القاهرة تحمل مطالب الدول النامية في قمة «صوت الجنوب»

قمة صوت الجنوب العالمى الافتراضية بالهند
قمة صوت الجنوب العالمى الافتراضية بالهند

دينا توفيق

سعيًا إلى رفع صوت بلدان الجنوب العالمى الذى طال إهماله، استضافت الهـــند - الرئيــس الحـــالى لمجموعة العشـــريـن - «قمـــة صـــوت الجنوب العالمـــى» فــى الفــترة من 12إلى 13 يناير بمشاركة أكثر من 120 دولة، وهى قمة افـتراضية خاصة عُقدت تحــت شـعار «وحدة الصوت ووحدة الهدف» لتبادل المخاوف والتحديات بشــأن مجموعة واسعة من القضايا، بما فى ذلك الغذاء وأمن الطاقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

وشاركت مصر فى جلسة وزراء الخارجية حــــول «مجمـوعــــة العشـــريــن: اقـــتراحــات لرئاسة الهند». وصرح السفير «أحمد أبو زيد» المتحدث الرسمى ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأنه فى إطار الدعوة الموجهة لمصر من الهند للمشاركة كضيف فى اجتماعات مجموعة العشرين، ألقى وزير الخارجية سامح شكرى كلمة فى رسالة مسجلة له، أعرب فيها عن تقديره للهند لتوجيهها دعوة إلى مصر للمشاركة فى مجموعة العشرين كـ «دولة ضيف». وتحدث شكرى عن الأزمات متعددة الأبعاد، مثل جائحة كورونا واضطراب سلاسل التوريد العالمية وتفاقم أزمة الأمن الغذائى والتهديد الوجودى للتغير المناخى، كما تحدث عن التأثير المدمر لتلك الأزمات التى تؤدى إلى زيادة أعباء الديون فى العديد من البلدان النامية. ودعا إلى نهج شامل فى إطار نظام اقتصادى يقوم على قواعد. وسلط شكرى الضوء على بعض الأولويات بالنسبة لمصر فى مجالات الأمن الغذائى، وتمويل المناخ، والحصول على الأشكال الحديثة من الطاقة بأسعار معقولة. كما دعا شركاء التنمية إلى تقديم الدعم لدول الجنوب العالمى من أجل تحقيق انتعاش اقتصادى وتوفير احتياجات التنمية المستدامة.  
وأعرب عن تقديره للهند لتنظيمها القمة التى أتاحت لدول الجنوب العالمى فرصة لتبادل الآراء حول الدور الذى يمكن أن تلعبه مجموعة العشرين فى تحقيق التنمية حول العالم، وتوفير الزخم اللازم لإعادة صياغة النظام الاقتصادى الدولى للاستجابة بصورة فعالة وفى توقيت مناسب للتحديات التى تواجهها دول الجنوب، معربًا عن التزام مصر بالانخراط البناء فى النقاشات والمبادرات التى سيتم طرحها فى إطار مجموعة العشرين من أجل التوصل لتوافق بشأن التحديات المعقدة الراهنة.

وأعرب وزير الخارجية أيضًا، عن استعداد مصر للتعاون مع المجتمع الدولى من أجل استضافة مركز عالمى لتوريد وتخزين الحبوب، بما يسهم فى مواجهة أزمة الغذاء العالمية، معربًا عن دعم مصر لأهداف مجموعة العمل الزراعية التابعة لمجموعة العشرين من أجل صياغة خريطة طريق للأمن الغذائى والزراعة الذكية مناخيًا.

علق السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، عن إعلان مصر استعدادها لاستضافة مركز عالمى لتوريد وتخزين الحبوب، قائلاً إنها مبادرة إيجابية جيدة، خاصة بعد أن تم اعتماد مصر كمركز لإنتاج الطاقة؛ حيث تُقدم مصر نفسها للعالم باعتبارها مركزًا إقليميًا للطاقة بشكل عام، والغاز الطبيعى على وجه الخصوص، اعتماداً على البنية التحتية التى تمتلكها، من خطوط الأنابيب ومصانع إسالة تمكنها من تسييل غاز شرق المتوسط، وإعادة تصديره مرة أخرى، بالإضافة إلى الطاقة النظيفة من خلال الممر الأخضر بين شرق المتوسط وأوروبا يركز على توفير الهيدروجين والكهرباء والطاقات المتجددة. ولذا ليس غريبًا أن يعلن وزير الخارجية عن هذه المبادرة التى لم تأتِ بجهود منفردة ولكن من خلال تعاون وثيق بين عدة وزارات مثل الزراعة ووزارة النقل وكافة الوزارات التى ستعتنى بهذا المركز اللوجيستى بحيث ستكون مركزا لتجارة الحبوب فى منطقة كبيرة.

ويرى السفير بيومى أن دعوة الهند لمصر كضيف شرف لقمة مجموعة العشرين القادمة، هى دعوة قادمة من أغنى عشرين دولة فى العالم التى تمثل أقوى الاقتصادات عالميًا حيث تتحكم فى 85% من اقتصادات العالم، وما يميزها أنها تجمع بين الدول المتقدمة صناعيًا والدول الأعضاء فى مجموعة السبعة ودول متوسطة تمثل صوت الجنوب ومنها الهند، وبالتالى دعوة مصر تعنى إدراكهم دورها المؤثر فى منطقتها وعلى شركائها ودبلوماسيتها الناشطة.
فيما قال السفير عزت سعد، مدير المجلس المصرى للشئون الخارجية، إنه عندما نتحدث عن تعاون جنوب - جنوب ستكون مصر لاعبًا مهما فى هذا السياق؛ تاريخيًا ارتباطًا بحركة عدم الانحياز، والآن حالة الاستقطاب الجارية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. فدولة مثل الهند تهتم بالمشاركة المصرية، خاصة بعد أن وضعت مصر قضية الأمن الغذائى وأمن الطاقة وتغير المناخ على رأس أولوياتها، ولاحظنا ذلك من خلال الاتصالات المكثفة التى أجريت فى الفترة الأخيرة بعد الأزمة بين روسيا وأوكرانيا ومن قبلها محاولات للتصدى لتداعيات جائحة كوفيد-19 التى لم يتعاف العالم منها حتى الآن. لذا فإن دعوة مصر لقمة العشرين القادمة برئاسة الهند يمثل قدرا كبيرا من التعاون الوثيق بين مصر ودول الجنوب.

أقرأ أيضأ : «مدبولي» يناقش استعدادات مصر للمشاركة في اجتماعات مجموعة العشرين بالهند