معظم العمليات العسكرية ونجحت مؤخراً فى السيطرة على مدينة سوليدار الغنية بمناجم الملح والتى تعد مفتاح الوصول لمدينة باخموت الاستراتيجية.  


وتتألف المجموعة من بضعة آلاف من المرتزقة، معظمهم من قدامى المحاربين وعناصر سابقة فى وحدات النخبة العسكرية، ممن حصلوا على تدريب جيد. ومع زيادة الطلب على المسلحين انتشرت تقارير حول تجنيد المجموعة سجناء روس وعناصر مدنية روسية وأجنبية خاصة.

وظهر مقطع فيديو فى سبتمبر الماضى لرئيس المجموعة يتحدث إلى سجناء فى سجن روسى يعدهم بتخفيف العقوبة عليهم فى حال سفرهم للقتال فى أوكرانيا لمدة 6 أشهر. وتشير التقديرات إلى أن 20 ألفا من عناصر فاجنر يقاتلون حاليا فى أوكرانيا بما يمثل 10% من جميع القوات الروسية هناك. 


وافتتحت فاجنر مقرا لها الشهر الماضى فى مدينة سان بطرسبرج، ثانى أكبر المدن الروسية وذلك فى الوقت الذى تثور فيه التساؤلات حول قانونية المجموعة. ولا يجيز الدستور الروسى إنشاء شركات عسكرية خاصة وينص على أن مسئولية الدفاع تقع على عاتق الدولة كما يحظر القانون على الروس العمل كمرتزقة.

ومع ذلك يسمح القانون للشركات التى تديرها الحكومة بإنشاء وامتلاك قوات أمن مسلحة خاصة، وفى سبتمبر الماضى اعترف يفجينى بريجوزين فى بيان بأنه مؤسس المجموعة وذلك بعد سنوات من نفيه للأمر. وبريجوزين (62 عاماً) من أقرب الموالين للرئيس الروسى فلاديمير بوتين ويشتهر بامتلاكه لشركات تموين ومطاعم وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية فى الكرملين.

وهو ما منحه لقب «طباخ بوتين». وينحدر كل من الرجلين من سان بطرسبرج وتعود علاقتهما إلى تسعينيات القرن الماضى. ومؤخراً بزغ نجم الرجل بعد زياراته المنتظمة للجبهة فى أوكرانيا وإدلائه بتصريحات مستمرة عبر جهازه الإعلامى تضمنت انتقادات لبعض القادة العسكريين الروس من بينهم ألكسندر لابين الذى تم فصله لاحقاً.

وأشاد بريجوزين الأسبوع الماضى بقواته ووصفها بأنها «الأشرس والأكثر انضباطاً»، ويُعتقد أن اسم فاجنر الذى تحمله المجموعة يعود للاسم الحركى لضابط المخابرات الروسى دميترى أوتكين الذى شارك فى تأسيسها بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بى.بى.سى).


اقرأ ايضاً | مشروع قانون روسي لفسخ الاتفاقات المبرمة مع مجلس أوروبا