صفية مصطفى أمين تكتب: متى يختفي المنافقون

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

«جلس ينافقني. ينسب لى أمجادا لم أحققها، وبطولات لم أدعها، وشعرت برغبة عارمة أن أضربه فى مكتبي»، هذا ما قاله لى أحد الوزراء السابقين، وهو يتحدث عن شخص منافق كان يتردد على مكتبه أثناء توليه الوزارة! وأضاف أنه لم يحتمل نفاقه، وكان واثقا أنه سيخرج من مكتبه ليشتمه.. فكما نسب له فضائل ليست له، لابد أن ينسب له رذائل ليست له!

من سوء حظنا أن المنافقين أساتذة فى حقن المسئولين بالبنج، ويشنفون آذانهم بالكلام المعسول. متصورين أنهم يشترون المسئول بالمديح الكاذب والرياء الرخيص، حتى يستفيدوا منه، ويحصلوا على ما ليس من حقهم!

هؤلاء المنافقون تجدهم فى كل عصر، يمشون فى كل موكب  ورغم ذلك يتصور بعض المسئولين أنهم صادقون معهم.
فى البلاد المتقدمة، يقل المنافقون أو يختفون تماما.. فلا داعى لوجودهم، لأن كل مواطن يأخذ حقه بالقانون. المخطئ يعاقب والمتميز يُثاب. لا توجد محسوبية ولا استثناءات. لا يفكر الموظف فى أن ينافق رئيسه لأنه يثق أن إتقانه عمله، هو مقياس رضا رئيسه عنه. وليس أمامه غير الالتزام بلوائح العمل.. فالحقوق متساوية والواجبات متساوية! 

الغربيون يحكمون بالإعدام الادبي على المنافق ( إن وجد). لا يصافحونه، إذا التقوا به فى الطريق، ولو دق بابهم يغلقونه فى وجهه. إذا طلب عملا استبعدوه، وإذا أراد أن يتزوج من ابنة رجل شريف رفضوه!
متى يختفى المنافقون من حياتنا!